غياب التدخل الأمريكي الإيراني يؤخر تشكيل حكومة كردستان

بغداد اليوم – أربيل
في ظل الجمود السياسي الذي يخيّم على إقليم كردستان منذ أشهر، وربطاً بالمفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، أشار باحثون إلى أن غياب التدخل الخارجي يُعد أحد العوامل الخفية التي تعطل عملية تشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم، بعد تأجيلات متكررة وفشل الحوارات بين الحزبين الرئيسيين.

وقال الباحث في الشأن السياسي رعد عرفة، في حديث لـ"بغداد اليوم"، اليوم الخميس (15 أيار 2025)، إن "الجميع يدرك مدى التدخل الأمريكي والإيراني في تشكيل الحكومات السابقة في كردستان، ونفوذهم الكبير داخل الإقليم".

وأضاف أن "واحدة من أسباب تأخر تشكيل حكومة كردستان هو عدم تدخل اللاعب الدولي المتمثل بواشنطن وطهران، والتي كان لها الدور البارز في عملية تشكيل الحكومات السابقة داخل الإقليم"، مشيرًا إلى أن "انشغال تلك الدول بالمفاوضات الثنائية حال دون الضغط على الحزبين البارزين وباقي الأحزاب، للإسراع بتشكيل الحكومة".

أزمة التأليف في كردستان... حين يغيب الضغط الدولي
تشهد عملية تشكيل حكومة إقليم كردستان تعثّرًا مستمرًا منذ الانتخابات الأخيرة، وسط خلافات عميقة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، في ظل غياب أي تدخل خارجي فاعل يُقارب ما كان يجري في الحكومات السابقة، حين كانت طهران وواشنطن تتدخلان بشكل مباشر أو غير مباشر لإنضاج الحلول وتوزيع النفوذ.

وبحسب مراقبين، فإن الفراغ التنفيذي في الإقليم بات مرشحًا للتفاقم، مع غياب ضغط خارجي فاعل نتيجة انشغال إيران والولايات المتحدة بجولات تفاوض حساسة تتعلق بالملف النووي، والاستقرار الإقليمي، وأزمات العراق وغزة ولبنان.

وترى بعض الأوساط السياسية في أربيل أن توقف الرعاية الدولية أتاح للأطراف الكردية أن تماطل وتناور دون رادع، فيما يحذر آخرون من أن استمرار التأخير قد يؤثر سلباً على الوضع الإداري والخدمي في الإقليم، ويفتح الباب أمام فراغات خطيرة في السلطة.