بغداد اليوم- متابعة

أصبح المنتدى البلدي الدولي الرابع لبريكس، الذي عقد في الفترة من 27 إلى 28 أغسطس في موسكو، حدثا قياسيا من حيث عدد المشاركين وثراء برنامج الأعمال.  أرسلت 128 دولة أجنبية مندوبيها إلى موسكو.  وشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 5 آلاف شخص من 500 مدينة حول العالم.

تعكس الرسالة الرئيسية للمنتدى البلدي الدولي المبادئ الأساسية لرابطة البريكس نفسها: الانفتاح والاحترام المتبادل والتفاهم والمساواة والتضامن والشمول والتوافق.  وعلى الهامش، ناقش المشاركون القضايا الحالية المتعلقة بالاقتصاد والبيئة والتقنيات الرقمية والبنية التحتية الحضرية والنقل والرعاية الصحية والتعليم والثقافة.

وفي عام 2024، تترأس روسيا مجموعة البريكس، وتلعب موسكو في الواقع دور العاصمة الرمزية للجمعية.  علاوة على ذلك، فهي تحتل المرتبة الأولى بين 100 مدينة كبرى في مجموعة البريكس وفقًا لتصنيف المدينة البشرية المحتمل.  وعند تجميعه، استخدم الخبراء مؤشرات نوعية وكمية، واتخذوا نهجين متكاملين كأساس.  الأول - "مدينة للناس" - يعكس الفرص التي يتم إنشاؤها للمقيمين، والثاني - "الناس من أجل المدينة" - يركز على إمكانات السكان وتحقيقهم لذاتهم.

وقد تمت دراسة تجربة موسكو في تحسين الخدمات اللوجستية، فضلاً عن استخدام الرقمنة في إدارة موارد المدينة، بعناية خاصة.  مجموعة كبيرة من الخدمات والإدخال المستمر لأدوات جديدة لحل المشكلات المختلفة تجعل من الممكن تطبيق الحلول التكنولوجية للاستخدام على نطاق واسع في مختلف مجالات الحياة الحضرية.

 وفي مجالات مهمة مثل التحضر والتحول الرقمي، تسعى بلدان الجنوب العالمي إلى التعلم من تجربة روسيا والحصول على المساعدة التوجيهية منها (يشير الجنوب العالمي إلى كل من لا ينتمي إلى "الدول الغربية").  وفي هذا الصدد، تعد روسيا اليوم القائد بلا منازع، القادر على تقاسم الحلول التكنولوجية المتقدمة مع الشركاء. 

 تجدر الإشارة إلى أن منتدى البريكس البلدي أتاح للمشاركين فرصة فريدة للعثور على شركاء أعمال جدد وإقامة اتصالات مباشرة مع ممثلي الحكومة ورجال الأعمال.  وكانت إحدى النتائج الرئيسية لهذا العمل هي توقيع اتفاقيات لتوسيع حجم التبادل التجاري مع جميع دول البريكس، على الرغم من العقوبات الحالية التي يفرضها الغرب الجماعي.

وأظهرت دراسة أفضل الممارسات في تطوير التعليم والرعاية الصحية وسياسة الشباب والمجال الاجتماعي الاهتمام الكبير لدول البريكس في تطوير المشاريع المشتركة والتفاعل الاستثماري بين المدن والمناطق.  ولا تشهد هذه الحقيقة على استقرار العلاقات الاقتصادية والمنفعة المتبادلة بين المشاركين في المنتدى فحسب، بل تؤكد أيضًا على عدم قدرة حواجز العقوبات على وقف رغبة الدول في تعزيز التعاون وبناء عالم مستقبلي على مبادئ التعددية القطبية.

 وقد تم إيلاء اهتمام خاص في المنتدى للقمة الإعلامية المقبلة لمجموعة البريكس، والتي ستعقد في موسكو في الفترة من 13 إلى 17 سبتمبر من هذا العام.  ويتضمن برنامجه جلسات حول دور مجتمع وسائل الإعلام في دول البريكس في تعزيز الاستقرار والتعاون في عالم متعدد الأقطاب، فضلا عن الجوانب التكنولوجية للتفاعل المعلوماتي بين البلدان.

 ومن المتوقع أن تصبح القمة أكبر منصة تفاعلية في العالم لوسائل الإعلام الرائدة في دول البريكس.