من جحيم المعارك إلى جنة العيد.. بحيرة حمرين تنبض بالحياة من جديد - عاجل

بغداد اليوم - ديالى 

مع أوائل أيام عيد الأضحى المبارك، شهدت بحيرة حمرين في أقصى شمال محافظة ديالى ، اليوم الأحد (8 حزيران 2025 )، تدفق المئات من العوائل من مختلف محافظات الجنوب والفرات الأوسط، بل حتى من محافظة الأنبار، حيث انعطف مسار رحلاتهم باتجاه البحيرة للاستمتاع بأجوائها الطبيعية الخلابة لعدة ساعات قبل مواصلة طريقهم إلى مصايف إقليم كردستان.

وقال أركان الحجيمي، أحد منتسبي الجيش المتقاعدين، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إنه "وصل مع عائلته إلى بحيرة حمرين قادماً من ذي قار"، مضيفاً "خدمت لعامين في هذه المنطقة قبل أكثر من عشر سنوات، وكنت شاهداً على ضراوة الاشتباكات وحجم التحديات الأمنية. كانت هذه البقعة أشبه بجحيم ملتهب، واليوم أعود إليها وأنا أشعر بالأمان بعيداً عن القناصة والعبوات الناسفة".

وأشار الحجيمي إلى أن "عودة الحياة إلى بحيرة حمرين لم تكن لتتحقق لولا التضحيات، فقد سُقي هذا المكان بدماء الشهداء، حتى بات اليوم آمناً ومقصداً سياحياً لعشرات العوائل".

من جانبه، قال سالم اللامي، وهو مواطن من أحد أقضية ميسان، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "ما نشرته منصات التواصل الاجتماعي عن بحيرة حمرين دفعني لزيارتها مع عائلتي في طريقنا نحو مصايف الإقليم لقضاء عطلة العيد"، مضيفاً "البحيرة خلابة فعلاً، لكن ينقصها الكثير من الخدمات رغم الأعداد الكبيرة من الزوار، ما يستدعي التوجه نحو إنشاء مرفق سياحي متكامل هنا".

وبيّن اللامي أنه "يتذكر جيداً نجاته من كمين إرهابي في حزيران 2014 قرب البحيرة، يومها كانت آخر لحظة له في هذا المكان، واليوم يعود إليه بعد سنوات من الرعب".

من جانبه، أكد مدير ناحية السعدية أحمد الزركوشي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، أن "واقع بحيرة حمرين يحتاج إلى اهتمام أكبر"، مشيراً إلى أن "تحويلها إلى مرفق سياحي متكامل أمر ندعمه، خاصة وأنها تستقطب آلاف الزوار شهرياً من مختلف المحافظات".

وأضاف الزركوشي أن "الخزين المائي للبحيرة يساعد على إنعاش سياحة القوارب، إضافة إلى كونها نقطة جذب سياحية مهمة".

بدوره، أكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى رشاد التميمي، أن "الوضع الأمني حول بحيرة حمرين مستقر تماماً"، لافتاً إلى أن "الأجهزة الأمنية باشرت ومنذ وقت مبكر باتخاذ كافة الإجراءات لتأمين ضفاف البحيرة، نظراً لما تشهده من إقبال واسع خلال أيام العيد".

وأشار التميمي إلى أن "تدفق آلاف العوائل يومياً نحو بحيرة حمرين هو خير دليل على استقرارها الأمني، وعلى الدور الفاعل الذي تؤديه القوات الأمنية في حفظ الأمن وتوفير الأجواء الآمنة للزائرين".

تُعد بحيرة حمرين الواقعة في شمال محافظة ديالى من أبرز المعالم الطبيعية في المنطقة، وكانت لسنوات طويلة مسرحاً لعمليات عسكرية وصراعات أمنية جعلت الوصول إليها محفوفاً بالمخاطر.

 ومع تحسن الأوضاع الأمنية خلال السنوات الأخيرة، بدأت البحيرة تستعيد مكانتها كمقصد سياحي، خصوصاً خلال الأعياد والعطل، حيث باتت تجذب الزائرين من مختلف المحافظات العراقية.