أزمة المياه تضرب مدن كردستان مبكرًا.. تحذيرات من صيف "قاسٍ" بسبب نقص الإطلاقات

بغداد اليوم – السليمانية

مع بداية فصل الصيف، بدأت ملامح أزمة المياه بالظهور مبكرًا في عدد من مدن إقليم كردستان، حيث يشهد الإقليم انقطاعات متكررة في مياه الشرب ونقصًا واضحًا في كميات التجهيز، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة خلال الأسابيع المقبلة.

وفي حديث خصّ به "بغداد اليوم"، قال الخبير في الشأن المائي في كردستان، مريوان مصطفى، إن "الصيف الحالي سيكون أشد قساوة من الأعوام السابقة، بسبب انخفاض الإطلاقات المائية من دول المنبع، إلى جانب قلة تساقط الأمطار، والتي لم تتجاوز 50% مقارنة بالعام الماضي".

وأضاف أن "العديد من السدود الرئيسة، مثل دوكان ودربنديخان وسد دهوك وسد الزاب، تعاني من نقص حاد في خزينها الاستراتيجي، بسبب التجاوز على الاحتياطي نتيجة الخطة الزراعية التي جرى اعتمادها هذا العام".

وأوضح مصطفى أن "محاولة الاعتماد على الينابيع وعيون المياه كبدائل يتطلب إمكانيات فنية ومالية كبيرة ووقتًا طويلًا، وهو ما لا يتوفر في ظل الظروف الحالية"، مؤكدًا أن "إدارة هذا الملف تتطلب خططًا طارئة وسريعة لتأمين مياه الشرب للمواطنين، وتفادي أزمة خانقة محتملة خلال ذروة الصيف".

وتعاني محافظات إقليم كردستان منذ سنوات من أزمات موسمية في المياه، ترتبط بعوامل مناخية من جهة، وبالسياسات المائية لدول الجوار – خصوصًا تركيا وإيران – من جهة أخرى، حيث تشكّل الإطلاقات العابرة للحدود العمود الفقري لتغذية السدود والأنهار في الإقليم.

وبحسب دراسات بيئية ومائية محلية، فإن حوالي 70% من مصادر المياه في كردستان تأتي من خارج الحدود، ما يجعل الإقليم أكثر هشاشة أمام أي تغير في سياسة الجوار أو تغير المناخ.

ورغم وجود خطط معلنة لحفر آبار جوفية واستثمار المياه الجوفية والعيون، إلا أن هذه المشاريع غالبًا ما تُواجه بتحديات تتعلق بالتكلفة، والفساد الإداري، وضعف الإدارة المركزية لملف المياه في الإقليم، وسط غياب التنسيق مع الحكومة الاتحادية في بغداد في هذا الملف الحساس.