كتب: فلاح المشعل
تتصاعد الأزمة بين بغداد وكردستان، وقد تبلغ خطى الانسحاب السياسي، ومن التمثيل في حكومة المركز، ليقع العراق بعدها بأزمة سياسية ودستورية لا تعرف أبعادها، صناعة الأزمة بدأتها وزارة المالية في بغداد بإعلانها إيقاف صرف رواتب مليون موظف في حكومة الإقليم، تلك ورقة الضغط والتهديد التي عادة ما تستخدمها حكومة المركز ضد الإقليم مع كل أزمة سياسية بين الطرفين.
جذر المشكلة باختصار يعود إلى غياب قانون النفط والغاز الذي ينظم العلاقة وتوزيع الثروة واستثماراتها بين المركز والإقليم، وتقدم المواقف والخلافات السياسية والعقائدية على المصالح الوطنية لشعب العراق بقسميه العربي والكردي، وتلك الأزمة نشأت منذ عام 2007-2008 أوقات كان الوزير والمشرف على شؤون الطاقة حسين الشهرستاني، الذي تعامل بعناد وندية سياسية مع المسؤولين الكرد في قطاع الطاقة بكردستان، ولعمق تلك الأزمة وتشعب تفاصيلها وارتكاب الأخطاء من الطرفين، لا يسع المقال في التطرق لها الآن.
محركات الأزمة الآن جاءت بزيارة رئيس وزراء كردستان مسرور البارزاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتوقيعه اتفاقيتين بشؤون الطاقة لتطوير الاستثمار في حقول الإقليم، فجاء الرد من حكومة المركز بإيقاف صرف رواتب الإقليم قبيل عيد الأضحى بأسبوع!
الخلافات السياسية بين بغداد والإقليم عديدة، بعضها يأتي من عدم رسوخ مفاهيم التجربة الديمقراطية والدستورية والاتحادية، والبعض يغذى من أطراف وصراعات خارجية وقوى إقليمية، وجميع تلك المحرضات الداخلية والخارجية أصبحت معروفة بعد 22 سنة من تجربة التحول من الاستبدادية إلى التجربة الجديدة بعد 2003.
لكن ما يؤسف عليه، أن تتحول معيشة مليون موظف في الإقليم إلى ورقة تلاعب سياسي، وكأن أبناء كردستان ليس جزءا من الشعب العراقي، إذا كان بمقدور حكومة بغداد أن تعاقب حكومة كردستان على شأن سياسي، فليس من الواقعية أو الموقف الدستوري أن تحرم مليون عائلة من العيش والتمتع بحقها المعاشي!
واضح أن القصد هو للضغط وإحراج حكومة الإقليم، لكن ينبغي إدراك حقيقة أن حكومة الإقليم ليست أسيرة حكومة المركز، تحت ظرف حجب رواتب الإقليم، هذا وهم، ولا تقبل المساومات أو ابتزاز هذا الطرف السياسي أو ذاك، ولا المناورات الانتخابية والتقسيمية وغيرها، يبدو أن بعض الأطراف الداخلية العراقية، لا تقرأ المشهد الإقليمي وتحولاته على نحو صحيح!
كردستان نقطة توازن العراق وفق رؤية القوى الفاعلة على الصعيد الدولي، وهي مركز الثقل السياسي في العراق يوم تحجون إلى أربيل بعد كل دورة انتخابية لتكسبوا رضا الزعيم مسعود البارزاني من أجل تشكيل حكومة بغداد!
وكردستان التي تتهم من قبلكم بشتى الاتهامات، استطاعت أن تبني نموذجا متقدما على بغداد في البناء والخدمات والأمن وتوفير الكهرباء 24 ساعة لمواطنيها، بينما ما زالت حكومة المركز تعاني عجزا فاضحا بتوفير أبجديات الخدمات والحياة الآدمية للمواطنين.
خلاصة القول، إذا تجدون في كردستان وطنا للعراقيين جميعا، فتعاملوا مع كردستان العراق بالحسنى والاحترام بكونها جزءا لا يتجزأ من حقوق المواطنة العراقية، بعيدا عن أهوائكم السياسية، وإذا تجدون فيها عدوا وطرفا صراعيا ينافسكم على القوة والثروة والدور الخارجي، أعطوا لحكومة الإقليم حق تقرير المصير ليكونوا دولة كونفدرالية، لا تخضع للمساومات والابتزاز والولاية الاضطهادية الدائمة.
بغداد اليوم - متابعات شدد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، اليوم الأحد (1 حزيران 2025)، على أن تخصيب اليورانيوم يمثل الخط الأحمر الأساسي لإيران، مؤكداً أن هذا النشاط لا يمكن التنازل عنه أو السماح لأي جهة خارجية بالتدخل فيه. وقال إسلامي