إلى أي حد قد تغير قمة ترامب وبوتين معادلات النفوذ في العراق؟ - عاجل

بغداد اليوم - بغداد
علّق رئيس مركز رفد للدراسات الاستراتيجية عباس الجبوري، اليوم السبت (16 آب 2025)، على تأثير عقد القمة ما بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على العراق.

وقال الجبوري لـ"بغداد اليوم" ان "انعقاد قمة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تكون لها تداعيات غير مباشرة على الساحة العراقية"، مشيرا الى أن "العراق يتأثر بشكل واضح بالتقلبات في العلاقات الدولية، لا سيما بين واشنطن وموسكو، نظراً لموقعه الجيوسياسي وتعقيد علاقاته مع الطرفين، أي تقارب أو توتر بين ترامب وبوتين يعكس نفسه على ملفات متعددة، منها التوازن العسكري في المنطقة، والسياسات المتعلقة بإيران، وكذلك مستقبل الوجود الأمريكي في العراق".

وعُقدت القمة يوم امس، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا، في ظل أجواء دولية مشحونة بالحرب المستمرة في أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتصاعد التوتر بين واشنطن وموسكو على خلفية العقوبات، والملفات الأمنية والعسكرية في أوروبا والشرق الأوسط.

جاء اللقاء بعد سلسلة تصريحات متبادلة بين الطرفين، عبّر فيها ترامب عن رغبته في التوصل إلى تفاهمات كبرى مع روسيا، خصوصًا في الملفات الأمنية ومكافحة الإرهاب، فيما أكد بوتين استعداد موسكو للحوار إذا كان على أساس "الندية والمصالح المتبادلة".

وبيّن الجبوري أن "ترامب، خلال فترة رئاسته، اتبع سياسة أكثر صرامة تجاه إيران، وهو ما انعكس بشكل مباشر على الداخل العراقي، سواء من خلال الضربات الجوية أو الضغوط الاقتصادية، في حين أن بوتين يحرص على تعزيز نفوذ روسيا في الشرق الأوسط، ويعتبر العراق جزءاً من هذا التوازن".

وأضاف انه "في حال تمخضت القمة عن تفاهمات استراتيجية، فقد نشهد تغييراً في معادلات النفوذ داخل العراق، وعلى صانعي القرار في بغداد أن يراقبوا مثل هذه التحركات الدولية بدقة ويستعدوا لتداعياتها المحتملة".

ورغم أن القمة وُصفت من قبل الزعيمين بأنها "مثمرة"، فإنها انتهت دون اتفاق لحل الأزمة الأوكرانية أو وقف القتال، لكن المراقبين أشاروا إلى أنها قد تفتح الباب أمام ترتيبات جديدة في ملفات إقليمية أخرى، بينها الشرق الأوسط، وهو ما يجعل تأثيرها على العراق احتمالًا واردًا من زاوية موازين القوى بين واشنطن وموسكو، خاصة في ظل التداخل مع الملف الإيراني.