آخر الأخبار
لم يشهدها منذ 14 عامًا.. العراق تحت وطأة موجة برد قاسية ترافقها أمطار وثلوج مقتل شخص في منطقة حي الحسن العسكري بميسان المشهداني: ندعم الخارجية في مواجهة أي تدخل خارجي يمس بقراراتها السيادية السوداني: العراق يجب أن يكون دوماً في المقدمة ألسنة النيران تلتهم مدرسة للنازحين العرب في السليمانية (صور)

كيف يشرعن الإعلام الأوروبي إبادة إسرائيل لغزة؟

عربي ودولي | 23-10-2024, 14:29 |

+A -A

بغداد اليوم - متابعة

كشف تقرير إعلامي، اليوم الأربعاء (23 تشرين الأول 2024)، عن الطريقة التي يشرعن بها الإعلام الغربي حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. 

وقالت وكالة الأناضول التركية في تقرير لها إن مؤسسات إعلامية أوروبية تتعرض لانتقادات كبيرة باعتبارها "متواطئة" في الإبادة الجماعية عبر التزامها الصمت تجاه الجرائم بحق الفلسطينيين، وتبرئتها إسرائيل التي تحاكم أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة.

ورصدت "الأناضول" جهود مؤسسات إعلامية أوروبية بارزة لإضفاء الشرعية على جرائم إسرائيل المتواصلة في غزة، والضغوط التي تمارسها هذه المؤسسات على أي إعلامي ينتقد حرب الإبادة.

وعرضت وكالة الأناضول أمثلة عن الانحياز الفاضح لإسرائيل كما يؤكد مايك بيري عضو هيئة التدريس في كلية الصحافة والإعلام والدراسات الثقافية بجامعة كارديف البريطانية، الذي تحدث عن التحيز في تغطية وسائل الإعلام الغربية للصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.

وقال بيري، في حديث للأناضول، إن أبحاثهم عن الأخبار المنشورة في الغرب منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول 2023، تؤكد انحياز وسائل الإعلام الغربية في تعاملها مع الصراع.

وأضاف أن "بعض الكلمات العاطفية مثل القتل والمذبحة والوحشية كثير ما يستخدمها الصحفيون لوصف مقتل إسرائيليين، ولكنهم لا يستخدمونها أبد لوصف مقتل الفلسطينيين".

وتابع: "كثيرا ما يصور الصحفيون أحداث 7 تشرين الأول 2023 على أنها هي التي أشعلت الصراع، وهو ما يعترض عليه الفلسطينيون بشكل واضح، لأنهم يرون أنفسهم الجانب الذي يتعرض لعنف إسرائيل منذ عقود طويلة".

وفي ذلك اليوم، هاجمت حماس قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال اليومية منذ عقود بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.

وأردف الأكاديمي البريطاني أن وسائل الإعلام الغربية تتجاهل السياق التاريخي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأوضح أن "البحث الأولي لأحداث 7 تشرين الأول يظهر أن وسائل الإعلام الغربية لم تتطرق إلى حصار غزة المستمر منذ 17 عاما، أو إلى احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية منذ 57 عاما، واللذين كانا من أهم الأسباب وراء هجمات 7 تشرين الأول".

وتقول الوكالة إنه من الممكن تتبع الموقف المؤيد لإسرائيل في الأخبار التي تنشرها المؤسسات الإعلامية الرائدة في دول أوروبية عديدة.

فبينما تصف صحيفة الغارديان البريطانية ومجلة الإيكونوميست هجوم حماس بأنه "دموي" و"متعطش للدماء"، تتجنبان استخدام مثل هذين التعبيرين في وصف هجمات إسرائيل على غزة.

وتصف الغارديان الهجمات الإسرائيلية على غزة بأنها "عملية عسكرية"، فيما تعتبر أي رد من حماس "هجوما إرهابيا".

وفي 16 تشرين الأول 2023، نشرت قناة "دويتشه فيله" الحكومية الألمانية على موقعها الإلكتروني مقالا بقلم كلير روث، تحت عنوان "ما الأفعال التي تعتبر جرائم حرب؟"، زعم فيه أن هجمات إسرائيل لا يمكن اعتبارها "جرائم حرب".

وفي حين أن مؤسسات إعلامية دولية، مثل "بي بي سي"، تقول عن إسرائيليين "قُتلوا"، فإنها تستخدم كلمة "أموات" للقتلى الفلسطينيين.

وتصور "بي بي سي" الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني على أنه "نزاع ثنائي"، ونادر ما تسلط الضوء على واقع الاحتلال الإسرائيلي.

كما تصف المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة بأنها "مناطق متنازع عليها"، وتتجاهل حقيقة أنها غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وتزعم وسائل الإعلام الغربية أن حماس هي التي تقود وتسيّر المؤسسات الفلسطينية، مثل وزارة الصحة في غزة.

ويُظهر تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي قال فيه إنه "لا يثق بالأرقام التي يعلنها الفلسطينيون (للقتلى والجرحى)"، أن هذا النهج التشكيكي معتمد ويستخدمه السياسيون ووسائل الإعلام.

وعلى إثر هذا التشكيك المتعمّد، بدأت وزارة الصحة في غزة نشر قائمة مفصلة بأسماء القتلى.

وبينما تتضمن تقارير وسائل الإعلام الغربية معلومات دقيقة ومفصلة عن القتلى والجرحى في إسرائيل، يتم تقديم الضحايا الفلسطينيين غالبا في هيئة إحصاءات وأرقام فقط.

وردا على هذا النهج الذي يستهدف إيجاد تعاطف مع الإسرائيليين وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، أطلق شبان في غزة مبادرة بعنوان "لسنا أرقاما"، بهدف نقل حياة الفلسطينيين اليومية ومعاناتهم إلى العالم.

ويؤكد مراقبون وخبراء إعلام أن موقف الصحافة الغربية هذا يؤدي إلى إخفاء الأبعاد الحقيقية للصراع وانتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الفلسطينيون، عن الرأي العام في أوروبا.

أما فيما يتعلق بممارسة الضغوط على الإعلاميين نوهت وكالة "الأناضول" إلى استقالة الصحفي الإيطالي رافائيل أورياني من صحيفة "لا ريبوبليكا"، حيث انتقد سياستها التحريرية بقوله إن "هذه المذبحة (الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة) لها حماية إعلامية تجعلها ممكنة. نحن من نوفر هذه الحماية".

فيما جرى فصل إعلاميين أعربوا عن دعمهم لفلسطين أو انتقدوا إسرائيل، منهم مراسل لدى "بي بي سي" كتب منشورات مؤيدة للفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفصلت "دويتشه فيله" إعلاميين انتقدوا تصرفات إسرائيل، وطالبت موظفيها بدعم ما تزعم أنه "حق إسرائيل في الوجود".

ووفق خبراء فإنه رغم تجاوز عدد الصحفيين الذين قتلتهم إسرائيل في غزة 170 صحفيا، فإن وسائل الإعلام الغربية لم تتفاعل بشكل كافٍ مع هذا الوضع.

وكشفت مداهمة القوات الإسرائيلية لمكاتب قناة "الجزيرة" القطرية في الضفة الغربية وإغلاقها عن بُعد آخر للعنف الإسرائيلي ضد العاملين في مجال الإعلام.

وتواصل تل أبيب حرب الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

كما تتحدى إسرائيل طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

وحوّلت تل أبيب قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب "الإبادة الجماعية" نحو مليونين من مواطنيه البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.