بغداد اليوم - بغداد 

أعادت حادثة وفاة طفلين في محافظة البصرة بعد سقوطهما في حفرة مشروع الصرف الصحي المتوقف في القرنة، الى الاذهان حجم خطورة الفساد في مشروع مجاري القرنة وتهاون الشركة المنفذة، في ملف كانت "بغداد اليوم" أول من تحدث به واستمرت بالتأشير على خطورته في عدة تقارير صحفية بهذا الشأن.

وسقط طفل لا يتجاوز الـ 9 من العمر في حفرة مشروع للصرف الصحي في بلدة القرنة، شمال غربي البصرة، فيما حاول صديقه إنقاذه، ما أدى إلى سقوطه هو الآخر ووفاتهما في الحال، حيث ان المشروع من المشاريع التي لم تنجز رغم انتهاء المدة المقررة للإنجاز منذ سنوات عدة.

وبينما توعد مسؤولون محليون في حكومة البصرة ومجلس محافظتها بملاحقة الشركة المتلكئة بتنفيذ المشروع، كانت "بغداد اليوم" قد اعدت مجموعة تقارير حول خطورة وحجم الفساد الذي يحيط بمشروع مجاري القرنة المتلكئ.

ويؤكد اهالي القرنة ان الشركة متوقفة عن العمل منذ اشهر، دون تدخل من البرلمانيين او حكومة البصرة، فيما سبق لـ"بغداد اليوم"، أن نشرت الموضوع قبل عام من الان، قبل ان يتدخل احد النواب للتستر على الموضوع ووعد بانه سيتم حله قريبًا لكن لم يتم حله.

واحيل مشروع المجاري والخدمات في قضاء القرنة، الى شركة الجدار الساند والتي تمت احالة مشروع مجاري القضاء اليها منذ عام 2020 وبكلفة 600 مليار دينار، لكن منذ ذلك الحين وحتى الان لايزال الوضع على ماهو عليه.

من جانبها، وصفت عضو لجنة النزاهة النائب سارة الصالحي بعد زيارتها مجلس عزاء الطفلين المتوفين في قضاء القرنة، ان وفاة الطفلين جاءت بسبب المشروع المشبوه بالفساد، معتبرة ان هذه الحادثة المؤلمة تجسد الجانب المأساوي للفساد وتأثيره الخطير على حياة الناس، خاصةً على الأطفال الأبرياء الذين دفعوا ثمنًا باهظًا بسببه.