بين نارين بعيدتين.. كيف يتعامل العراق مع أصداء التوتر الهندي – الباكستاني؟

بغداد اليوم – بغداد

في ظل التصاعد الحذر بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان، أوضح أستاذ العلوم السياسية خالد العرداوي، اليوم الأربعاء (7 أيار 2025)، أن تأثير الأزمة الراهنة بين البلدين على العراق يبقى محدودا في الوقت الراهن، ما دامت الأمور لم تنزلق إلى مواجهة عسكرية مفتوحة.

وقال العرداوي في تصريح لـ"بغداد اليوم"، إن "الوضع الحالي لا ينبئ برغبة حقيقية لدى الطرفين في خوض حرب شاملة، بل هو أشبه بمحاولة كل طرف إظهار قدرته على الردع والتأثير دون تجاوز الخطوط الحمراء".

وبينما أشار إلى أن التصعيد، وإن تصاعد إلى حد معين، لا يحمل تهديدا مباشرا للعراق"، لكنه شدد على "ضرورة أن يلتزم العراق بالخط الدبلوماسي، سواء عبر مساعيه المنفردة أو من خلال منظمة التعاون الإسلامي، لدعم الاستقرار وتخفيف التوتر".

وأكد العرداوي أن "الحفاظ على التوازن في العلاقات مع كل من نيودلهي وإسلام آباد يمثل أولوية للعراق"، مشددا على "أهمية أن لا ينحاز العراق لأي طرف، تجنبا لأي تبعات سلبية قد تؤثر مستقبلا على مصالحه السياسية والاقتصادية.

وتعود جذور التوتر بين الهند وباكستان إلى عقود مضت، وتحديدا إلى ما بعد استقلالهما عن بريطانيا عام 1947، حيث نشب صراع طويل ومعقد حول إقليم كشمير المتنازع عليه.

وقد خاض البلدان ثلاث حروب كبرى، إضافة إلى عدة جولات من التوترات العسكرية، كان آخرها في السنوات القليلة الماضية التي شهدت تصعيدا في الخطاب السياسي والعمليات العسكرية المحدودة.

ورغم أن الطرفين يمتلكان قدرات نووية، إلا أن كلا من نيودلهي وإسلام آباد أظهرتا في أكثر من مناسبة حرصا على عدم الانزلاق إلى مواجهة شاملة، في ظل ضغوط إقليمية ودولية لاحتواء النزاع.

بالنسبة للعراق، ورغم بعده الجغرافي عن مسرح الصراع، إلا أن له علاقات سياسية واقتصادية مع كلا البلدين، خصوصا في مجالات الطاقة والتجارة.

وعلى هذا الأساس، فإن أي اضطراب كبير في جنوب آسيا قد تكون له انعكاسات غير مباشرة على مصالح بغداد، مما يجعل الحياد الدبلوماسي والتوازن في العلاقات الخارجية ضرورة استراتيجية.