آخر الأخبار
ما علاقة عمليات استيراد الذهب بتهريب الدولار في العراق؟ بغداد ترسل 430 مليار دينار إلى أربيل لسد عجز "الأشهر الثلاثة" من العام الحالي انخفاض طفيف بأسعار الدولار في الأسواق العراقية النزاهة تطلق برنامجي التدريب والتعليم المستمر لعام 2025 النزاهة تضبط متهماً بالابتزاز والرشوة في بغداد

يشبهونه بالمعتقل.. إهمالٌ واعتداءات على المرضى في المستشفى النفسي التخصصي الوحيد بالعراق

ملفات خاصة | 7-10-2023, 10:09 |

+A -A

بغداد اليوم -  متابعة 

خليل، أ (29 سنة) من مدينة كركوك، اضطرت والدته قبل خمسِ سنوات وبعد يأسها التام من شفائه، أن تطلب من الطبيب المختص إحالته إلى مستشفى الرشاد التدريبي للأمراض العقلية والنفسية في العاصمة بغداد، والتي كانت تعرف سابقاً بالشماعية.

تقول بينما تمسح قطرات من العرق علقت بجبينها :”وضعه يزداد سوءاً هناك، لقد أصبح عنيفاً أكثر من السابق، والأكثر ألماً أنه لم يعد يعرفني”.

وعلى الرغم من أن مستشفى الرشاد الذي بني قبل أكثر من سبعة عقود، هو المرفق الوحيد في العراق للأمراض العقلية والنفسية والذي يرسل اليه المرضى من جميع مناطق البلاد، لكنه يعاني من تدهور في خدمات العلاج والتبريد والتنظيف والاطعام، وسط اتهامات يطلقها نواب بسوء الادارة والفساد.

ويتلقى نحو 1500 مريض العلاج في المستشفى وسط ظروف توصف بالكارثية، مع مطالبات بتوسيعه ورفع مستوى الدعم المالي لتحسين الخدمات والعلاجات، بما يمكن من استقبال مئات الحالات الأخرى التي تحتاج الى رعاية نفسية خاصة في بلد فاقمت حروبه وأزماته الامنية والمالية والاجتماعية من تدهور الصحة النفسية.

ترتسم على وجه (أم خليل) ابتسامة وهي تتذكر كيف أن ابنها كان فتى نشيطاً وذكياَ، وكان لديه العديد من الأصدقاء في الحي السكني والمدرسة الابتدائية، لكن كل ذلك تغير عندما انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من منزلهم خريف العام 2007 في اوج الحرب الطائفية التي شهدها العراق.

“كان نائما وقتها على سريره المجاور للنافذة، فاستيقظ مذعوراً يصرخ بأعلى صوته، والدماء تسيل من وجهه وذراعيه بسبب شظايا زجاج النافذة التي تناثرت فوقه” تقول الأم بحرقة.

يوماً بعد يوم، تدهور وضع خليل الصحي، وعلى الرغم من أنها أخذته لعدة أطباء وطافت به المراقد والمزارات الدينية في عموم البلاد داعيةً له بالشفاء، إلا أنه لم يتحسن، وأخذ يتبول في ثيابه ويغادر المنزل ليتيه لأيام في الشوارع، مما دفع الأم وهي أرملة منذ نحو عقدين، إلى حبسه في غرفة بالمنزل.

ثم أرسلتُ شقيقته الأصغر منه لتعيش في منزل عمها، لأنه كان يحاول ضربها، وقد ضرب أمه مرات عدة، وفي المرة الأخيرة كسر ذراعها، فما كان منها إلا أن تطلب احالته للمستشفى.

“قلبي موجوع عليه”، تقول الأم “أعرف ان الوضع في مستشفى الرشاد سيء جداً، لكن ليست بيدي حيلة، فلم أستطيع رعايته بنفسي”.

تشير أم خليل بذلك، إلى الأخبار التي تحدثت عن تردي الوضعين الصحي والخدمي، في المستشفى الذي يضم 22 ردهة.

ظروف مأساوية

كشفت زيارة مفاجئة للجنة الصحة النيابية إلى المستشفى يوم 6 حزيران/يونيو 2023 عن ظروف وصفت بالمأساوية يعيشها المرضى المقيميون والراقدون هناك، ولا سيما بعد توثيق تعرض بعضهم للضرب وافتقار المشفى إلى الكوادر الطبية والعلاجات وبعض الخدمات المهمة كنظام للتكييف، واضطرار المرضى ذوي الحالات المستقرة للخروج من الغرف والردهات ليلاً.

