مقالات الكتاب أمس, 20:39 | --


لمحة عن الخسائر الاقتصادية للكيان جراء حرب الـ 12 يوما

كتب د. بلال الخليفة
بدأت الحرب الـ 12 يوم في 13 يونيو/حزيران عندما شنّت إسرائيل موجة من الضربات على إيران، أسفرت عن مقتل مسؤولين عسكريين كبار وإصابة مواقع نووية. وعلى اثر تلك الضربات، ردّت الجمهورية الإسلامية في إيران بهجمات صاروخية على إسرائيل، اطالت المواقع العسكرية ومنظومة القبة الحديدية حتى وصل بها الامر انها عجزت عن صد طائرة مسيرة ذات سرعة عادية.
ان الاقتصاد الصهيوني في موقف صعب ومنذ بدء حرب غزة في 7 أكتوبر عام 2023 وتعرض الكيان لخسارات كبيرة جدا لكن حرب 12 يوم كان وقعها اشد عليه. حيث تُقدَّر الخسائر الاقتصادية الإجمالية التي تكبدها الكيان في أعقاب الحرب التي استمرت 12 يومًا مع الجمهورية على اقل تقدير بنحو 6 مليارات دولار، مع تضرر البنية التحتية بشكل خاص.
ومن لسان قيادات الكيان ومنهم يارون، محافظ البنك المركزي الإسرائيلي، حيث صرح لقناة بلومبرغ التلفزيونية، بأنه من المرجح أن تُكلِّف الحرب إسرائيل حوالي 1% من ناتجها المحلي الإجمالي، أي حوالي 20 مليار شيكل (5.9 مليار دولار)، مع الاخذ بنظر الاعتبار ان الحكومة قد فرضت قيود على الاعلام وان ما يصرح فيه اقل بكثير عن الواقع.
اقل تقدير يحدث لاقتصاد الكيان هو انخفاض النمو بالإضافة الى الانخفاض الذي طاله نتيجة حرب غزة من 3.3% إلى 1.7% ومن المرجَّح أن ينخفض اكثر بنسبة 1.6% في حال تجدد الاشتباك.
وكما بينا أعلاه ان الترسانة العسكرية للكيان انهارت بشكل متسارع وكبير نتيجة الضربات الإيرانية الدقيقة وبالتالي ان من اهم الكلف التي تواجه الكيان هي إعادة الترسانة العسكرية ومن اهم ما يواجهها هو إعادة عمل القبة الحديدية او تطويرها لانهال انها فشلت بهذه الحرب وبالتالي ستكون كلفتها كبيرة جدا.
بعض الصحف اشارت الى الخسائر العسكرية للكيان، فموقع فاينانشيال اكبريس نشر بان ما انفقته إسرائيل حوالي 5 مليارات دولار في الأسبوع الأول من الهجمات على إيران، وان النفقات اليومية للحرب 725 مليون دولار، منها 593 مليون دولار خُصصت للهجمات و132 مليون دولار للإجراءات الدفاعية والتعبئة العسكرية.
وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن التكلفة اليومية لأنظمة الدفاع الجوي المضادة للصواريخ تراوحت بين 10 ملايين دولار و200 مليون دولار بالنسبة لإسرائيل.
وعلى بعض الاقتصاديين الغرب حيث يتوقع بأن تجديد الترسانة العسكرية سيكون أكثر تكلفة، مما سيزيد عجز الموازنة في عام 2025 من 5.7% من الناتج المحلي الإجمالي وذهب اخرون منهم المعهد الدولي للتمويل الى نسبة اكبر تصل الى 8.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وكما حذر الخبير الاقتصادي الإسرائيلي يعقوب شينين من أن الصراع المطول مع إيران قد يؤدي إلى تدمير 20% من الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل ودفع البلاد إلى أزمة مالية شاملة.
اما بالنسبة للدين العام فهو حتما سيرتفع رغم حجم المساعدات المهول الذي يقدمه الغرب لها ويتوقع ان يرتفع الدين العام من 69% إلى 74%.
في هذه الحرب يوجد ضاغط اخر يختلف عن الحروب السابقة وهو الضاغط الداخلي الكبير من قبل المواطنين، من تضرر مصالحهم الخاصة التي دعتهم للتوجه نحو مطالبة الحكومة بالتعويضات حيث تلقّت مصلحة الضرائب الإسرائيلية آلاف مطالبات التعويض من المتضررين عن الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم ومركباتهم منذ بداية الحرب قبل أسبوعين.
فإلى وقت قريب، تلقت المصلحة 41,651 مطالبة، منها 32,975 مطالبة عن أضرار هيكلية، و4,119 مطالبة عن أضرار في المركبات، و4,456 مطالبة عن أضرار في المحتويات والمعدات.
تشير التقديرات إلى أن آلاف المباني الإضافية قد تضررت، ولم تُقدّم أي مطالبات بشأنها حتى الآن، وفقًا لموقع سلطة الضرائب الإسرائيلية أي ان الاف الطلبات بالتعويض سيتم تقديمها لحكومة الكيان وبالتالي هذا يشكل ضغط اقتصادي كبير حدا للحكومة.
