كتب: حسنين تحسين
يعتبر كل طرف من أطراف حرب الاثنا عشر يومًا نفسه منتصرًا، و ذلك لان كل طرف يرى النصر وفقًا لغايته، فهم لم يتقاتلوا على احتلال أرض معينة و لا الوصول لهدف ذاته لهذا سيقولون أنهم منتصرون.
صحيح ان الحرب بين اسرائيل و ايران و لكن امريكا تعتبر نفسها منتصرة!! رغم أنها ليس طرف ظاهري! ولكن بشكل دراماتيكي فعلًا امريكا طرف أساسي.
فاسرائيل ترى نفسها منتصرة لأنها قتلت قيادة الصف الأول الإيرانية و انتزعت دولًا من المحور و ضربت رأس المحور و تخلصت من البرنامج النووي الإيراني، و امريكا تقول إنها انتصرت لان غايتها كانت تدمير البرنامج النووي الإيراني و ايران تقول انتصرت لأن نظامها لم ينهار كما هو مخطط من اسرائيل!! فايران تعتبر أي حرب ضدها هدفها إسقاط النظام لذا تعتبر نفسها منتصر طالمًا ان النظام باق.
تتشدق اسرائيل بجرأتها على ضرب رأس المحور و أنها لن تتورع بذلك بخطوة هي تهديد لكل الدول، و لكن بالحقيقة اسرائيل كان تسعى لتغيير النظام و ليس إنهاء البرنامج النووي لذلك استهدفت البنية العسكرية لايران بشكل ادهش الجميع من حجم الجرأة!! بصراحة ايران دولة لا تسعى للحروب المباشرة بل فُرضت الحرب عليها، ابدًا فهي أصلاً بحرب دائمة منذ 1979 و لكن على الطاولة و لتستمر ألف عام لا يهمها!! هي بالضبط ذلك المغامر المزعج للمنافسين الذي لا يكتفي بالحركة و إنما يطلق تصريحاته المستفزة دائمًا بكل الاتجاهات و مستعد ان يتلاسن عن بعد عشرات السنين، و لكن كما قلنا يفضلون الحروب على الطاولة و تحت الضغط الدائم بالتصعيد و الوعيد مما يُهلك الغريم! ففي العقيدة الفارسية التفاوض هو الجدال و ربح الطبق بالكامل و لهذا فقدوا اصدقائهم و زادوا اعدائهم و هذه عقيدة سياسية غير محبوبة و غير مريحة فهم يؤمنون بحل كل مشكلة بمشكلة لهذا إذا دخلت دولة بمفاوضات معهم اما ان تنسحب أو تعطي كل شيء! اما اسرائيل فعقيدتهم الخارجية قائمة على التحايل دائمًا بشكل يُضحكك من فج التصرف فيصرخ من كل شيء و لكنه يبرح بالاستهداف و يصرح، و مصدر قوتهم الأساسي وجود امريكا.
ايران بخروجها بسلامة النظام لا يُزيل خطورتها النووية و هذا ما ستكتشفه الدول لاحقًا، لان النظام هو أساس هذه العقيدة و هو باقي و بإستطاعته العودة و الاستمرار!! و لهذا تريد امريكا مفاوضات سريعة حتى تتخلص من برامج ايران البالستية و افكارها التسليحية التي أزعجت اسرائيل كثيرًا، فاسرائيل بالشرق الأوسط هي ذلك المدلل الذي لا يُمس حتى و لو بسواد فحم!!
بالنهاية على ايران ان تغير عقيدتها التفاوضية مع الحلفاء و ان تعالج الخلل الاستخباري الكبير الذي سمح بهذا العدد من العملاء بالداخل فلا يجود عدد عملاء بهذا الكم الكبير يتخادمون لصالح معادية!! و على امريكا ان تقدم تنازلات لايران إذا ارادت نجاح لمفاوضاتها و على اسرائيل ان تعرف ان قدرات ايران لن تتوقف طالمًا يحكمها النظام نفسه
بغداد اليوم- متابعة توقع الخبير الستراتيجي الإيراني، إبراهيم متقي، يوم الأحد، (29 حزيران 2025)، أن تشن إسرائيل هجومًا جديدًا على إيران "الأسبوع المقبل كحد أقصى"، بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية. وأفاد متقي في تصريح للتلفزيون الإيراني،