بغداد اليوم – بغداد
علق الباحث في الشأن السياسي محمد علي الحكيم، اليوم الأربعاء (27 آب 2025)، على دلالات بروز اسم تحالف العزم في محافظة الأنبار، رغم هيمنة حزب تقدم على مقدرات المحافظة المالية والإدارية.
وقال الحكيم، لـ"بغداد اليوم"، إن "بروز اسم تحالف العزم في محافظة الأنبار خلال الآونة الأخيرة يمثل تطور لافت في المشهد السياسي المحلي، لاسيما بعد أن كان حزب تقدم يتصدر الساحة ويمسك بمقدرات المحافظة على مدى السنوات الماضية".
وبين أن "هذا التحول لا يأتي بمعزل عن المتغيرات السياسية على الساحة الوطنية، بل يعكس رغبة قوى اجتماعية وسياسية داخل الأنبار في إعادة التوازن للمشهد، ومنح مساحة أوسع للتنافس بين القوى السنية، بعيداً عن حالة الاحتكار التي كانت تميز المرحلة السابقة".
وأضاف الحكيم أن "صعود تحالف العزم في المحافظة يحمل عدة دلالات، أبرزها وجود حالة من السخط الشعبي والسياسي تجاه الأداء السابق، إلى جانب محاولات العزم تقديم نفسه كبديل قادر على حماية مصالح الأنبار وتمثيلها بقوة على المستويين المحلي والوطني".
وأكد أن "هذه التحولات مرشحة لإحداث تأثير مباشر على خارطة التحالفات السنية في بغداد، وربما تعيد رسم موازين القوى في الانتخابات المقبلة أو في أي استحقاقات سياسية قادمة، والأنبار باتت اليوم ساحة تنافس مفتوحة وليست حكراً على طرف واحد".
وختم الباحث في الشأن السياسي قوله إن "المرحلة المقبلة ستشهد على الأرجح مزيداً من إعادة التموضع بين القوى السياسية، مع دخول أطراف جديدة على خط المنافسة، ما يجعل المشهد السياسي السني أمام مرحلة إعادة تشكيل حقيقية".
وشهدت الساحة السنية في العراق بعد انتخابات 2018 صعود تحالف العزم بزعامة مثنى السامرائي كقوة تفاوضية في بغداد، قبل أن يبرز تحالف تقدم بزعامة محمد الحلبوسي كقوة مهيمنة على الأنبار منذ 2019 عبر السيطرة على المناصب الإدارية والمالية. لكن التوترات الداخلية والخلافات حول إدارة الملفات الخدمية والمالية أضعفت موقع تقدم تدريجياً، ما أتاح للعزم فرصة العودة إلى الواجهة كمنافس رئيسي في المحافظة، وسط توقعات بأن يعاد تشكيل التوازنات السنية مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
بغداد اليوم - الوقف الشيعي ينهي "مدونة الأحكام الشرعية في مسائل الأحوال الشخصية وفق المذهب الجعفري" وإرسالها للبرلمان