مصدر لـ"بغداد اليوم": طهران ترد على واشنطن بمبادرة إقليمية... لا تنازلات مجاناً

بغداد اليوم - متابعة

في تصعيد جديد على مسار المفاوضات النووية المتعثّرة، كشف مصدر إيراني مقرب من المفاوضين الإيرانيين، اليوم الخميس (5 حزيران 2025)، أن طهران تدرس طرح مبادرة لإقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط، كجزء من ردّها المحتمل على مطلب الولايات المتحدة بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم.

وبحسب المصدر في حديثه لـ"بغداد اليوم"، اعتبر أن هذه المبادرة الإيرانية تُطرح كـ "ردّ دبلوماسي" على إصرار واشنطن على سياسة "صفر تخصيب"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الفجوة لا تزال كبيرة بين مواقف الطرفين، وهو ما يقلّل من احتمالات التوصل إلى اتفاق قريب.

وكشف أن المقترح الأمريكي الأخير بشأن البرنامج النووي الإيراني جاء "غير متوازن، وغامض للغاية، ولا يلبي المطالب الأساسية للجمهورية الإسلامية".

وأضاف المسؤول، أن الولايات المتحدة "تفتقر إلى الجدية والإرادة السياسية للتوصل إلى اتفاق حقيقي"، مشيراً إلى أن "واشنطن لم تقدم حتى الآن أي اعتراف رسمي بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، وهو ما نعتبره خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه".

واتهم المصدر الأمريكيين بتقديم مقترحات "تركز فقط على الحد من البرنامج النووي الإيراني، دون أن تتضمن أي استعداد لبحث مسألة رفع العقوبات"، معتبراً أن ذلك "يكشف عن انعدام الصدق واستمرار نهج إدارة ترامب، رغم تغير الإدارات".

وأكد أن "المقترح الأمريكي يتضمن موافقة مؤقتة ومحدودة جداً على عمليات تخصيب دون مستوى الاتفاق النووي، ولأغراض بحثية فقط، لكنها مشروطة بشروط تعجيزية تجعلها عملياً بلا قيمة"، مضيفاً أن "الهدف الحقيقي لواشنطن هو وقف كامل لدوّرة التخصيب في إيران، وهو ما ترفضه طهران بشكل قاطع".

وحول الجولة المقبلة من المفاوضات النووية، نفى المسؤول الإيراني إجراء أي محادثات بشأن موعد أو مكان انعقاد الجولة السادسة، مشدداً على أن "ما يُنشر في هذا الإطار غير دقيق ولا يستند إلى أي أساس فعلي".

وفي السياق نفسه، قال علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني وأحد أبرز الشخصيات الأمنية المؤثرة في النظام، في مقابلة تلفزيونية، إن الطروحات الأمريكية الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي "غير مهنية وغير فنية"، مؤكداً أن إيران تعتزم تقديم "مقترح جديد" للغرب، دون أن يكشف عن تفاصيله.

وانتقد شمخاني موقف واشنطن، الذي تجاهل – بحسب تعبيره – "الشرط الأساسي لطهران"، والمتمثل في رفع العقوبات. وفي لهجة تصعيدية، شدّد على أن إيران لن تسمح للولايات المتحدة "بتفكيك" برنامجها النووي أو فرض سياسة تخصيب عند مستوى الصفر.

وفي موقف داعم لهذا التوجه، قال المرشد الأعلى علي خامنئي، بمناسبة ذكرى رحيل الخميني، الأربعاء، إن "غنيّ التخصيب هو مفتاح الصناعة النووية، وإن أي مشروع نووي لا يتضمن تخصيبًا لا قيمة له". وأضاف موجهًا حديثه للغرب: "من أنتم حتى تقرروا إذا ما كان لإيران أن تخصّب اليورانيوم أم لا؟".