بغداد اليوم - بغداد
بينما كانت الأنهار ذات يوم شريان الحياة في الجنوب، تتلاشى اليوم أمام العيون بصمت موجع، بعد أن جفّت مجاريها وتحوّلت إلى أطلال مائية تئنّ تحت وطأة الإهمال والجفاف.
مركز العراق لحقوق الإنسان حذر، اليوم الثلاثاء (10 حزيران 2025)، من انفجار شعبي مرتقب قد يطال سبع محافظات جنوبية بسبب تفاقم أزمة الجفاف والتلوث.
وقال رئيس المركز، علي العبادي لـ"بغداد اليوم"، إن "الجفاف الذي يضرب محافظات الجنوب، وأبرزها البصرة، لم يعد ظرفاً مؤقتاً، بل يشهد ارتدادات سلبية متصاعدة يوماً بعد آخر، خاصة مع جفاف 7 إلى 9 أنهار فرعية تتفرع من دجلة والفرات، حيث بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة، وهناك عشرات الصور التي توثّق ذلك المشهد المأساوي".
وأضاف العبادي أن "جنوب العراق بات مهدداً بتسونامي جفاف واسع، يُنذر بغضب شعبي عارم، في ظل انعدام الخطط العاجلة واستمرار الإهمال الحكومي"، لافتاً إلى أنه "التقى قبل عطلة عيد الأضحى وزير الموارد المائية وسكرتير رئيس مجلس الوزراء، لطرح خطورة الموقف، وضرورة أن يكون لبغداد دور مباشر في المعالجات الفورية".
وأشار إلى أن "الحلول العاجلة يجب أن تتضمن رفع التجاوزات، وتسريع مشاريع تحلية المياه، وتحقيق عدالة في توزيع الموارد المائية، مع ضرورة إيصال المياه الخام إلى محطات الإسالة"، محذراً من أن "ما تبقى من المياه يتعرض لتلوث حاد، ما يفاقم المعاناة ويهدد بحدوث احتجاجات جماهيرية خلال الفترة المقبلة".
وشدد العبادي على أن "أزمة الجفاف لا تُحل بمسكنات مؤقتة، بل تحتاج إلى تبني مشاريع ستراتيجية لتحلية مياه البحر، لتأمين بدائل دائمة وخلق شريان حياة جديد بعيداً عن الأطر التقليدية، على الأقل لتوفير مياه الشرب للمناطق والقرى والقصبات الجنوبية".
وبينما تزداد المعاناة في الجنوب، يبقى السؤال: هل ستستفيق الحكومة في الوقت المناسب لتحمل مسؤولياتها وتضع حلولاً جذرية لهذا الوضع الكارثي؟ إن الأزمة الحالية ليست مجرد مشكلة بيئية، بل تهدد النسيج الاجتماعي وتنفذ إلى أعماق الحياة اليومية لأهالي الجنوب إذا استمر الإهمال، فإن الغضب الشعبي سيكون محطماً لكل الجهود التي تبذل، وتظل الأسئلة بلا إجابة: متى ينتهي هذا العطش؟ ومتى يتحقق الأمل في غدٍ أفضل لأرض الجنوب؟
بغداد اليوم- متابعة أفادت مصادر مطلعة، اليوم الأربعاء، (11 حزيران 2025)، بأن الولايات المتحدة عززت وجودها العسكري في محافظة أربيل بإقليم كردستان العراق، بعد انسحاب جزئي من سوريا. يأتي ذلك عقب سماح واشنطن لموظفيها غير الأساسيين وعائلاتهم بمغادرة البحرين