ووجد أعضاء اللجنة، وكانوا ستة نواب، أن الأعطال في أجهزة التكييف هي السبب في ذلك، فضلاً عن اختفاء 160 مكيف هواء من مخازن المستشفى، في وقت تتجاوز فيه درجات الحرارة في بغداد الـ 40 درجة مئوية وتقارب الـ 50 طوال أشهر الصيف، ومع ذلك يجبر المرضى على العودة إلى غرفهم خلال النهار. ويشير التقرير الذي اعدته اللجنة الى تعرض مريضات هناك للضرب.

وخلال زيارة أخرى لعضو لجنة الصحة النيابي باسم الغرابي، إلى المستشفى قام بها ليلاً، وثق نوم اغلب المرضى في الباحات الخارجية للمستشفى بسبب ارتفاع درجات الحرارة داخل الردهات، إضافة إلى عدم تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة، وتردي الواقع الخدمي بنحو عام في المستشفى الذي أفتتح سنة 1950.

سرعان ما تناول الإعلام المحلي الأمر وتدخلت منظمات المجتمع المدني ليتحول واقع مستشفى الرشاد إلى قضية رأي عام ولاسيما بعد انتشار صور في وسائل التواصل الاجتماعي كان النائب الغرابي، قد التقطها للمرضى بنفسه بواسطة هاتفه الجوال، وصفت بالمأساوية.

ليقرر مدير عام صحة الرصافة دكتور جاسب لطيف علي، سحب يد مدير مستشفى الرشاد دكتور علي رشيد زرزور الركابي، بموجب الكتاب المرقم 124 في 31تموز/يونيو2023، وتخويل مدير القسم الفني كافة صلاحيات مدير المستشفى.

حصل قرار سحب اليد، استنادا إلى تقرير من قسم التدقيق في صحة الرصافة، أشار إلى اختفاء أكثر من 160 جهاز مكيف هواء من مستشفى الرشاد التدريبي للأمراض العقلية والنفسية.

وبدا أن قرار سحب اليد هذا كان ارتجالياً ولم يتم الرجوع بشأنه إلى وزارة الصحة، إذ أصدر الوزير صالح مهدي الحسناوي، وفي ذات اليوم قراراً بإلغاء الأمر الإداري لمديرة صحة الرصافة، وذلك بموجب الكتاب المرقم 233 في 31نموز/يوليو2023، وتشكيل لجنة تدقيقية من مركز الوزارة بخصوص اختفاء مكيفات الهواء.

مكيفات الهواء

ونفى وزير الصحة صالح الحسناوي، اختفاء مكيفات الهواء من المستشفى، وأوضح بأن قسماً كبيراً من تلك الأجهزة(أوركندشن) نوع (وندوز) مستهلكة وخارج الخدمة، وبعضها صالح للعمل، وأن في حال تعطل أجهزة التكييف، يلجأ الفنيون إلى أخذ قطع الغيار من الأجهزة المستهلكة تلك.

واشتكى الوزير من عدم وجود موازنة مالية لوزارته منذ نحو 19 شهراً، وأن التخصيصات المالية بالكاد تغطي نفقات الغذاء للمرضى النزلاء في مستشفى الرشاد، مبرراً بذلك تردي الخدمات هناك. وقال متابعا “العتبات المقدسة زودتنا بألف سرير مع ملابس للرجال والنساء وأطنان من المعقمات و50 مبردة هواء”.

وقال بأن العتبات أيضاً تبرعت بالمال لبناء أربع ردهات جديدة في مستشفى الرشاد، وأن الوزارة بصدد بناء أربعاً أخرى من أموال تخصيصات موازنة بغداد، دون أن يحدد موعداً لبدء التنفيذ أو الانتهاء من البناء. ونبه إلى أن في كل دول العالم :”مثل هكذا مستشفيات تدار من قبل التبرعات والمتطوعين، ونحن بحاجة إلى إشاعة ثقافة العمل التطوعي”، داعيا العراقيين للتبرع  لمستشفى الرشاد.

أما بخصوص حدوث وفيات في المستشفى جراء سوء الرعاية الصحية والخدمات المقدمة فيها، قدرها بعض الناشطين بثمان وفيات خلال شهري حزيران/يونيو، وتموز/ يوليو2023 مرجحين انها حصلت بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود أجهزة تكييف، فقد نفى المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر، ذلك، وقال بأنها معلومات عارية عن الصحة ودعا وسائل الإعلام الى توخي الدقة عند نشر الأخبار.

متردٍ

على الرغم من محاولات وزارة الصحة نفي بعض ما يجري في مستشفى الرشاد، وتبرير ما لا يمكن نفيه، غير أن ذلك لم يمنع مواصلة برلمانيين ونشطاء توجيه انتقاداتهم للوزارة، وتحديداً فيما يخص إهمال الخدمات في المستشفى، وفقاً لما يقولونه.

