كتب د. نبيل العبيدي / خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية
ربما من يقرأ عنوان مقالي هذا سوف يستغرب ويتهمني بعدم الدقة وعدم المنطقية، ولكن أقول لكم سيداتي سادتي إن هذا الموضوع ليس بحديث، وهو يعود إلى تقسيم العالم وبيعه بالمزاد الدولي منذ الحرب العالمية الأولى، مرورًا بالحرب العالمية الثانية، وصولًا إلى اتفاقية سايكس بيكو، وهلمّ جرًّا حتى يومنا هذا، الذي أصبح فيه العالم تحت سيطرة الدولة أحادية العالم (الولايات المتحدة)، وتمتلك سيطرة كبيرة على النفوذ الثقافي والاقتصادي والعسكري في العالم. إذ تتمتع بقوة هائلة، ففي هذا العصر أصبحت العلاقات الدولية تهيمن على الدول بمدى تقاربها مع الدولة العظمى لكي تحمي دولهم، وكلما تقربوا منها وقدموا الولاء والطاعة ودفع المال والاستثمارات، أصبحت محمية من البيع أكثر.
ولكون العالم قائمًا على المصالح والفائدة، فقد أصبحت هذه الدول معروضة للمزاد السري عليها، وكأنها سلعة ولكن من نوع آخر، لا يدخلها إلا من يملك الثروات، وأصبح مزادها يسير بالاتفاق السري على تغيير الأنظمة السياسية بأكملها وحسب مصالح المشتري، ثم تُعرض بأسعار وامتيازات مختلفة تمامًا، ونحن نعيش الآن هذا المزاد الدولي والتغيير في أنظمة الحكم حسب المصالح الدولية، وعلى حساب الدول التي تُصنف ضمن "العالم الثالث"، وهي الدول النامية أو الأقل نموًا، والتي تُعد منطقة الشرق الأوسط منها، والأكثر حيوية للبيع بالمزاد العلني الدولي. ولهذا فإن هذا البيع هو عبارة عن الإطاحة بالأنظمة السياسية القائمة، وحلّها، واستبدالها بأنظمة سياسية موالية لها، وتعمل على طاعتها طاعة عمياء دون أن يكون لها أي تفكير بسيط في أغلب الخطط، فقط عبارة عن دمى، والأكثر من ذلك أن هذه الدول صاحبة المزاد وصل بها أن تضع لها مستشارين لدى رؤساء الدول المباعة، يسيّرون الأمور كما تشاء الدول صاحبة المزاد، ويجري تفكيك هذه الدول وتسييرها.
ولهذا نحن أمام عصر التغيير الدولي السريع، دون الحاجة إلى خوض الحروب والقتال الكلاسيكي، والذي تخسر فيه الدولة العظمى ثروات كبيرة من أجل تغيير أنظمة بلدان العالم الثالث، وأصبحت هذه الظاهرة مشاعة بشكل كبير، ونحن شعوب العالم الثالث لا حول ولا قوة لنا إلا أن نقبل الكأس المرير المفروض علينا، ومن يتجرأ على المواجهة أو رفض الواقع يكون أمام تهم الإرهاب والدكتاتورية والتخلف، وأنه يكون ضيق التفكير.
ولهذا، فتباع الدول في المزاد، وقد أظهرت لنا التجارب الحالية والتغير في عالمنا، عالم الشرق الأوسط، بيع دول على شكل أدوات احتياطية، وتقسيم مستقبلي لا بد منه.
فهل نحن متعظون مما يحل بنا نحن أبناء الدول التي تم بيعها، وكذلك الدول الأخرى التي جُهزت لإعلان بيعها في مزاد سري في القريب العاجل، وعلى ما تريده الدول العظمى والدول الأخرى صاحبة المال؟
والغريب العجيب في هذا المزاد السري الدولي أن هناك بلدان عالم ثالث هي من تساعد على بيع أخواتها، الدول الأخرى من نفس المنطقة، ولكن سيأتي الدور لها عاجلًا أم آجلًا.
ولنا في كتاب دليل على مكر سيئ من هذه الدول، ولكن الله لهم بالمرصاد، وما لنا إلا الله، وهو خير من يتولى أمرنا، إذ قال الله تعالى:
"… وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"
(صدق الله العظيم).
بغداد اليوم - متابعة أعرب رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، اليوم الأربعاء (11 حزيران 2025)، عن أسفه لبعض تغريداته حول الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي. وفي منشور على منصة "إكس" تابعته "بغداد اليوم"، قال ماسك: "أنا آسف لبعض