صراع أمريكا وإيران يتسع لـ"كسب أصوات انتخابية" على حساب السيادة العراقية
سياسة | 5-02-2024, 11:04 |
بغداد اليوم - بغداد
بالرغم من التصاعد الكبير في العمليات العسكرية المتبادلة بين ايران وامريكا أصبح أمرا واضحا مؤخرا على الاراضي العراقية لأسباب عديدة، الا ان هذه التوترات التي تحتفظ بأسبابها الأزلية، يبدو أن "سخونتها ترتفع" على نيران الاجواء الانتخابية الطاغية في البلدين المتصارعين (امريكا وإيران)، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن مدى إمكانية تحوّل العراق إلى "لافتة دعائية" تمكّن القوى الحاكمة في طهران وواشنطن من جمع أكبر عدد ممكن من المشاهدين حولها.
ومنذ ظهور "مبدأ ريجان" (وهو مصطلح يشير الى الحروب بالوكالة) في ثمانينيات القرن العشرين، دعمت واشنطن عدة مجاميع وحركات سياسية في العالم والشرق الاوسط خصوصا، لتحقيق غاياتها في نشر نظام "الديمقراطية والليبرالية" وضمان "الولاء المطلق" لمن يستحوذ على الحكم، قبل ان تظهر إيران كمنافس لها بعد صعود الاسلاميين الشيعة للحكم بمبدأ "تصدير الثورة" وبدعم روسي صيني، قبل ان تتحول محاولة بسط النفوذ بين امريكا وايران "النووية"، إلى عامل ضغط انتخابي، تمارسه القوى السياسية في كلا البلدين، لاشعار الناس بعظمتهم ومدى سطوتهم.
وفيما يخص مدى انعكاس الاجواء الانتخابية الطاغية حاليا في الولايات المتحدة وايران على الارض العراقية، علق أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد علاء مصطفى، خلال حديث لـ"بغداد اليوم"، اليوم الاثنين (5 شباط 2024)، ان "قرب الانتخابات الإيرانية ليس له علاقة بالمشهد العراقي، فالناخب الإيراني يركز على قضايا داخلية وعلاقة ايران بالمحور الدولي، ولا يتأثر بالملف العراقي"، مستدركا: "لكن الانتخابات الامريكية يكون لها تأثير على الشأن العراقي الداخلي، فهناك ضغط يكون على الإدارة الامريكية بخصوص استهداف القوات الامريكية وهذا الامر ينعكس سلبا على حملة بايدن الانتخابية".
وبين ان "الإدارة الامريكية ضغط دبلوماسيا واقتصاديا على بغداد للحد من ضربات الفصائل المسلحة الأهداف والمصالح الامريكية من أجل العودة للهدنة التي انتهت بعد عملية طوفان الأقصى في غزة".
ويبدو هذا جليًا في الايام الاخيرة وما واجهه الرئيس الامريكي بايدن من ضغط سياسي كبير، وضرورة الرد سريعًا على مقتل 3 جنود امريكيين في الاردن، "وتقريع الجمهوريين"
له، ووصفه بالضعيف، جميعها قادت إلى أن يقود بايدن ردًا عسكريًا "مبهرجًا" واكثر اثارة من المرات السابقة، حيث اضطر الى الرد بقوة واستخدام الطائرات النوعية في سلاح الجو الامريكي مثل قاذفات (B1) التي طارت من امريكا الى العراق وسوريا دون توقف، في حالة تبدو كأنها "عرض" اكثر مما هو رد على هجوم نوعي، وبغض النظر عن النتائج المرجوة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، ان "المشهد الانتخابي الأمريكي يتأثر بشكل كبير بالاحداث الجارية في العراق والمنطقة، ولهذا يجب استغلال هذه الفترة من اجل اجراء حوارات مع الجانب الأمريكي لسحب قواته من العراق، فهي فترة انتخابات واي ضغط على إدارة بايدن ممكن ان يترد عليه سلبا انتخابيا، وهو يريد حل أي قضية وملف بعيدا عن أي استهداف للقوات الأمريكية".
بالمقابل، يفتح استبعاد الرئيس الايراني السابق "حسن روحاني" قبل ايام ومواجهته معارضة شديدة بالترشح لـ"مجلس الخبراء" وهو منصب استشاري يرشح للانتخابات الرئاسية الملائم من وجهة نظره للحكم لاربعة سنين والنظر في التجديد ايضا، يفتح باب التساؤلات عن مدى تأثر هذا الامر بالملف العراقي وملف المنطقة بالمجمل، خصوصا وان روحاني يعتبر من "التيار المعتدل"، قبالة التيار الاصلاحي الاكثر تشددا في ايران.