سياسة / ملفات خاصة اليوم, 09:51 | --


بين حسابات طهران وضبط بغداد.. لماذا غابت الفصائل العراقية عن ساحة المواجهة؟

بغداد اليوم – بغداد

في خضم تصاعد المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، ومع اتساع دائرة الاستهداف المتبادل الذي وصل إلى العمق الإيراني والخليجي، كان لافتًا الغياب التام للفصائل العراقية المسلحة عن مشهد الردّ، في وقت لطالما كانت تُصنّف كأذرع جاهزة للتحرك في أي اشتباك إقليمي.

هذا الغياب، الذي لم يعتد عليه المراقبون في الأزمات الكبرى، أثار تساؤلات عميقة: هل يعود إلى عدم إصدار الضوء الأخضر من طهران؟ أم أن الحكومة العراقية نجحت فعلًا في فرض هيبتها وموقفها على حركة الفصائل ومنعتها من الانخراط في الحرب؟

الرسالة واضحة: لا توسيع للحرب


يرى الباحث في الشأن السياسي سيف الهاشمي، في حديثه لـ"بغداد اليوم"، اليوم الثلاثاء (24 حزيران 2025)، أن الأمر لا يخلو من تنسيق متبادل بين بغداد وطهران، مشيرًا إلى أن "إيران لم تعطِ الضوء الأخضر للفصائل العراقية للمشاركة في المواجهة، رغم استهداف منشآتها النووية"، معتبرًا أن "القرار الإيراني يعكس رغبة واضحة بعدم توسيع رقعة الحرب، وإبقائها في إطار الردّ المحدود والمُسيطر عليه".

ويتابع الهاشمي أن "الحكومة العراقية، بقيادة محمد شياع السوداني، لعبت هي الأخرى دورًا مهمًا في هذا المسار، إذ حرص رئيس الوزراء على فتح قنوات اتصال مع قادة الفصائل المسلحة، وأبلغهم بشكل مباشر بضرورة عدم الانخراط في المعركة الجارية، حفاظًا على استقرار العراق، وتفاديًا لأي رد فعل أمريكي أو إسرائيلي قد يتخذ من دخول الفصائل ذريعة للردّ العنيف".

الخوف من "ذريعة التصعيد"
وبحسب الهاشمي، فإن "الولايات المتحدة وإسرائيل تتحيّنان الفرصة لتوجيه ضربة قاصمة للفصائل العراقية، وتنتظران أي تدخل منها لتبرير خطوة كهذه، خاصة أن هذه الفصائل تُعد من أقرب الكيانات العسكرية العراقية إلى إيران، وتربطها بها علاقات تنسيق وتمويل وخطاب سياسي مشترك".

ويشير إلى أن "الامتناع عن الدخول في الصراع لا يعني فك الارتباط بين هذه الفصائل وطهران، بل هو قرار ظرفي محسوب بدقة، يعكس أولويات تتعلق بتكلفة المواجهة ونتائجها المحتملة على الداخل العراقي والإقليمي".

عين على التهدئة القادمة
يرجّح الهاشمي أن "الأيام المقبلة ستشهد مسارًا متدرجًا نحو التهدئة، سواء عبر وساطات إقليمية أو تفاهمات خلف الكواليس"، مؤكدًا أن "جميع الأطراف، بما فيها إيران والفصائل والحكومة العراقية، باتت تدرك أن كلفة استمرار الحرب ستكون باهظة وغير محمولة، ومن هنا يُتوقع أن يُغلَّب خيار التهدئة على الانزلاق إلى حرب مفتوحة".

وبينما يراقب العالم بحذر ما ستؤول إليه الساعات المقبلة، تبقى ساحة العراق – على غير عادتها – هادئة نسبيًا، في مشهد قد يكون مؤقتًا، لكنه يُظهر أن اللعبة الإقليمية تمرّ بمرحلة إعادة تموضع دقيقة، عنوانها: ضبط النفس حتى إشعار آخر.

المصدر: بغداد اليوم + وكالات

أهم الاخبار

مجلس الوزراء يعقد جلسته الاعتيادية برئاسة السوداني

بغداد اليوم - بغداد عقد مجلس الوزراء جلسته الاعتيادية، اليوم الثلاثاء (24 حزيران 2025)، برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان مقتضب تلقته "بغداد اليوم" أن "مجلس الوزراء يعقد جلسته

اليوم, 13:33