بغداد اليوم - بغداد
منذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، شهدت العلاقات السورية-العراقية نوعا من التريث حتى استقرار الأوضاع، ثم بادر العراق بإرسال وفد الى دمشق، معربا عن أمله في التعاون المتبادل لاسيما فيما يتعلق بالتحديات الأمنية العابرة للحدود، واستمرت بغداد في التواصل وارسال الرسائل الإيجابية إلى الحكومة السورية المؤقتة وكان آخرها دعوة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية المزمع عقدها في شهر أيار المقبل في العاصمة بغداد.
وفي هذا الاطار أكد النائب حسين حبيب، اليوم الأحد (20 نيسان 2025)، وجود أربع نقاط رئيسة تدفع بغداد للانفتاح على دمشق، فيما أشار إلى أن خطر تقسيم سوريا يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العراقي.
وقال حبيب في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "أحمد الشرع، فُرض بفعل الجغرافية، وهو الآن رئيس الجمهورية السورية، ولم يكن للعراقيين دور في مجيئه، بل جاء بإرادة سورية وهو يمثلها"، لافتاً إلى أن "الجميع يقر بخلفيته المتشددة، لكن في النهاية نحن لسنا أصحاب قرار في مجيئه، بل جاء ضمن مسارات معروفة وواضحة".
وأضاف أن "من مصلحة العراق، خصوصاً في ظل وجود أكثر من 600 كيلومتر من الحدود المشتركة، أن يكون هناك تنسيق أمني وسياسي مع دمشق، وفق مبدأ مصلحة العراق وسلامة أمنه ومقدراته أولاً"، مشدداً على "أهمية التمييز بين الأشخاص والدول، فالحوار مع الشارع السوري ضرورة لأمن العراق، ونحن لا نتواصل مع شخص بل مع حكومة تمثل الدولة السورية".
وأكد حبيب أن "وجود تنظيم داعش قرب الحدود العراقية، يتطلب تنسيقاً مباشراً مع دمشق، إضافة إلى أن سوريا تواجه مشروع تقسيم مستقبلي، وهذا يمثل خطراً كبيراً على المنطقة عموماً، وعلى العراق بشكل خاص"، مشدداً على أن "الانفتاح على سوريا ضرورة أمنية، ويجب أن يتم وفق مبدأ احترام المصالح السياسية والأمنية للعراق أولاً.
ويوم الخميس الماضي أجرى السوداني، زيارة سريعة إلى دولة قطر التقى خلالها بأميرها، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس السوري أحمد الشرع.
وقال مصدر حكومي رفيع لـ"بغداد اليوم"، إن "اللقاء الثلاثي جاء في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، خاصةً ما يجري في الساحة السورية"، مبيناً أن "المحادثات ركزت على تطورات الملف السوري وضرورة الحفاظ على الأمن الإقليمي".
وأضاف المصدر، أن "رئيس الوزراء أكد خلال اللقاء أن العراق يراقب عن كثب التطورات الحاصلة في سوريا، بما في ذلك التواجد العسكري للكيان الغاصب على الأراضي السورية"، مشدداً على أن "بغداد تلتزم بموقفها الثابت الداعي إلى إطلاق عملية سياسية شاملة، تضمن حماية المكونات والتنوع الاجتماعي والديني والوطني في سوريا، وصون المقدسات ودور العبادة".
وأشار المصدر إلى أن "السوداني جدد تأكيده على أهمية اتخاذ الحكومة السورية الجديدة خطوات عملية وجادة في مجال محاربة تنظيم داعش الإرهابي، والعمل على إنهاء بؤر الإرهاب التي لا تزال تهدد استقرار سوريا والمنطقة ككل".
بغداد اليوم - ديالى في زمنٍ ليس ببعيد، كانت أصوات الرصاص والانفجارات هي العناوين اليومية لمناطق واسعة من محافظة ديالى، وبالأخص عند ضفاف بحيرة حمرين، التي تحولت لسنوات طويلة إلى ما يشبه ساحة حرب مفتوحة، لا تطأها أقدام العابرين إلا في مهمات قتالية محفوفة