مقالات الكتاب اليوم, 09:30 | --


حين تغيّر التفاصيل مسار الحروب

كتب: حسنين تحسين

‎من أكبر الأخطاء في الحرب الدائرة بين المحور الإيراني وإسرائيل كان دخول لبنان المبكر في الصراع، الذي خدعه تاريخ الصراع مع إسرائيل انطلاقًا من فرضية وجود قواعد اشتباك تقيّد التصعيد، وأن إسرائيل لن تتجاوزها. لكن الأخيرة رأت في ذلك فرصة ثمينة، فانقضّت على حزب الله بشكل مفاجئ أربك كل الحسابات، وقضت على قيادته بشكل جريء وانتقامي، مما اضعف الجبهة.

‎هذا الضعف انعكس مباشرة على جبهة سوريا، حيث أسهم غباء نظام الاسد في رد مجاملة اوردغان ومساعيه لحل الصراع مع سوريا بطلبه لقاء الاسد لحل الخلاف. فالرئيس التركي لم يكن يسعى إلا للتخلص من العبء البشري المتمثل في اللاجئين السوريين بعد أن أنهك تركيا التضخم. بهذا، فغضب اوردغان ومما ترتب عليه خروج سوريا عمليًا من المحور، بطريقة تُذكّر بخروج روسيا من جبهة الحلفاء عام 1917 بعد الثورة البلشفية، وهو ما كان ليغيّر موازين الحرب العالمية الأولى لولا دخول أمريكا بقوة حينها.

‎وهكذا، خسرت إيران نصف محور نفوذها في قلب الصراع. فبعد سوريا، بات الوصول إلى لبنان وفلسطين معقدًا، بينما تمت السيطرة جزئيًا على جبهة اليمن بضربات جوية أمريكية، ولم يتبقَ لإيران إلا العراق.

‎أما الآن، وفي أحدث مراحل استهداف المحور الإيراني، أصبح وضع العراق مشابهًا للبنان من حيث الحرج الاستراتيجي. وأي دخول رسمي أو تصعيدي منه سيمنح إسرائيل وأمريكا الذريعة لتوسيع دائرة الاستهداف، والتي قد تبدأ بالأشخاص ولكنها لن تنتهي عندهم. فواشنطن تريد عراقًا لا يشكل أي تهديد لمصالحها، لا الآن ولا مستقبلًا.

‎في المقابل، يشهد العالم انكفاءً عن الانخراط المباشر في هذه الحرب، إدراكًا لكونها حرب استنزاف طويلة الأمد بشريًا واقتصاديًا. حتى الحلفاء التقليديون لطهران، كروسيا والصين، اكتفوا بإظهار الدعم المعنوي، أو في أحسن الأحوال تقديم دعم عيني لا يرقى إلى مستوى الدعم اللوجستي الحقيقي. لدرجة أن موسكو باتت تظهر وكأنها "ناقل رسائل" بدلًا من كونها حليفًا فعّالًا.

‎إن هذه الحرب، بلا شك، تم تأجيلها مرارًا، لكن أسلوب التفاوض الإيراني البطيء لا يتحمل تاجر الصفقات السريعة فعجل بالضوء الأخضر لاسرائيل للتصعيد، خاصة بعد أن جُرحت ايران نرجسية الرئيس الأمريكي، بالتحدي له بفتح منشآت تخصيب جديدة.

‎فاذا طالت هذه الحرب، فإنها ستفتح سيناريوهات خطيرة قد يصعب إغلاقها... وربما لن تُغلق أبدًا.

أهم الاخبار

بزشكيان: لولا صواريخنا لكانت إسرائيل تضربنا يومياً دون رادع

بغداد اليوم - متابعة أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليوم الاثنين (16 حزيران 2025)، أن امتلاك بلاده لمنظومة صاروخية متقدمة هو ما يشكل عامل الردع الأساسي في مواجهة أي اعتداءات إسرائيلية، مشدداً على أن هذه القوة فرضت معادلة جديدة في المنطقة. وقال

اليوم, 15:03