بعد فاجعة الكوت

المسؤولون يستيقظون من نومهم.. إغلاق أكثر من 600 مشروع مخالف لشروط السلامة بالعراق

بغداد اليوم - بغداد
بعد فاجعة "هايبر ماركت الكوت" الأخيرة، التي كشفت هشاشة الالتزام بشروط السلامة وأثارت غضباً شعبياً واسعاً، بدأت المحافظات العراقية باتخاذ إجراءات متسارعة لتفادي تكرار الحوادث المأساوية، عبر حملات تفتيش موسعة أسفرت عن غلق مئات المشاريع المخالفة خلال الأيام الماضية.

وفي هذا السياق، أعلنت بلديات محافظة بغداد، بالتنسيق مع مديرية الدفاع المدني، عن إطلاق حملة موسعة لمحاسبة المتجاوزين على أملاك الدولة والمخالفين لشروط البناء ومتطلبات السلامة، مؤكدة الشروع بإجراءات ميدانية لجرد المنشآت التجارية والسياحية والحكومية والمشاريع الاستثمارية التي لم تلتزم بتعليمات الدفاع المدني أو استحصال الموافقات الأصولية.

وقال مدير بلديات بغداد، ياسر القريشي، إن "الحملة تشمل جميع مناطق أطراف العاصمة، وتستهدف المباني والمنشآت التي لا تستوفي متطلبات الوقاية والسلامة، مع منح مهلة محددة تتراوح بين 10 إلى 30 يوماً لتصحيح الوضع القانوني، على أن تُتخذ الإجراءات القانونية بحق المتجاوزين، بما في ذلك الغلق والإزالة".

وفي محافظة النجف، أعلنت قيادة الشرطة إغلاق أكثر من 153 مشروعاً مخالفاً لشروط الوقاية والسلامة، ضمن حملة استباقية لتأمين بيئة آمنة وخالية من المخاطر على المواطنين، لا سيما مع قرب زيارة محرم والأربعينية التي تشهد توافد أعداد كبيرة من الزائرين إلى المحافظة.

وقال المتحدث باسم شرطة النجف، مفيد سالم الطاهر، إن "الحملة تأتي تنفيذاً لتوجيهات وزير الداخلية، وبإشراف مباشر من قيادة الشرطة ومديرية الدفاع المدني، لضمان بيئة خالية من المخاطر المرتبطة بالمخالفات والإهمال".

أما في محافظة كربلاء المقدسة، فقد أعلنت مديرية الدفاع المدني عن إغلاق 482 مشروعاً مخالفاً لشروط السلامة والوقاية منذ مطلع العام الجاري وحتى الآن، استناداً إلى المادة (44) من قانون الدفاع المدني رقم 44 لسنة 2013. وأوضحت المديرية أن هذه الإجراءات تأتي ضمن الاستعدادات المبكرة لتأمين زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في شهر محرم الحرام، وتأمين الحشود المتوقعة خلال الأربعينية.

وأكدت مديرية الدفاع المدني في كربلاء أن فرقها الميدانية تواصل حملاتها الوقائية والتفتيشية على مدار الساعة، لضمان التزام جميع المنشآت بمنظومات الإطفاء ومخارج الطوارئ وشروط السلامة العامة، وإزالة المواد المسرّعة للحريق مثل "السندويج بنل" و"الآلي كابوند".