سياسة / ملفات خاصة اليوم, 16:05 | --


جيل جديد يدخل المعترك.. هل يقلب الشباب معادلة الانتخابات في العراق؟

بغداد اليوم – النجف
في مدينة النجف، حيث تختلط رائحة التاريخ الديني بثقل الصراعات السياسية، يتقدم جيل جديد نحو الصناديق، جيل ولد مع بدايات القرن الجديد ولم يعرف سوى عراق مضطرب، لكنه الآن يتهيأ ليترك بصمته الأولى في الحياة العامة. مواليد 2006 و2007 يدخلون إلى المشهد الانتخابي مثل موجة صاخبة غير متوقعة، قد تغير حسابات المقاعد وتعيد رسم الخريطة الحزبية في واحدة من أكثر المحافظات حساسية.

غير أن هذه الموجة ليست حكرا على النجف وحدها. فإحصاء السكان الأخير يؤكد أن أكثر من نصف المجتمع العراقي تحت سن الخامسة والعشرين، وهو ما يعني أن ملايين الشباب الذين لم يشاركوا في أي انتخابات سابقة يدخلون اليوم إلى صناديق الاقتراع لأول مرة. مراقبون يعتبرون أن هذه الأجيال، إذا تحركت بوعي جماعي، قد تتحول إلى كتلة تصويتية قادرة على قلب المعادلة السياسية في أكثر من محافظة.

رئيس منظمة "صوتي" لتحقيق الديمقراطية، حسام زوين، يرى أن "دور الشباب في عملية التغيير مهم جدا، لاسيما الشباب الواعي الذي يؤمن بالعملية السياسية إذ لابد أن تكون له بصمة واضحة عبر المشاركة الفاعلة في الانتخابات". ويضيف في حديثه لـ "بغداد اليوم"، أن من أصل نحو 836 ألف ناخب يحق لهم التصويت في النجف، سجل قرابة 40 ألف شاب بايومتريا من مواليد 2006 و2007، وهي خطوة تعكس حماسة الجيل الجديد، "وإذا شاركت هذه الفئة بفعالية فإنها قد تغير نسبة المقاعد بما يقارب 25%، أي بزيادة تصل إلى ثلاثة مقاعد على حصة المحافظة البالغة 12 مقعدا".

هذه الأرقام ليست مجرد إحصاء إداري. محللون يشيرون إلى أن إدخال عشرات آلاف الأصوات الجديدة في دائرة انتخابية واحدة يربك القوى التقليدية التي اعتادت تقاسم النفوذ على أساس الولاء الحزبي والطائفي. فالشباب الذين نشأوا في ظل احتجاجات تشرين وصدمات الواقع السياسي، لا يميلون إلى الأحزاب المجربة بقدر ما يبحثون عن أحزاب ناشئة أو شخصيات مستقلة، رغم غياب مشروع مدني متكامل يوحد تطلعاتهم. هنا يتداخل كلام زوين مع هذا التحليل حين يقول إن "تطلعات الشباب تتجه نحو أحزاب ناشئة وشخصيات مستقلة صدمت بواقع سياسي مرير بعد ثورة تشرين، حيث يواجهون غياب مشروع سياسي مدني متكامل يؤمنون به في ظل هيمنة أحزاب تقليدية بلون سياسي واحد".

لكن الصورة ليست مثالية بالكامل. فبحسب مختصين، المال السياسي ما زال يتسلل إلى هذه الفئة من خلال استقطابهم بصفة "مراقبين انتخابيين" بلا خبرة حقيقية، ما يجعل بعضهم ينجر وراء الولاءات المؤقتة بدل أن يكونوا رافعة للتغيير. وهنا يوضح زوين أن جزءا من هؤلاء قد يتجه لدعم المستقلين داخل القوائم الكبرى، في مزيج يربك قواعد اللعبة ويجعل التوقعات مفتوحة على أكثر من سيناريو.

قانونيا، يحق لمن أتم الثامنة عشرة المشاركة في الانتخابات، وقد كانت دورة 2025 الأولى التي سمحت لمواليد 2006 و2007 بالتصويت. هذا التفصيل البسيط يحمل أثرا كبيرا، إذ يدخل عشرات الآلاف من الأصوات الجديدة في معادلة محافظة لم يتجاوز عدد مقاعدها الـ12 منذ 2005. مراقبون يؤكدون أن أي تغير بنسبة 25% في توزيع المقاعد كفيل بهز التحالفات الراسخة ودفع القوى التقليدية لإعادة النظر في خطابها.

في الخاتمة، يوجه زوين دعوة صريحة للشباب: "المشاركة الفاعلة واختيار مرشحين يتمتعون بالكفاءة والنزاهة ولم يسبق لهم خوض الانتخابات هو الطريق لإصلاح الواقع السياسي والاقتصادي في العراق". وبين الأمل والقلق، تظل النهاية مفتوحة: هل ينجح جيل 2006 و2007 ومعه الأجيال الأوسع من الشباب العراقي في أن يكونوا رقما صعبا يفرض التغيير، أم أن طواحين السياسة التقليدية ستبتلع أصواتهم كما ابتلعت من قبلهم؟

المصدر: بغداد اليوم + وكالات

أهم الاخبار

المرور: جميع السيارات بما فيها إقليم كردستان مشمولة بتسجيل المخالفات

بغداد اليوم- بغداد أكدت مديرية المرور العامة، اليوم الخميس (28 آب 2025)، شمول جميع السيارات بتسجيل المخالفات بما فيها حاملة لوحات اقليم كردستان. وقال مدير شعبة الإعلام في مديرية المرور العامة العقيد حيدر شاكر محمد للوكالة الرسمية، تابعته "بغداد

اليوم, 17:16