بغداد اليوم – بغداد
أكد الدبلوماسي العراقي السابق، غازي فيصل، اليوم الخميس (12 حزيران 2025)، أن العراق يقف حاليًا في مفترق طرق حرج بين الحرب والسلام، مرجعًا ذلك إلى تطورات الملف النووي الإيراني واحتمالات التصعيد في المنطقة.
وقال فيصل في حديث خصّ به "بغداد اليوم"، إن "تطورات المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، إلى جانب قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اعتبر أن طهران انتهكت الاتفاقية الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية، قد يؤدي إلى إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن، وهو ما يفتح الباب أمام إعادة تفعيل العقوبات الدولية".
وأضاف أن "المنطقة الآن على حافة حرب محتملة"، مشيرًا إلى أن "ترحيل الدبلوماسيين الأميركيين من العراق والكويت والبحرين، بالإضافة إلى قاعدة العديد في قطر، يعكس حجم التوتر الإقليمي المتصاعد، خصوصًا في ظل التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ ضربة جراحية ضد المفاعلات النووية الإيرانية".
وأوضح فيصل أنه "في حال تعرض إيران لهجوم مباشر، فإن التصريحات الإيرانية الرسمية، خاصة من قبل وزير الدفاع، تؤكد نية طهران الرد عبر قصف جميع القواعد الأميركية في الشرق الأوسط بالصواريخ، وهو ما يجعل العراق في دائرة الخطر المباشر".
وأشار إلى أن "الوضع الحالي يضع العراق أمام خيارين: إما الانزلاق نحو صراع إقليمي واسع، أو التمسك بموقف الحياد والسلام"، مؤكدًا أن "هذا الخيار مرهون بمسار المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن، وقدرتها على تفادي المواجهة".
وشدد الدبلوماسي العراقي السابق على أن "الحكومة العراقية مطالبة ببذل جهود دبلوماسية داخلية وخارجية عاجلة لإبعاد البلاد عن شبح الحرب، وضمان بقاء العراق خارج أي صراع مرتقب"، محذرًا من أن "أي انخراط مباشر أو غير مباشر في الحرب ستكون له عواقب كبيرة، خاصة على المستويات الأمنية والاقتصادية".
وتأتي التحذيرات من اندلاع مواجهة إقليمية في ظل تصعيد متسارع على المستوى الدولي، بعد إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرًا أكدت فيه أن إيران لم تلتزم ببنود اتفاقية حظر الانتشار النووي (NPT)، وواصلت تطوير برنامجها النووي خارج الأطر المعلنة. ويُعد هذا التقرير تمهيدًا قانونيًا لإحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، ما يُمهّد بدوره لعودة العقوبات الأممية التي رُفعت بعد توقيع الاتفاق النووي عام 2015.
وبحسب دبلوماسيين غربيين، فإن الترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) بدعم من واشنطن، تدرس تقديم مشروع قرار أمام مجلس محافظي الوكالة، اليوم، يتضمن إدانة رسمية لإيران، مع التوصية باتخاذ خطوات "ملزمة" من قبل مجلس الأمن، وهو ما يُقابل برفض صارم من طهران التي تعتبر مثل هذه الخطوات "استفزازًا قانونيًا وسياسيًا".
وبينما تحاول بعض الدول الإبقاء على نافذة التفاوض مفتوحة، ترى أطراف أخرى أن فشل المسار الدبلوماسي سيفتح الباب أمام ردود فعل غير تقليدية، قد تبدأ بهجمات موضعية على منشآت نووية إيرانية، تقودها إسرائيل أو تُباركها واشنطن، وهو السيناريو الذي يُنذر بانفجار واسع قد يمتد إلى العراق ولبنان وسوريا، بفعل تشابك الخرائط العسكرية والنفوذ الإيراني في المنطقة.
المصدر: بغداد اليوم + وكالات
بغداد اليوم - عشرات يتوجهون الى الجسر المعلق للاحتجاج وسط اجراءات امنية مشددة وانتشار مكثف لقوات حفظ القانون مع خروج الجسر المعلق عن الخدمة تحسبا من اي طارئ