روح الأربعين تُخمد الجريمة في النجف (تفاصيل)

بغداد اليوم - النجف 

أكد مدير الإعلام في قيادة شرطة النجف الأشرف العقيد مفيد الطاهر ،اليوم الثلاثاء (12 آب 2025)، أن معدلات الجرائم في المحافظة تشهد تراجعاً ملحوظاً خلال أيام الزيارة الأربعينية.

وأوضح الطاهر لـ"بغداد اليوم" أن "هذا الانخفاض يعود إلى الاستنفار الكامل لجميع الصنوف الأمنية، إضافة إلى الكثافة البشرية الكبيرة التي تحد من فرص ارتكاب الجرائم، مبيناً أن البعد الإنساني والاجتماعي للمناسبة يعزز روح التعاون والتسامح بين الناس، ما يخلق بيئة رادعة للسلوك الإجرامي". 

وأشار إلى أن "الأجهزة الأمنية مستمرة في تكثيف جهودها لتأمين أجواء الزيارة وضمان سلامة الزائرين القادمين من داخل العراق وخارجه". 

وتشهد محافظة النجف تراجعاً شبه كامل في النزاعات العشائرية خلال شهري محرم وصفر، وبالأخص في أيام الزيارة الأربعينية، قبل أن تعود تلك النزاعات للظهور مجدداً بعد انتهاء المناسبة، وسط مطالبات بترسيخ أجواء التسامح على مدار العام.

وقال الشيخ حمودي الحداد العبودي، مسؤول طرف الحويش في النجف، لـ”بغداد اليوم”، امس الاثنين (11 آب 2025). إن “النجف، بأقضيتها ونواحيها، وخصوصاً مركز المدينة، تحتضن شخصيات عشائرية موقرة وملتزمة أخلاقياً وقبلياً، وأهاليها معروفون بحسن الاستقبال وحل المشكلات بالحكمة سواء كانت كبيرة أو صغيرة”.

وأضاف العبودي أن “خلال محرم وصفر، تتوقف تقريباً النزاعات العشائرية، إكراماً واحتراماً لذكرى الإمام الحسين (ع)، حيث تسود أجواء الحزن والروحانية ويغلب ضبط النفس على الجميع”.

وأشار إلى أن “تصاعد الخلافات بعد الزيارة يرتبط غالباً بالهجرة من مدن أخرى إلى النجف، إذ يسكن المحافظة كثير من غير أبنائها، وبعضهم مطلوبون للقضاء، ما يتسبب في حوادث ومشكلات حتى في أماكن مثل المقبرة”.

وأكد العبودي أن “رغم محاولات البعض إثارة الفتنة، تبقى النجف عامرة برموزها ومشايخها الساعين دائماً لإطفاء أي نزاع”، مشدداً على ضرورة “نقل قيم التسامح التي تميز أيام الأربعينية إلى الحياة اليومية لبقية أشهر السنة”.

وتعرف محافظة النجف بكونها إحدى أبرز المراكز الدينية والروحية في العراق والعالم الإسلامي، حيث تستقطب سنوياً ملايين الزائرين، خاصة خلال شهري محرم وصفر وفي الزيارة الأربعينية.

وخلال هذه الفترة، تنحسر النزاعات العشائرية بشكل شبه كامل نتيجة الأجواء الدينية والروحانية التي تفرض حالة من ضبط النفس والتسامح بين الأهالي والزائرين.

لكن مع انتهاء المناسبات الدينية، تعود الخلافات للظهور، ويربط شيوخ عشائر ومراقبون ذلك بعوامل اجتماعية وأمنية، أبرزها الهجرة الداخلية إلى النجف من محافظات أخرى، وما يرافقها من احتكاكات ونزاعات، أحياناً يكون أطرافها من خارج النسيج الاجتماعي التقليدي للمدينة. وعلى الرغم من ذلك، تبقى العشائر النجفية، ببيوتاتها ورموزها، حريصة على حل الخلافات سلمياً، مع دعوات مستمرة لترسيخ قيم التسامح طوال العام، وعدم حصرها في مواسم الزيارات.