ليلة رعب للسائحين في السليمانية.. من رحلة إلى كابوس

بغداد اليوم – السليمانية 
تحولت زيارة سياحية لعائلات عراقية إلى تجربة رعب غير متوقعة في السليمانية، بعد أن اندلعت مواجهات مسلحة عنيفة، مساء الخميس (21 آب 2025)، استخدمت فيها أسلحة ثقيلة بينها الدبابات والمدرعات والصواريخ، ما أجبر السائحين على الاحتماء داخل الملاجئ لساعات طويلة.

وقال سائحون عراقيون في إفادات لوسائل إعلام كردية، تابعتها "بغداد اليوم"، إنهم كانوا في إحدى المناطق القريبة من موقع الأحداث عندما بدأت أصوات الانفجارات وإطلاق النار تدوي بشكل مفاجئ، ليتحول المشهد إلى ما يشبه ساحة حرب مفتوحة. وأضافوا أن حالة من الفوضى والهلع اجتاحت المكان، حيث هرعت العائلات إلى الملاجئ والأقبية، وسط صراخ الأطفال وارتباك النساء، فيما كان الرصاص يتناثر على المباني والمركبات المركونة في الشوارع.

وأكد شهود العيان أن عدداً من المركبات المدنية العائدة للسائحين أصيبت بشكل مباشر بشظايا الصواريخ والرصاص الطائش، ما ألحق بها أضراراً كبيرة، بينها سيارات تحطمت واجهاتها بالكامل أو اخترقها الرصاص من عدة جهات. وأشاروا إلى أن المشهد في الشوارع بعد توقف الاشتباكات كان يوحي بآثار معركة حقيقية، مع سيارات محترقة أو متضررة، ونوافذ محطمة، وأرضيات مغطاة بآثار العيارات النارية.

وأوضح السائحون أن ما حدث شكل صدمة لهم، إذ لم يكن في مخيلتهم أن تتحول رحلتهم السياحية إلى تجربة محفوفة بالخوف والخسائر، مشيرين إلى أن الأطفال أصيبوا بحالة من الذعر الشديد، فيما بقيت العائلات لساعات غير قادرة على مغادرة الملاجئ حتى عودة الهدوء النسبي.

وأعرب عدد من السائحين عن استيائهم من غياب المعلومات الرسمية في اللحظات الأولى، مؤكدين أن ما جرى يستدعي تحركاً عاجلاً لحماية المدنيين ومنع تكرار مثل هذه الأحداث، خصوصاً وأن المنطقة تُعد وجهة رئيسية للسياحة الداخلية.

وأكدوا أن خسائرهم لم تقتصر على الجانب النفسي فقط، بل شملت أضراراً مادية واضحة، إذ فقد بعضهم مركباته بالكامل، فيما تكبد آخرون خسائر متفاوتة في ممتلكاتهم.

وبحسب بيانات رسمية، فإن الاشتباكات جاءت على خلفية حملة أمنية استهدفت القيادي لاهور شيخ جنكي وعدداً من المقربين منه، حيث دارت معارك بين القوات الأمنية وعناصر مسلحة موالية له استمرت حتى ساعات الفجر، وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة. هذه التطورات انعكست بشكل مباشر على الأحياء القريبة من موقع المواجهة، لتطال تأثيراتها السكان المدنيين والسائحين الذين وجدوا أنفسهم في قلب الأحداث.