اقتصاد اليوم, 14:12 | --

جحيم الاقتصاد


خبير اقتصادي يُحذر: الدولار سيشتعل إذا دخل العراق حرب إسرائيل وإيران - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

في ظل تصاعد وتيرة التوترات الإقليمية بين إسرائيل وإيران، تقف الساحة العراقية أمام منعطف خطير قد لا تقتصر تداعياته على السياسة والأمن فحسب، بل تمتد لتضرب عمق الاقتصاد الهش، وتثقل كاهل المواطن البسيط الذي ما زال يلهث وراء استقرارٍ مفقود فكلما دوّت طبول الحرب في المنطقة، كانت الأسواق العراقية أول من يرتجف حيث يتحول الخوف إلى سباق محموم نحو الدولار، ويتحول الدينار إلى عبء لا إلى أمان.

وفي مشهد يتكرر مع كل أزمة، ترتفع مؤشرات القلق لدى التجار والمواطنين، ويبدأ الدولار في الصعود وكأنه يترجم نبض الخوف في الشارع وبينما تتلاحق الأنباء عن احتمال اتساع رقعة الصراع، يلوّح خبراء الاقتصاد بكارثة وشيكة، يحذرون من أن أي انخراط عراقي في هذا الصراع سيشعل سوق الصرف بلا رحمة، ويدفع بأسعار المواد الأساسية إلى مستويات لا يستطيع المواطن مجاراتها.

ومن هذا المنطلق، جاء تحذير الخبير الاقتصادي عثمان كريم، اليوم الاحد (15حزيران 2025)، ليعكس واقعاً بات مقلقاً، متحدثاً بوضوح عن السيناريوهات التي قد تضرب استقرار الدينار وتهدد الأمن الغذائي، إذا ما تورط العراق في أتون حرب ليست حربه، لكنها ستكلفه الكثير.

وقال كريم لـ"بغداد اليوم"، إن "ارتفاع سعر صرف الدولار بعد الضربات الإسرائيلية مباشرة هو حالة طبيعية في السوق، بسبب مخاوف التجار، ومخاوف من يملك الدينار الذين لجأوا لتصريف عملتهم إلى الدولار بشكل سريع".

وأضاف، أن "أسعار الصرف ستبقى دون 150 ألف دينار في الوقت الحالي، ولكن إذا دخل العراق في حالة الحرب فستصل الأسعار إلى أكثر من 160 ألفا، وقد ترتفع أكثر، وتؤثر بشكل كبير على أسعار المواد الغذائية، خاصة في حال غلق المنافذ البحرية التي يعتمد عليها العراق بشكل كامل".

ويشهد الشرق الأوسط تصعيداً غير مسبوق في التوتر بين إسرائيل وإيران، وسط تبادل للتهديدات والضربات العسكرية التي تنذر باتساع رقعة الصراع إلى دول الجوار.

العراق، بحكم موقعه الجغرافي وتشابك علاقاته مع أطراف النزاع، بات أمام احتمال الانزلاق إلى أجواء الحرب، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ما يثير مخاوف شعبية واقتصادية واسعة.

ويُعد العراق من الدول التي تعتمد بشكل كبير على الواردات، خاصة الغذائية منها، والتي تأتي عبر المنافذ البحرية، ما يجعله عرضة لتقلبات الأسواق الإقليمية والدولية.

كما يعاني الاقتصاد العراقي من هشاشة بنيوية تجعله سريع التأثر بأي اضطراب سياسي أو أمني، وهو ما ظهر جلياً في أزمات سابقة أدت إلى تقلبات حادة في سعر صرف الدينار مقابل الدولار، وأثرت بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات.

ومع تكرار التوترات الجيوسياسية، باتت الأسواق العراقية في حالة ترقب دائم، يتأثر فيها سعر صرف الدولار بالمشاعر والقلق أكثر من المعطيات الاقتصادية، وهو ما يجعل أي تصعيد عسكري في المنطقة سبباً مباشراً في تقلبات كبيرة قد تطال حياة المواطنين اليومية.

المصدر: بغداد اليوم + وكالات

أهم الاخبار