العراق الأخضر: المزروعات والماشية هما الأكثر تضررا من الامطار الحامضية
محليات | 23-10-2024, 09:58 |
بغداد اليوم - بغداد
حذر مرصد العراق الاخضر، اليوم الأربعاء (23 تشرين الأول 2024)، من أن خطورة الامطار الحامضية تكمن في التأثير على المزروعات والماشية التي يتناولها الانسان، وبصورة تتضاعف عن ما اذا هطلت عليه بصورة مباشرة.
وقال المرصد في بيان له تلقته "بغداد اليوم" إن "الامطار الحامضية في حال هطولها فأنها ستؤثر على الاراضي الزراعية وامتصاصها من قبل الخضروات والفواكه المزروعة والتي من الممكن ان تسبب الاضرار للإنسان عند تناولها على المدى البعيد".
وبين بان "هذه الامطار ايضاً ستؤثر على الحشائش والاعشاب التي تتناولها الماشية كالأغنام والابقار والماعز ومن ثم تؤثر على الانسان عند تناول لحومها والتي قد تتسبب بأمراض غالبيتها خطرة في المستقبل".
ونبه بان "وزارة البيئة في بيانها أمس اعترفت بأن هذه الامطار "لا تسبب مخاطر صحية على الانسان، مع وجود بعض التأثيرات البيئية الزراعية" أي ان هنالك تأثير غير مباشر وهو الاخطر على صحة الانسان".
وكرر المرصد تحذيره للمواطنين من خطورة هذه الامطار والتي تشبه تلك التي هطلت على العراق عام 1991 وتسببت بأضرار صحية للإنسان في حينها منها ارتفاع حالات الاصابة بمرض السرطان والدم والتشوهات الخلقية.
وحذرت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي، الخميس الماضي من تساقط أمطار حمضية في بغداد خصوصا من ارتفاع معدلات التلوث.
وذكرت الهيئة في بيان تلقته "بغداد اليوم"، أن "العاصمة ومحيطها وبعض مدن أخرى معرضة لهطول حمضي بسبب ارتفاع معدلات التلوث في الأيام الأخيرة في العاصمة بغداد بتراكيز بلغت مستويات خطيرة تتجاوز 200 وحدة في مقياس درجة تلوث الهواء AQI"،
وأضافت ان "المركبات المساهمة في المطر الحمضي بدورها قد بلغت مستويات قياسية في أجواء العاصمة واهمها مركب اوكسيد الكبريت So2 واوكسيد النتروز No2 التي تتفاعل في الهواء مع بخار الماء لتكوين حمض الكبريتيك (H₂SO₄) وحمض النيتريك (HNO₃)وهذه تتفاعل بدورها مع مياه الأمطار فتؤدي إلى انخفاض في الرقم الهيدروجيني (pH) لمياه الأمطار، مما يجعلها أكثر حموضة".
وتابعت الهيئة أنها "تحذر من تداعيات ارتفاع تراكيز هذه المركبات في سماء العاصمة بغداد والتي تنتج عن الأنشطة الصناعية، وحرق الوقود الأحفوري، والنفايات، ووسائل النقل الثقيلة، لما له من مردود سلبي خطير يهدد البيئة والانسان في حال هطول الامطار خلال بداية الموسم المطري الحالي حينما تتفاعل مياه الامطار مع هذه المركبات ليتشكل المطر الحمضي في سمائنا الذي يؤثر على البيئة عموما ومخاطره واثاره تكاد تكون مدمرة".
وأكملت الهيئة "ناهيك عن تأثراته على صحة الانسان فالمطر الحمضي يؤثر في صحة الإنسان وأعضائه الحيوية، فقد يتفاعل ثاني أكسيد الكبريت وأكسيد النيتروجين في الغلاف الجوي لتكوين جسيمات كبريتات ونترات دقيقة تصل إلى الرئتين عبر التنفس"، مبينة انه "وأظهرت العديد من الدراسات العلمية وجود علاقة بين هذه الجزيئات والتأثيرات على وظائف القلب، مثل النوبات القلبية، إضافًة للتأثيرات على وظائف الرئة، مثل صعوبة التنفس للأشخاص الذين يعانون من الربو".
وكانت وزارة البيئة، كشفت الأربعاء الماضي عن نصب محطتين لكشف مشكلة التلوث البيئي في بغداد خلال الأيام المقبلة.
وقال المتحدث باسم الوزارة لؤي المختار في حديث لـ"بغداد اليوم"، إنه "في السابق كانت لدى وزارة البيئة في بغداد ما يقارب 14 محطة لقياس نوعية الهواء والتلوث، ونتيجة قلة التخصيصات المالية وتقادم تلك المحطات، الاغلب منها خرج عن الخدمة والبعض الاخر يحتاج الى صيانة".
وبين انه "خلال الفترة الأخيرة الماضية وبعد حدوث التلوث في هواء بغداد وانتشار رائحة الكبريت قبل أيام، تم نصب محطتين تعمل على مدار 24 ساعة، واحدة تابعة لوزارة البيئة والأخرى لاحد الشركاء المساهمين معنا في هذا الملف، من اجل تحديد مشكلة التلوث، وليس معالجة الوضع البيئي وانما كشف المشكلة، فالكشف هو جزء كبير من الحل".
وختم المتحدث باسم وزارة البيئة قوله بإن "هذه المحطتين اعتمدت عليها اللجنة الخاصة المشكلة من قبل رئيس الوزراء، لكشف المشكلة وإيجاد الحلول الخاصة بها خلال الأيام المقبلة".