تحييد العراق عن صراعات المنطقة قرار استراتيجي والفيتو الأميركي أحبط استهدافه

بغداد اليوم - بغداد

أكد أستاذ العلوم السياسية، خليفة التميمي، اليوم السبت (28 حزيران 2025)، أن قرار تحييد العراق وإبعاده عن توترات وصراعات الشرق الأوسط لم يكن قراراً خاصاً بحكومة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني فقط، بل هو رؤية استراتيجية تتبناها القوى السياسية النافذة في البلاد، مشيراً إلى أن الفيتو الأمريكي هو من منع الكيان الصهيوني من تنفيذ عدوان على العراق.

وقال التميمي لـ"بغداد اليوم"، إن "تحييد العراق عن الصراعات الإقليمية، خصوصاً الحرب الأخيرة بين إيران والكيان الصهيوني، لم يكن قراراً انفرادياً لحكومة السوداني، بل يمثل قناعة مشتركة لدى قوى الإطار التنسيقي وائتلاف إدارة الدولة، انطلاقاً من نظرة استراتيجية تأخذ مصلحة البلاد بالحسبان وسط التحديات الإقليمية والدولية الراهنة".

وأضاف، أن "عدم انخراط العراق في هذه الحرب لن يؤثر على موقف القوى السياسية الشيعية من تجديد ولاية السوداني، لأن ذلك الملف يخضع لمسارات أخرى، أبرزها نتائج انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2025، ومدى توافق القوى المختلفة على دعم ترشيحه من جديد".

وأوضح التميمي، أن "الكيان الصهيوني كان يعتزم استهداف مواقع داخل العراق، إلا أن فيتو أمريكيا واضحا هو من حال دون تنفيذ تلك الضربات"، مشيراً إلى أن "اختراق الأجواء العراقية خلال الهجوم على إيران تم بضوء أخضر من واشنطن، ما يعكس تعقيد المشهد الإقليمي وتشابك مصالح الأطراف الدولية".

وتابع، أن "إيران كانت حريصة على عدم زجّ الفصائل العراقية المتحالفة معها في الحرب الأخيرة، وامتنعت عن توجيه ضربات إلى أهداف أو مصالح أمريكية في العراق، لإدراكها لحساسية الوضع، وسعيها للحفاظ على بعدها الاستراتيجي في المنطقة"، لافتاً إلى أنها "خاضت المعركة بمفردها، دون إشراك الفصائل، لتفويت الفرصة على الكيان الصهيوني في استخدام ذلك كذريعة لخلط الأوراق وتوسيع دائرة التصعيد".

وختم التميمي حديثه بالقول، إن "الحرب على إيران لن تترك أثراً مباشراً على نتائج الانتخابات المرتقبة في العراق، في وقت يركّز فيه السوداني على ملفات داخلية أساسية تتعلق بالخدمات، والوضع الأمني، وحل الإشكاليات السياسية مع مختلف القوى"، مضيفاً أن "تحييد العراق عن حروب الشرق الأوسط قد لا يكون له تأثير مباشر في تحديد مصير الولاية الثانية للسوداني، لكن الأداء الداخلي سيكون العامل الحاسم في هذا السياق".

وتحاول الحكومة العراقية والقوى السياسية الحفاظ على موقف حيادي لتجنب الانزلاق في الصراعات الإقليمية، مع التركيز على معالجة الملفات الداخلية المهمة مثل تحسين الخدمات وتعزيز الأمن، استعداداً للانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في تشرين الثاني/نوفمبر 2025.