وحتى قبل ما كشفت عنه زيارة لجنة الصحة البرلمانية، كانت وسائل التواصل الاجتماعي تنشر وبانتظام صوراً تظهر المرضى في مستشفى الرشاد في وضع غير إنساني، وبدوا وكأنهم في واحدة من معتقلات البلاد المعروفة بانتهاك حقوق الإنسان على حد تعبير ناشطين.

رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية أرشد الصالحي، بدوره يؤكد أن مستشفى الرشاد يعاني من انهيار للبنية التحتية ويفتقر لأبسط مقومات الرعاية الصحية.

ويضيف بحدة:”إن ما يحدث في الرشاد مقرف جداً ومؤذ، المرضى في حالة يرثى لها، وهنالك حالات وفيات كثيرة، وبالوسع اللجوء الى دوائر الإحصاء للتأكد من ذلك”.

وذكر بأن هنالك زخما على المستشفى، وانه يفترض أن تكون هنالك ثلاث مستشفيات متخصصة بالأمراض النفسية في المحافظات الأخرى، لتخفيف العبء على الرشاد من جهة، وضمان تقديم الخدمة والرعاية الصحيتين بنحو جيد من جهة أخرى.

النائب باسم الغرابي، ذكر بأن لجنة الصحة النيابية أعدت تقريراً عن واقع مستشفى الرشاد، وثبتت فيه تعرض مريضات نزيلات فيه للتعذيب بأيدي عاملين هناك، وأن أعضاء اللجنة شاهدوا بأنفسهم عاملين(تم تحديد أسمائهم في التقرير) وهم يعتدون بالضرب على مريضات.

وتابع مقتبساً من تقرير اللجنة الذي كانت نسخة منه قد أرسلت إلى وزارة الصحة: “ثياب المريضات الراقدات متسخة، وهن من يقمن بغسل ثيابهن، وأيضاً ينظفن الحمامات بانفسهن. وتتم إساءة معاملة بعض المريضات نفسياً بسجنهن في أماكن تفتقر للنظافة”، مؤكدا قلة عدد العاملين في مجال النظافة “عددهم لا يتناسب مع أعداد الراقدين المقدرة بنحو 1450 مريضاً”.

وأشار كذلك إلى ما ورد في التقرير بشأن الطعام: “المطبخ غير نظيف، والطعام يوضع مكشوفاً تحت اشعة الشمس، ويتم توزيعه بواسطة عربات دفع خشبية غير نظامية، واعداد الوجبات قليلة”.

اعقاب سكائر

وقال بأن بناية المستشفى المشيدة على 96 دونماً من الأرض، متهالكة، وفضاءاتها غير معتنى بها على الإطلاق، وأنه شاهد بنفسه تكدس أكثر من 12 مريضاَ على بلاط أرضية احدى الغرف دون وجود إضاءة أو تكييف رغم الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.

إضافة إلى ذلك، يقول الغرابي بأن مستشفى الرشاد تعاني من نقص حادٍ في أعداد أطباء الصحة النفسية وبقية التخصصات، وأن هنالك ثلاث ردهات يشرف عليها طبيبٌ واحدٌ فقط “200 مريض تقريباً بإشراف طبيب واحد فقط، ويتواجد ليوم واحد فقط في الأسبوع”، وأشار كذلك إلى وجود طبيب باطنية واحد فقط في المشفى.

ويتابع:”هنالك شحة في العلاجات الخاصة بأمراض القلب والشرايين والسكر، والمستشفى تعمل بنظام الإحالة وهي لاتملك سوى سيارة إسعاف واحدة فقط، ولا يعمل فيها جهاز الـ(دي-سي) المخصص لشحن الصدمات الكهربائية  فضلا عن جهاز السكر المخصص لسحب السوائل”.

ومن جملة ما رصده النائب كذلك انتشار اعقاب السكائر وعلبها على أرضية بعض الردهات، وتبين أن موظفي الحانوت هم من يدخلون السكائر للمرضى “الذين يدخنون بنحو مفرط مما يؤثر على صحتهم وهذا امر خطير جداً” حسبما قال الغرابي.

رأي عام

تحولت قضية مستشفى الرشاد إلى رأي عام، وتسابق ممثلو منظمات حقوق الإنسان للمطالبة بإجراء التحقيقات ووضع حلول عاجلة لوقفت الانتهاكات بحق المرضى وتوفير الرعاية الصحية المناسبة لهم.

الناشط المدنية البارزة ورئيسة جمعية الأمل العراقية هناء ادور، تقول إن “ما يجري مأساة كبيرة، الإنسان لا قيمة له في العراق”.