تآكل صورة "إسرائيل الآمنة"
• الضربات الإيرانية الدقيقة على تل أبيب قوّضت الثقة في منظومة الدفاع الجوي، رغم فاعلية "القبة الحديدية" جزئيًا
• تلاشت أسطورة أن إسرائيل محصّنة من الهجمات الباليستية، مما أثار تساؤلات حول الجاهزية العسكرية
انقسام داخلي في الرأي العام
• بعض الإسرائيليين طالبوا بمزيد من التصعيد ضد إيران، بينما دعا آخرون إلى حلول دبلوماسية لتجنّب حرب شاملة
• تصاعدت الاحتجاجات الشعبية في بعض المدن، خاصة بعد استهداف منشآت مدنية
عزلة دولية متزايدة
• الحرب زادت من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية، حيث وُصفت بأنها دولة عدوانية تفتح جبهات جديدة دون مبرر كافٍ
موجة الهجرة العكسية
أ‌- أكثر من 8000 إسرائيلي أصبحوا بلا مأوى نتيجة تدمير منازلهم بالصواريخ الإيرانية.
ب‌- نحو 3800 نازح داخليًا تم إجلاؤهم من مناطق الخطر مثل تل أبيب وبئر السبع حيث تصاعدت الهجرة العكسية (مغادرة الإسرائيليين للبلاد)، خاصة بين العائلات الشابة وسكان المدن الكبرى، استمرارًا لموجة بدأت بعد حرب غزة 2023.
ت‌- تراجع في القوة العاملة: غادر كثير من الشباب في سن العمل، مما أثّر على الإنتاجية والطلب المحلي
ث‌- انخفاض الاستهلاك الداخلي: مع مغادرة آلاف العائلات، تراجعت مبيعات التجزئة والخدمات
ج‌- ضغط على الموازنة: الحكومة أنفقت أكثر من 600 مليون دولار لإيواء وتعويض النازحين
ح‌- تراجع ثقة المستثمرين: الهجرة الجماعية زادت من الشعور بعدم الاستقرار، مما أثّر على سوق العقارات وسوق المال.
خ‌- اغلاق الاف الشركات الصغيرة بسبب تراجع الطلب ونقص العمالة.
اضرار قطاع الطاقة
• استهداف منشآت حيوية: تعرّضت منشآت كهرباء وغاز في النقب والجليل لضربات صاروخية، مما أدى إلى انقطاعات في التيار الكهربائي في مناطق واسعة، خاصة في الجنوب.
• نقص في غاز الطهي: أشارت تقارير إلى وجود نقص وشيك في غاز الطهي نتيجة تعطل سلاسل التوريد وتضرر بعض خطوط النقل.
• إجلاء موظفي الطاقة: تم إجلاء مئات العاملين من محطات الطاقة لأسباب أمنية، مما عطّل عمليات التشغيل والصيانة.
خسائر النقل والطيران
تعرّض قطاع النقل والطيران في إسرائيل خلال حرب الـ12 يومًا مع إيران لأضرار كبيرة، أثّرت على الحركة الداخلية والدولية وعلى الاقتصاد بشكل عام، يستقبل المطار عادةً حوالي 300 رحلة و35 ألف مسافر يوميًا، . إليك أبرز الخسائر:
• إغلاق مطار بن غوريون الدولي لعدة أيام بعد سقوط صواريخ قربه، مما أدى إلى إلغاء أو تحويل مئات الرحلات
• تراجع حركة الطيران بنسبة 85% خلال فترة الحرب، وفق تقديرات أولية
• خسائر مالية مباشرة لشركات الطيران الإسرائيلية قُدّرت بعشرات الملايين من الدولارات بسبب توقف العمليات وتكاليف التأمين المرتفعة
قطاع النقل البري والبحري
• استهداف طرق سريعة تربط الجنوب بالمركز، مما عطّل حركة الشاحنات ونقل البضائع
• تضرر ميناء أشدود جزئيًا نتيجة سقوط شظايا صاروخية، ما أدى إلى تأخير في تفريغ الحاويات
• ارتفاع تكاليف النقل الداخلي بسبب نقص الوقود وتعطل بعض شبكات التوزيع


خلاصة الامر ووفقًا لمعهد آرون للسياسة الاقتصادية ومقره إسرائيل ان في احسن أحوال الكيان ستكون التكلفة الإجمالية 12 مليار دولار لو استمرت الهجمات لمدة شهر ولكن رغم المساعدات فان الكيان هو غير قادر الاستمرار حتى ان التوقع بان الحرب لا تتجاوز الأسبوع او بالكثير عشر أيام.



أهم الاخبار

المالكي: العراق يجب أن يكون في طليعة الدول الساعية للإصلاح وبناء الدولة القوية

بغداد اليوم – بغداد أكد الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية، نوري المالكي، اليوم السبت (28 حزيران 2025)، أن الإمام الحسين عليه السلام أطلق ثورته طلباً للإصلاح في الأمة الإسلامية، وأن مبادئ عاشوراء يجب أن تُترجم إلى رؤية استراتيجية لبناء الدولة ومعالجة

أمس, 23:58