محليات 26-05-2025, 23:11 | --


نهر العطشان يحتضر وخبير يُحذّر: تسونامي الجفاف قادم من الجنوب

بغداد اليوم – بغداد

في الجنوب العراقي، حيث كانت المياه تسابق الزمن لتروي الحقول وتُحيي القرى، يسير "نهر العطشان" نحو نهايته الحزينة... قطرة تلو الأخرى، يخفت نبضه، وكأنه يُلفظ أنفاسه الأخيرة في صمت موجع لا يسمعه أحد. هناك، لا تُشاهد الجفاف فقط، بل تشعر به في عيون الأطفال، في تشققات الأرض، في خوف الأمهات من الغد، وفي نظرة الفلاح الذي يرى أرضه تتحول إلى رماد.

إنه ليس مجرد نهر يجف، بل هو إنذار وجودي، وصرخة مكتومة من أمّ تنادي أبناءها: أنقذوا ما تبقى من ماء الحياة. الجفاف الذي يزحف الآن على المثنى وميسان وذي قار، لا يُهدد الأرض فحسب، بل يهدد بتمزيق ما تبقى من الأمل. إنه "تسونامي عطش" كما وصفه الخبير رياض القريشي، تسونامي يبدأ بنهر وينتهي بوطن.

قال القريشي لـ"بغداد اليوم"، اليوم الاثنين (26 أيار 2025)، إن "تسع مناطق في العراق، أبرزها المثنى وميسان وذي قار، تواجه خطر تسونامي جفاف قاسٍ جدًا، له ارتدادات مساوية إذا ما استمر الحال دون أي متغيرات"، مبينًا أن "جفاف نهر العطشان في المثنى يدق ناقوس الخطر، لأنه سيمتد إلى مناطق الفرات الأوسط والأهوار وصولًا إلى ميسان، بسبب شح المياه".

وأضاف أن "الوضع في هذه المناطق عالي الخطورة، خاصة في ظل معدلات التبخر القياسية الناتجة عن السطوع الشمسي في الأنهار والمسطحات المائية"، في إشارة منه إلى الأهوار، لافتًا إلى أن "الوضع يتجه نحو جفاف حتمي، في ظل تهميش متعمد من بعض دول الجوار للحصص المائية للعراق".

وأكد القريشي أن "على الحكومة أن تدرك خطورة الموقف، وتسعى لتأمين حصص مائية عادلة من خلال الأنهار المشتركة، وفقًا للقوانين الدولية"، مشددًا على "أهمية ضمان معدلات عالية من العدالة في الاستهلاك والترشيد، لأننا أمام متغيرات حادة ومتطرفة بسبب المناخ".

وأشار إلى ضرورة "اللجوء إلى استخدام الخلايا الشمسية في توليد الطاقة من خلال المسطحات المائية، لأن هذه الخطوة تسهم في اتجاهين: إنتاج الطاقة وتقليل معدلات التبخر"، محذرًا في ختام حديثه من أن "الجفاف ستكون له ارتدادات قاسية على الأهالي، خاصة في مناطق الأرياف".

ويعاني العراق منذ سنوات من نقص حاد في المياه، بفعل التغيرات المناخية العالمية، وتراجع مناسيب الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة التي أدت إلى زيادة معدلات التبخر في الأنهار والمسطحات المائية. كما تساهم السياسات المائية لدول الجوار في تصعيد الأزمة، حيث تم تخفيض حصص العراق من الأنهار المشتركة مثل دجلة والفرات، ما زاد من معاناة المناطق الجنوبية والوسطى.

ووسط هذه الظروف، يتفاقم الخطر البيئي والاجتماعي في ظل غياب إجراءات حكومية فعالة وعجز عن تأمين حصص مائية عادلة، مما يجعل من قضية الجفاف أزمة وطنية تتطلب حلولًا عاجلة ومستدامة.

أهم الاخبار

نتنياهو يشعر بغضب شديد من تصريحات كاتس عن نية إسرائيل استهداف المرشد

بغداد اليوم - نتنياهو يشعر بغضب شديد من تصريحات كاتس عن نية إسرائيل استهداف المرشد

اليوم, 00:33