ضربة بلا إسقاط
سلام بالقوة وواقع نووي جديد.. ما الذي تسعى إليه تل أبيب من قلب طهران؟
بغداد اليوم - بغداد
أكد الخبير في الشأن الاستراتيجي مجاشع التميمي، اليوم السبت (14 حزيران 2025)، أن إسرائيل لا تسعى إلى إسقاط النظام الإيراني، بل تهدف إلى فرض واقع جديد يرغم طهران على التفاوض بشأن برنامجها النووي والصاروخي.
وقال التميمي في حديث لـ”بغداد اليوم”، إن “الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران كسرت قواعد الاشتباك التقليدية بين الجانبين، وجاءت مخالفة لتحذيرات قادة إسرائيليين سابقين، أبرزهم شمعون بيريز”، مشيرا إلى أن “الهجوم لم يكن لإسقاط النظام الإيراني، بل لإجباره على القبول باتفاق شامل يحد من قدراته النووية والباليستية”.
وأوضح التميمي أن “إسرائيل لا تخوض هذه المواجهة بالوسائل العسكرية فقط، بل توظف الإعلام بشكل احترافي، حيث تُظهر الخسائر المدنية بشكل مدروس لكسب تعاطف الرأي العام الدولي”، مبينا أن “هذه الاستراتيجية أثمرت بتحول موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الحياد إلى الدعم العلني، وتبعته عواصم غربية مؤثرة، في خطوة تعيد تشكيل موازين القوى الإقليمية والدولية”.
وختم التميمي حديثه بالإشارة إلى أن “تل أبيب تتبنى اليوم مبدأ (السلام عبر القوة)، مستلهمة بذلك نهج الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان في تعامله مع الاتحاد السوفيتي، حيث كان يؤمن بأن إظهار الردع هو الطريق الأقصر إلى الاستقرار، وليس التنازلات أو التصعيد المفتوح”.
وتأتي التصعيدات الأخيرة بين إسرائيل وإيران في ظل توتر متزايد في المنطقة، لا سيما مع تعثر المفاوضات النووية. وقد شهدت الأشهر الأخيرة تبادل رسائل نارية بين الطرفين، سواء عبر هجمات سيبرانية أو ضربات عسكرية غير مباشرة، إلا أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة، وفق ما يرى مراقبون، مثّلت تحولا نوعيا، كونها استهدفت إيران بشكل مباشر، متجاوزة قواعد الاشتباك التي كانت تحكم العلاقة بين الجانبين لعقود.
وتشير تقديرات الخبراء إلى أن إسرائيل باتت ترى في الوقت الحالي فرصة استراتيجية لفرض شروطها على طهران في ظل تغييرات في الموقف الدولي، خاصة بعد اصطفاف عدد من العواصم الغربية خلف موقفها، بدعم واضح من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يعزز من احتمالية بروز تسوية جديدة حول البرنامج النووي الإيراني، ولكن بشروط إسرائيلية هذه المرة.
