آخر الأخبار
دورتموند يهزم باريس والحسم في حديقة الأمراء العيساوي متمسك بترشيحه لرئاسة البرلمان ويتحدث عن "ضغوط ومغريات" سوء الاحوال الجوية يعطّل الدوام بإحدى المحافظات غدا خلال اسبوعين فقط.. السوداني ينتظر خطة عمل من الوزارات المعنية بالاتفاق مع تركيا التوافق أصبح بعيدًا.. كركوك امام خيارين "قاسيين" لحل معضلة الحكومة المحلية-عاجل

العلاقات الأمريكية الخليجية: مصالح أمريكية متحققة وتحديات خليجية متزايدة

مقالات الكتاب | 24-10-2023, 15:54 |

+A -A

كتب: د. زيد البيدر

رغم اهمية منطقة الخليج العربي في المدرك الاستراتيجي الامريكي لما تمتلكه من مميزات نابعة من موقعها الجغرافي الذي جعلها تتحكم بأهم الممرات المائية في العالم، فضلاً عن مواردها الطبيعية وعلى رأسها الطاقة، وهذا ما جعل الولايات المتحدة الامريكية تعدها جزءاً من امنها القومي، الا ان تفاعلات الولايات المتحدة الامريكية مع احداث المنطقة تشير الى عدم تعاملها مع هذه الدول من منطلق الحليف الاستراتيجي الذي ينبغي مواجهة ما تتعرض له من مخاطر وتحديات.

بل كانت سبباً مباشراً في خلق هذه التحديات، وهذا يتبين من خلال الرجوع للتفاعل الامريكي مع الاحداث في سوريا والعراق واليمن وليبيا .... الخ، بل عملت ايضاً بمختلف الادوات والوسائل من اجل استمرار هذه الازمات، كأنها تتعمد جعل حلفائها في المنطقة يواجهون مخاطر امنية جراء هذه السياسات.

وعند الرجوع الى ما حققته الدول الخليجية من نتائج جراء تحالفها مع الولايات المتحدة الامريكية، لاسيما فيما يتعلق بإيران وبرنامجها النووي او ما يتصل بالأزمة اليمنية او ملفات اخرى تمس امنها القومي، لاسيما الوضع في العراق وسوريا وليبيا، إذ ان المعطيات على الارض تشير الى أن الولايات المتحدة لم تتعامل مع هذه الملفات بمسؤولية بل ساهمت سياستها المتخبطة في تفاقم هذه الازمات.

ففيما يتعلق بالملف الايراني فان إيران استطاعت زيادة نفوذها بالمنطقة والسبب الاساسي يعود الى التخبط الامريكي وتدخلها في المنطقة، فضلاً عن فشل الولايات المتحدة الامريكية في منع إيران من تطوير برنامجها النووي وقدراتها العسكرية، وكذلك الحال في العراق وسوريا واليمن وليبيا اذ تستمر احداث هذه الدول في السير باتجاه يجعلها بعيدة عن رغبة حلفائها في المنطقة.

وأيضاً تواجه دول الخليج العربي سياسة امريكية قائمة على الضغط، لاسيما في ملف إيران والتطبيع وتصدير النفط وملفات اخرى اهمها حقوق الانسان والديمقراطية، اذ دائما ما تستخدم هذه الملفات كورقة ضغط ومساومة من اجل اجبارها على تغيير مواقفها وسياستها تجاه القضايا والاحداث الدولية والاقليمية.

بل انها تتحين الفرص من اجل معاقبتها او مهاجمتها من خلال التصريحات والبيانات وخير دليل على ذلك الهجمة التي تعرضت لها دول الخليج عقب احداث 11 من سبتمبر عام 2001، وكذلك ما تعرضت له السعودية من هجمة اعلامية قادتها الولايات المتحدة في اعقاب مقتل الاعلامي السعودي جمال خاشقجي، في حين تقود حملات اعلامية مناصرة لدولة الاحتلال لتظهرها دائما على انها الضحية رغم ما ترتكبه من جرائم بحق المدنيين وتمنع مسائلتها في المحافل الدولية او حتى صدور بيان يتضمن ادانة لما تقوم به.

وعند مقارنة التحرك الامريكية عقب الاحداث الاخيرة التي جرت في الاراضي الفلسطينية بهدف تقديم الدعم العسكري والمادي لدولة الاحتلال الاسرائيلي، وكذلك  تعزيز تواجدها العسكري في المنطقة من اجل توفير الحماية لها، اذ تدخلت على الفور واعترضت اطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة التي اطلقها الحوثيين تجاه دولة الاحتلال الاسرائيلي، في حين تغاضت عما حصل في السعودية والامارات عندما تعرضتا لهجمات حوثية ايضاً، واكتفت فقط بشجب هذه الاعمال وتنصلت عن واجبها الذي يقتضي بتوفير الحماية لحلفائها.

ينبغي على الدول الخليجية التعاون من القوى الدولية والاقليمية لاسيما روسيا والصين وايران من اجل التوصل الى صيغة يتم من خلالها انهاء الازمات في المنطقة، ومعالجة التحديات الامنية التي تواجهها بعيدا عن الحلول والرؤية الامريكية التي لم تجلب للمنطقة سوى الخراب والفوضى، والابتعاد عن سياسة المحاور التي تتبعها الولايات المتحدة تجاه المنطقة، والتي اسهمت بتوتر العلاقات بين الدول لاسيما بين الجانبين العربي والايراني وكانت السبب الرئيسي في ما تعيشه المنطقة اليوم من ازمات، والدفع باتجاه مصالحة حقيقية تتم بين الجانبين تمهد الطريق لعودة الاستقرار للمنطقة وتقطع الطريق امام محاولات الولايات المتحدة لابقاء مشهد التوتر هو السائد، وتعمل دائما على تعميق الخلافات بين الجانب العربي والايراني، من اجل استثماره في تحقيق اهدافها ومصالحها والتي تكون في الغالب بعيدة ومتعارضة مع رغبة ومصالح حلفائها في المنطقة.