بغداد اليوم - كردستان
في زاوية جغرافية تفيض بالتاريخ والألم، يقف إقليم كردستان اليوم أمام مرآة الواقع المثقل بالتحديات، حيث تأخر الرواتب لم يعد مجرّد خلل إداري عابر، بل تحوّل إلى وجع يومي يلامس تفاصيل الحياة، ويمتحن صبر الأسر التي تنتظر حقها في لقمة عيش كريمة.
تتكرر الأيام، وتمضي الشهور، ورواتب الموظفين لا تزال معلقة بين قرارات سياسية ومنازعات لا تعني المواطن بشيء، سوى أنها تسلبه راحته واستقراره، لم يعد الحديث عن الأجور مجرد نقاش اقتصادي، بل تحوّل إلى سؤال وجودي يتردد على لسان كل من أنهكه الانتظار: من المسؤول عن هذا الانقطاع؟ ومن سيعيد للناس كرامتهم قبل حقوقهم؟
الباحث في الشأن السياسي نوزاد لطيف علق، اليوم السبت (28 حزيران 2025)، على احتمالية أن يكون ما يحدث في الإقليم من تأخر الرواتب وعدم توزيعها ضمن مخطط داخلي من العراق أو إقليمي من أجل إسقاط الحكومة الكردية الحالية أو الأطراف الحاكمة على الأقل، وكيف يفسر التزام الصمت من الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة في الشأن العراقي على ما يحدث ضد الكرد وتحديداً عدم توزيع الرواتب.
وقال لطيف لـ"بغداد اليوم" إن "الحديث عن نظرية المؤامرة هي ديدن الفشل، كون الجميع يعرف من المتسبب بأزمة الرواتب، ولماذا أوقفت الحكومة الاتحادية صرف رواتب الموظفيتن".
وأضاف أن "القضية هي فنية بحتة، ومسألة التزامات من الجانبين، صحيح أن هناك تقصيراً من جانب الحكومة الاتحادية في خلط حقوق الموظفين بخلاف مع حكومة الإقليم، يمكن أن يحل قانونياً، لكن التقصير الأكبر يعود لحكومة الإقليم".
وأشار إلى أن "التزام الأطراف الدولية الصمت، يعود لانشغال العالم بالصراع الدولي، والحرب التي دارت في المنطقة، فيما تُعد قضية الرواتب والخلافات بين بغداد وأربيل هي قضية ذات شأن محلي داخلي، ويمكن فقط لبعض الأطراف ومنها مكتب الأمم المتحدة التدخل كوسيط، لكن انشغال الدول المؤثرة في إقليم كردستان، حال دون وجودها في جميع القضايا التي تخص الإقليم".
وتعود أزمة الرواتب في إقليم كردستان إلى سنوات من التوتر المتصاعد بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة الإقليم في أربيل، على خلفية ملفات معقدة أبرزها تقاسم الإيرادات النفطية، وصادرات الإقليم من النفط بشكل منفرد، وعدم التزام الجانبين بالاتفاقات المالية التي أُبرمت في أكثر من مناسبة.
وعلى الرغم من التوصل إلى تفاهمات مؤقتة في بعض المراحل، فإن الخلافات السياسية وعدم وجود آليات واضحة وملزمة لتنفيذ تلك التفاهمات تسببت في تكرار أزمة الرواتب، لتتحول إلى ملف مزمن يهدد الاستقرار المعيشي والاجتماعي في الإقليم.
من جهة أخرى، تسببت الأزمة في خلق حالة من انعدام الثقة بين المواطنين والمؤسسات الحكومية، حيث يشعر الكثير من الموظفين بأنهم ضحايا لصراعات لا علاقة لهم بها، وأن حقوقهم تُستغل كورقة ضغط بين الطرفين.
ومع غياب حلول جذرية حتى الآن، ووسط تراجع واضح في حجم المساعدات الدولية وانشغال المجتمع الدولي بصراعات أخرى، تتفاقم الأزمة دون بوادر حقيقية للانفراج، مما يترك الأوضاع في الإقليم في حالة من الترقب والقلق الدائم.
بغداد اليوم - البصرة اتهم مواطنون في محافظة البصرة، مسؤولين في دائرة الصحة، بالتورط في ما وصفوه بـ”تصفية تجارية” من خلال حملة إغلاق واسعة طالت أكثر من 30 مطعماً في مركز مدينة البصرة خلال الشهرين الماضيين. وقال أحد المواطنين، في مقطع فيديو رصدته “بغداد