"تسونامي الجفاف”.. نائب يحذر من كارثة تهجير تهدد الجنوب ويدعو لتحرك حكومي عاجل

بغداد اليوم – بغداد

أطلق النائب علي اللامي، اليوم الأربعاء (25 حزيران 2025)، تحذيرا مما وصفه بـ”تسونامي تهجير” قد يجتاح مناطق جنوب العراق بسبب أزمة المياه المتفاقمة، محذرا من كارثة إنسانية وبيئية ما لم يتم اتخاذ خطوات حكومية عاجلة لاحتواء الموقف.

وقال اللامي لـ”بغداد اليوم”، إن “الحقائق المؤلمة لأزمة المياه، لا سيما في المحافظات الجنوبية، يجب أن تُطرح بشفافية أمام الرأي العام، إذ تتحمل هذه المناطق العبء الأكبر من تداعيات الجفاف المتصاعد”، مؤكداً أن "استمرار الأزمة دون حلول سيفضي إلى موجات تهجير داخلية غير مسبوقة تضرب الريف الجنوبي للبلاد".

وأوضح أن “الأزمة إذا ما تُركت دون معالجة سريعة، فستُلقي بظلالها الثقيلة على مختلف جوانب الحياة، من معيشية إلى صحية وبيئية، ما ينذر بتداعيات خطيرة في الفترة المقبلة”.

وفي محاولة لدرء الخطر المحدق، دعا اللامي إلى عقد جلسة استثنائية للبرلمان بحضور الجهات المعنية لمناقشة أزمة المياه وكشف أسباب تراجع الحصص المائية من نهري دجلة والفرات. كما طالب الحكومة بالانفتاح على المنظمات الدولية لشرح خطورة الوضع المائي وكسب الدعم الفني واللوجستي.

وأكد على "ضرورة تفعيل الدور الدولي الرقابي لضمان التزام الدول المتشاطئة بالاتفاقيات الموقعة بخصوص الحصص المائية".

وشدد على "أهمية إعداد خارطة طريق وطنية لضمان مياه الشرب وإنقاذ الأراضي الزراعية، إلى جانب تقديم الدعم الفوري للمناطق المتضررة من الجفاف".

وأكد اللامي أن "أزمة المياه لم تعد شأناً موسمياً عابراً، بل تهديداً مباشراً للأمن الاجتماعي في الجنوب"، مشدداً على أن "ملف التهجير الداخلي سيكون أحد أخطر مخرجات الأزمة في حال غياب المعالجة السريعة".

وتعاني محافظات جنوب العراق منذ سنوات من أزمة مياه متفاقمة، نتيجة التغيرات المناخية وانخفاض كميات الأمطار، إلى جانب تقليص تدفق مياه نهري دجلة والفرات من دول المنبع، لا سيما تركيا وإيران. وتسبب ذلك في تراجع مخزون المياه في السدود والخزانات، وتقلص الأراضي الزراعية، وتدهور الوضع البيئي، وازدياد معدلات الهجرة من القرى نحو المدن.