سياسة اليوم, 11:01 | --


مركز الدراسات الاستراتيجية: التحذيرات الأممية تؤكد تنامي منظومة الفساد المالي والسياسي في البلد

بغداد اليوم - بغداد
علق مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، اليوم الجمعة (5 أيلول 2025)، على المخاوف من التحذيرات الأممية من مستقبل العراق في ظل تنامي منظومة الفساد المالي والسياسي.

وقال فيصل، لـ"بغداد اليوم"، إنه "الأمم المتحدة عادةً لا تصدر تحذيرات من هذا النوع إلا عندما تصل المؤشرات البنيوية للدولة (الحوكمة، المؤسسات، الاقتصاد، الأمن) إلى مرحلة تهدد قدرتها على الاستمرار".

وأضاف أن "الحديث عن فشل الدولة يعني الانتقال من دولة ضعيفة إلى دولة هشة مهددة بفقدان السيطرة على وظائفها الأساسية: كالأمن (ضبط السلاح، مواجهة الإرهاب)؛ والاقتصاد بمعنى الفشل في إدارة الموارد وعدم التوزيع العادل للثروة؛ وضعف الخدمات في مجال التعليم والصحة والكهرباء؛ وانهيار الشرعية بسبب انعدام الثقة بين المواطن والدولة".

وبيّن فيصل أن "تحذيرات الأمم المتحدة لا تتعلق بفساد إداري أو مالي عادي، بل ببنية مؤسساتية مشوهة جعلت الفساد جزءًا من آليات الحكم. وفي العراق، الفساد أصبح: وسيلة لتوزيع المناصب وفق المحاصصة؛ أداة لتمويل الأحزاب والفصائل؛ جزءًا من الاقتصاد الموازي المتمثل بالتهريب والعقود الوهمية وتحكم المليشيات بالمنافذ الحدودية".

وأوضح أن "هذا يعني أن معالجة الفساد ليست تقنية أو قضائية فقط، بل تحتاج إلى تغيير سياسي شامل في قواعد اللعبة". مضيفًا أن "هذا يمكن تحديد الانعكاسات المباشرة على مستقبل الدولة وفق الآتي:اقتصاديًا: هدر الموازنات الضخمة، غياب الاستثمار المنتج، ارتهان الدولة للنفط، واجتماعيا: انهيار الثقة الشعبية، هجرة الكفاءات، تفكك العقد الاجتماعي، وسياسيًا: فقدان الشرعية، انسداد أفق الإصلاح، تزايد احتمالات الانفجار الشعبي، وأمنيًا: تصاعد نفوذ الفصائل المسلحة والاقتصاد غير الرسمي، ما يضعف احتكار الدولة للعنف الشرعي".

وأكد أن "المجتمع الدولي من خلال تحذيره عن مخاطر الأوضاع في العراق يعبر عن خشيته من أن يؤدي استمرار منظومة الفساد المالي في تقويض أسس الدولة العراقية، بمعنى تكرار سيناريوهات الدول الفاشلة كما في لبنان، ليبيا، السودان؛ أو تحول العراق إلى ساحة صراع إقليمي دائم بين إيران والولايات المتحدة وتركيا والخليج. لكن القوى الحاكمة داخليًا قد تنظر للتحذيرات بوصفها مجرد (ضغط خارجي)، ما يقلل من فرص الإصلاح".

وأختتم مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية أن "التحذير الأممي ليس مجرد توصيف سلبي، بل إنذار مبكر. إذا لم تُكسر منظومة الفساد، فإن الدولة العراقية ستفقد تدريجيًا قدرتها على الحكم، وربما تتجه نحو نموذج (الدولة العاجزة) أو (المفككة). وجوهر الأزمة السياسية تتجلى في عراق يمتلك موارد هائلة قادرة على تحقيق نهضة شاملة، لكن المنظومة السياسية-الاقتصادية الحالية الفاسدة تحوله إلى دولة مهددة بالفشل والتفكك والصراعات الداخلية".

أهم الاخبار

الصدر محذرا: انقذوا ماء العراق من التلوث واتركوا المهاترات السياسية

بغداد اليوم - بغداد حذر زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اليوم الجمعة (5 أيلول 2025)، من خطورة تلوث مياه العراق، داعياً إلى إنقاذها من التلوث وترك المهاترات السياسية يتبع..

اليوم, 12:34