الحج البري الإجباري.. هل تُعيد الدولة أموال الطيران بعد إغلاق الأجواء؟- عاجل

بغداد اليوم – بغداد

في ظل الأجواء المتوترة إقليمياً، لم يكن آلاف الحجاج العراقيين العائدين من الديار المقدسة يتوقعون أن رحلتهم ستنقلب في لحظة إلى "حج بري اضطراري"، بعد أن حُرموا من الطيران الذي دفعوا كلفته سلفاً، بسبب تعليق الأجواء عقب التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل. اليوم، يجد هؤلاء الحجاج أنفسهم أمام سؤال مفتوح: هل تعيد الدولة أموالهم التي دفعوها مقابل خدمة لم يحصلوا عليها؟

تعليق الرحلات وتحول المسار
مع اشتداد التوتر الإقليمي، وخاصة عقب استهداف متبادل بين طهران وتل أبيب، أُغلقت أجزاء من الأجواء أمام حركة الطيران المدني، ما اضطر هيئة الحج والعمرة إلى اتخاذ قرار طارئ بترحيل الحجاج العائدين براً، بدلًا من الطيران كما خُطط له مسبقاً. القرار، وإن جاء لأسباب تتعلق بالسلامة العامة، فتح باب التساؤلات عن مصير الأموال المدفوعة مقابل تذاكر العودة الجوية، والتي لم تُستخدم.

تأخير في الحسم
مصدر مسؤول في هيئة الحج والعمرة، تحدث لـ"بغداد اليوم"، اليوم الخميس (19 حزيران 2025)، كاشفًا أن الهيئة "لم تحسم بعد ملف إعادة أموال الحجاج الذين عادوا براً"، موضحًا أن "التأخير يعود إلى ضرورة إجراء حساب دقيق لتكلفة النقل البري أولاً، قبل البت بإمكانية إعادة الفروقات المالية للمستحقين".

وأكد المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "ملف التعويض لا يزال قيد المناقشة داخل أروقة الهيئة، وسيُطرح خلال اجتماع هيئة الرأي المقرر عقده في مطلع الأسبوع المقبل"، مبيناً أن "القرار النهائي بشأن إعادة الأموال أو عدمها سيتوقف على نتائج الاجتماع".

الحجاج ينتظرون والهيئة تتحفظ
في الوقت الذي تنتظر فيه عائلات الحجاج توضيحاً رسمياً بشأن مصير أموالهم، تتحفظ الهيئة على إعلان أي موقف حتى استكمال الدراسات المالية. ويرى مراقبون أن التأخر في معالجة الموضوع قد يفتح الباب أمام استياء شعبي، خاصة في حال اتخاذ قرار بعدم إعادة المبالغ، ما يُحتّم على الهيئة تقديم تفسير شفاف وواضح للرأي العام.