جدل متجدد.. ممثل خامنئي يصف الحشد بسند لإيران والعراق يؤكد عراقيته الخالصة

بغداد اليوم - بغداد 
أثار تصريح ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في العراق، مجتبى حسيني، جدلاً واسعاً بعد تأكيده أن “الحشد الشعبي يقف بجانب إيران وأن حله أو دمجه مجرد حلم”، وهو ما دفع أوساط سياسية عراقية إلى التفاعل مع الموقف وتوضيح أبعاده.

السياسي المستقل نبيل العزاوي أوضح في حديث لـ”بغداد اليوم”، السبت (23 آب 2025)، أن “الحشد الشعبي حشد عراقي وطني قدّم التضحيات الكبرى من أجل أمن البلاد، ويمثل فسيفساء المجتمع العراقي بكامل مكوناته”، مشدداً على أنه “جزء لا يتجزأ من المؤسسة الأمنية العراقية ويخضع حصراً لأوامر القائد العام للقوات المسلحة”.

وأضاف العزاوي أن “الحديث عن ارتباط الحشد بإيران يتعارض مع الواقع، إذ أن الحشد ينفذ ما تقرره الدولة العراقية، ومواقفه الأخيرة إزاء الأحداث في إيران أو غزة أو جنوب لبنان جاءت ضمن التوجه الرسمي للدولة العراقية وليس خارجها”.

وفي ما يتعلق بقانون الحشد الشعبي، أشار العزاوي إلى أن “الأمر شأن داخلي بامتياز، وسيُحسم بتوافق القوى السياسية خلال الفترة المقبلة”، لافتاً إلى أن “كل المؤشرات تتجه نحو إقرار القانون باعتباره إنصافاً لشريحة قدمت تضحيات جسام، بغضّ النظر عن المواقف الخارجية”.

وختم العزاوي بالقول إن “السيادة العراقية لا تقبل الإملاءات، ومؤسساتها الأمنية، وفي مقدمتها الحشد الشعبي، قادرة على مواجهة التحديات مهما كانت”.

الحشد الشعبي الذي تشكل في صيف 2014 بعد فتوى المرجعية الدينية بوجوب “الجهاد الكفائي” للتصدي لتنظيم داعش الذي اجتاح مناطق واسعة من العراق، تحول الحشد إلى قوة عسكرية وأمنية رسمية بعد إقرار قانونه داخل البرلمان عام 2016، ليصبح جزءاً من المنظومة الأمنية العراقية ومرتبطاً إدارياً وعملياً بالقائد العام للقوات المسلحة.

لكن مسألة هوية الحشد وارتباطاته ظلت مثار جدل داخلي وخارجي، فبينما تؤكد الحكومة العراقية أنه قوة وطنية خاضعة للدولة، يرى بعض المراقبين أن نفوذه يتقاطع مع أجندات إقليمية، خصوصاً في ظل وجود فصائل مقربة من إيران.

تصريحات ممثل خامنئي الأخيرة جاءت لتعيد فتح هذا النقاش، في وقت تسعى فيه القوى السياسية لتمرير قانون جديد ينظم عمل الحشد ويمنحه امتيازات إضافية.