انسحاب القوات الامريكية.. بغداد طرحته بـ "ثلاثة عناوين" وواشنطن تتمسك بـ "شرط مهم"
سياسة | 29-02-2024, 15:56 |
بغداد اليوم - متابعة
تطرح المحادثات بين بغداد وواشنطن حول انسحاب القوات الامريكية من العراق إشكالية خاصة، والسبب يعود الى تعدد الأطراف المنخرطة في تلك المسألة.
البعد الخارجي للمسألة العراقية ليس أقل أهمية، فالأتراك لديهم مصلحة بإبقاء الفصائل والنفوذ الإيراني بعيداً عن حدودهم الجنوبية، والإيرانيون يريدون طرد الأمريكيين من العراق ومحاولة إخضاع البلاد لنفوذهم المتصاعد، وهناك امتداد أمني مهم للأمريكيين في سوري أيضا.
"داعش" العشب البرّيً
وفي السياق، تحدثت وسيلة اعلام عربية الى مصادرها في واشنطن وكان لافتاً جداً أن الأمريكيين يتحدّثون عن أمر واحد ألا وهو "منع عودة داعش"
فقد وصف أحد المتحدّثين الأوضاع الميدانية بالقول إن "داعش تنظيم فائق الخطورة وهو منتشر في الأراضي العراقية خصوصاً في منطاق الحدود مع سوريا و كلما قضيت على بعضه أو تراجع اهتمامك به عاد مثل العشب البرّي".
ويتحدّث الامريكيون بكثير من القلق عن داعش وامكانية عودته إلى نشاطه، ويشترطون أن تكون مغادرتهم مرتبطة بعدم عودة التنظيم.
فيما يضعون تحت هذا البند الكثير من المتطلبات، ومنها أهلية وامكانيات القوات الحكومية العراقية، وقدرتها على ضبط الاوضاع في المستقبل، بحيث لا يشهد البلاد أية أزمة يتسبب بها التنظيم الارهابي.
العودة مكلفة
إلى ذلك، شدد أحد المتحدثين على أن الادارة الامريكية لا تريد بأي شكل من الأشكال تكرار سيناريو العام 2011 عندما غادرت القوات الامريكية وتركت الساحة للحكومة في بغداد، لكن بعد ثلاث سنوات انهارت القوات العراقية أمام تقدّم داعش، فاضطر الامريكيون للعودة على عجل، وقاموا بعمليات عسكرية واسعة لدحر التنظيم ومساعدة الجيش العراقي على اعادة بناء نفسه.
كما قال "حين نغادر لا يجب أن نعود، العودة مسألة مكلفة جداً وقد عانينا من الأمر".
ويبدو أن الأمريكيين جادّون في هذا "الاشتراط"، ويريدون النظر الى تحدّي داعش ليس كمشكلة عراقية، بل كمشكلة ارهاب تهدّد العراق والعالم أجمع.
إلى ذلك، وتضيف مشكلة داعش في سوريا أسئلة على الحضور الامريكي في العراق، فقد اعتمدت القوات الامريكية خلال السنوات الماضية على قواعدها في العراق والأردن والتنف لمساندة مهمتها بمنطقة شمال شرق سوريا.
لذا وفي حال الانسحاب، سيكون على الامريكيين، خصوصاً العسكريين المجيء بخطط إمداد جديدة لإسناد القوات الامريكية وقوات سوريا الديموقراطية داخل الاراضي السورية.
وقد أوضح أحد المتحدثين، أنه ليس لدى واشنطن اصدقاء في سوريا، في اشارة واضحة الى ان الاراضي السورية ليست بديلاً للأراضي العراقية في عملية الاسناد، فغالبية المناطق السورية تسيطر عليها قوات تابعة للرئيس السوري بشار الأسد والفصائل.
المقاربة العراقية
إذا من الواضح أن الامريكيين عندما يتحدّثون عن العلاقات مع العراق يعطون الانطباع ان مسألة الحضور العسكري مسألة تقنية أكثر من أي شيء آخر، ويريدون من المستمع ان يفهم التحديات العسكرية ومكافحة الارهاب أكثر من أي أمر آخر.
في المقابل، أكد اكثر من طرف، أن "العراقيين لا يريدون أن تغادر القوات الامريكية"، لكن المتحدثين لم يعطوا الكثير من التفاصيل.
في حين تريد الحكومة العراقية ان تتمّ مقاربة الانسحاب بطريقة مختلفة وبشعارات محددة.
وفي نفس السياق، قال اشخاص مطلعون على موقف الحكومة ببغداد أنها تريد طرح الانسحاب تحت ثلاثة عناوين: الاول هو إنهاء مهمة التحالف وليس انسحاب امريكي، والثاني هو الانسحاب بالتراضي والثالث التحوّل الى العلاقات الثنائية العميقة .
في أي حال سيكون الانسحاب الامريكي من العراق، تحوّلاً آخر في علاقات الولايات المتحدة مع بغداد.
وفي حين لا ترى الولايات المتحدة في ظل الرئيس الحالي جوزيف بايدن أن بقاءها في العراق ضرورة استراتيجية، ولا تتحدّث عن أنها تريد مواجهة النفوذ الايراني وأذرعه في العراق وسوريا، تدل كل المؤشرات على أن الاكراد العراقيين يريدون من واشنطن الاحتفاظ بحضور كبير في منطقتهم بصرف النظر عن أي اتفاق مستقبلي بين واشنطن وبغداد.
المصدر: العربية