آخر الأخبار
عشية انتخاب الرئيس.. نائب يدحض توقيعه تأييدا لترشيح المشهداني هيئة الحج: 19 الف حاج سينتقل جوًا والعراق الوحيد الذي دعم الحجاج بـ9 مليارات دينار عجائز و"شيّاب" العراق يملأون مطار بغداد.. مغادرة أول وجبة من الحجاج إلى مكة (فيديو) نحّات عراقي يجسد "الفاشنيستا" على شكل "جاموسة"‎ (صورة) العراق بالمرتبة 50 من اصل 210 دول باستهلاك الكهرباء.. مؤشر جيد أم سيء؟

الفرد العربي وصراع المقاطعة والاستهلاك

مقالات الكتاب | 21-10-2023, 18:55 |

+A -A

كتب: عمر  طلال

عندما تمر نكبة او إساءة او اي موقف من احدى الدول اتجاه افراد او رموز دينية او دول عربية، تبادر بعض الدول العربية او الإسلامية بمقاطعة تلك الدول، فعلى سبيل المثال عندما اساء احد الرسامين الفرنسيين للرسول صلى الله عليه وآله وسلم في رسومات نشرتها إحدى الصحف الفرنسية بادرت الكثير من الدول العربية والاسلامية بمقاطعة المنتجات الفرنسية رداً واستنكاراً على ماقام به الرسام ولموقف الحكومة الفرنسية الداعم لهذا الفعل، وكذلك عندما قام الاحتلال الصهيوني بقصف المدنيين في غزة ودعم بعض الدول الغربية للكيان الصهيوني أيضاً، بادر الكثيرين بمقاطعة الدول ومنتجاتها. 

ولكن سرعان ما تنتهي تلك المقاطعة بسبب فقر الدول العربية وعجزها عن الإنتاج لسد احتياجات المواطنين من السلع المقاطعة، فالكثير من الدول العربية والبلدان الإسلامية تصنف ضمن المستهلكين، وبهذا نقع امام معضلة النقص الحاد في السلع والخدمات المستوردة من الدول المصدرة، وليس الغذاء فقط ما تستهلكه الدول العربية بل تطول القائمة لتشمل استيراد الاجهزة الكهربائية والسيارات والالكترونيات والطائرات وكل شي يخطر في الذهن اغلبه مستورد، بل وحتى تلك المواقع الإلكترونية التي نستخدمها اليوم والتي نستنكر من خلالها هي من برمجة وصنع  تلك الدول التي تدعم  الصهيونية وغيرها من القضايا التي تمس صلب عقيدة العرب والمسلمين، نستنكر ونحن لا نملك لقمة زرعناها، كيف نستنكر ونحن لا نحيك ملابس نرتديها، كيف نستنكر ونحن في ظلمات الدجى دون مصابيح تلك الدول التي تضيء ثنايا منازلنا وشوارعنا وحتى مساجدنا التي ندعو بها عليهم! 

حري بنا قبل ان نستنكر ان نكون امة واحدة تفكر كيف تخرج من ازماتها باتحادها وانتاج الاطعمة والاجهزة والسيارات والإلكترونيات، حري بنا ان نسخر كل طاقاتنا الكامنة لايجاد مواقع تواصل اجتماعية يمتلكها العرب ونستطيع التحكم بها، دون ان نسير من قبل من نقاطعهم او ندين تصرفاتهم وانتقاداتهم، ماذا ينقص الفلاح العربي لكي لا يزرع ويكتفي ويصدر مايفيض من محصوله الى بقية البلدان العربية، ماذا ينقص اصحاب الاختصاص العرب لكي يصنعوا سيارة او مصباح او اجهزة كهربائية، ماذا ينقص المبرمجين العرب لكي يبرمجوا لنا مواقع تواصل اجتماعية نستطيع فرض رأينا وارادتنا، ماذا ينقصنا لكي لا نملك وسائل إعلام موجهة تخدم اجنداتنا وتوجهاتنا، والمزيد من الاسئلة التي كلنا نعرف اجابتها، ولكن لانحرك ساكن مشغولين بتقليد الغرب بموضاته وصيحاته وافكاره التي لاتسمن ولا تغني من جوع، اذا اردنا ان نكون اصحاب الكلمة والمواقف وان تهابنا الدول يجب علينا اصلاح نظامنا الاقتصادي أولاً، فضلاً عن ايجاد بدائل لكل السلع والخدمات التي تقدمها لنا تلك الدول، بالإضافة إلى توحيد التوجهات الإعلامية واستخدام كل السبل المتاحة من اجل تحقيق الاكتفاء الذاتي وعدم اللجوء إلى احد، فالامة القوية هي تلك الامة التي تعتمد على ذاتها بشكل متكامل وتستطيع ان تسير العالم وليس العكس.