وعبرت عن استغرابها الشديد من المعلومات التي تحدثت عن تعرض مريضات للضرب في مستشفى الرشاد وقالت عن ذلك:”اذا ثبت تحقيق لجنة الصحة ذلك وحاولت بعض الجهات التغافل عن الامر فهذه كارثة، فلقد اعتدنا أن تعلن الحوادث أمام الرأي العام، لتختفي المعلومات عنها بعد ذلك وبلمح البصر وفي بعض الاحيان تلقى  التهمة على شخص واحد، هذا ما اعتدنا عليه من حكومة لا تطبق القانون وليست لديها شفافية مع الرأي العام واللجان المشكلة جميعها تسوف القضايا”.

أما رئيس المركز العراقي لحقوق الإنسان علي العبادي، فقد ذكر بأن المشكلة الانسانية في مستشفى الرشاد في بغداد تتكرر بين الحين والاخر “وهذا يدل على عدم وجود خطة حقيقية للاهتمام بالمواطن العراقي”.

وحمل الدولة مسؤولية تردي الواقع الصحي:”هنالك موازنات انفجارية ووفقا لهذا يجب أن يكون هنالك دعم مباشر للقطاع الصحي”.

ودعا العبادي إلى فتح تحقيق فيما يجري بالمستشفى، واتخاذ قرارات رادعة بحق المسيئين والمقصرين، واشراك العاملين في المشفى بدورات توعوية، وأن تكون هنالك رعاية مباشرة من قبل رئيس مجلس الوزراء وأيضاً من قبل وزير الصحة وان يفسح المجال أمام منظمات حقوق الإنسان لمتابعة الوضع عن كثب في المشفى.

شديدة وعنيفة 

الباحث والكاتب عادل كمال، يعتقد بأن إهمال المستشفى والمرضى فيه صحياً وخدمياً متعمد، ويحدث منذ زمن طويل، على حد تعبيره. وقال بأن هنالك شركة تنظيف متعاقدة لتنظيف حمامات المشفى مقابل 30 مليون دينار شهرياً (23 ألف دولار) “لكن مع ذلك الوضع هناك بغاية السوء وفقاً لتقارير كتبها أعضاء لجنة الصحة النيابية”.

وعبر كمال عن خشيته من “أن يكون لعاب الأحزاب والجهات النافذة قد سال للأرض المشيدة عليها مستشفى الرشاد والبالغة 96 دونما، أي 240 ألف متر مربع، للاستيلاء عليها كما حدث في أماكن أخرى”.

لذا هو لا يستبعد أن يكون تسليط الضوء على مبنى المستشفى المتهالك والذي يبلغ عمره 73 سنة، محاولة لتمرير مشروع نقله إلى مكان آخر “والاستيلاء على الأرض واقتسامها”.

حاولنا التواصل مع وزارة الصحة ومدير صحة الرصافة فضلا عن مدير مستشفى الرشاد علي الركابي، لمعرفة مجريات التحقيق في حادثة اختفاء اجهزة التبريد فضلا عن حقيقة اعادة مدير المستشفى الى منصبه لكنهم لم يردوا على اسئلتنا.

فقمنا بالتواصل مع عاملين في داخل المشفى، وأخبرونا بعد تأكيدنا على عدم إيراد أسمائهم، أن ما ذكره النواب صحيح تماماً، وأن المستشفى تعاني من الإهمال وعدم رصد الأموال لتغطية الخدمات فيها، وتفتقر إلى التخصصات الطبية والأيدي التمريضية العاملة، وهي تعتمد على المساعدات المقدمة من قبل جهات بعضها دينية.

احد الموظفين، أشار الى وجود مرضى في المستشفى منذ أكثر من 25 سنة، وبعضهم مكتسبون درجة الشفاء لكن لا يوجد من يستلمهم، وآخرون محكومون بقضايا ومحالون ومن وزارة العدل، وهنالك حالات مرضية عقلية شديدة وعنيفة لا يمكن السيطرة عليها ويبدو التعامل معها على أنه اعتداء:”لكن ذلك غير صحيح” على حد قوله.

موظف آخر في المستشفى، أكد على ضرورة تشييد مستشفيات جديدة خاصة بالأمراض العقلية والنفسية في المحافظات، لتخفيف الضغط على “الرشاد”، مع استقدام أطباء ومعالجين نفسيين، فضلاً عن أطباء في اختصاصات أخرى وممرضين وعاملي خدمة.

وقال ان غياب الرعاية النفسية وتردي الخدمات بسبب ضعف التمويل، يخلق اجواء لا تساعد في علاج المرضى، وتبقي المستشفى في وضع كارثي.

يضيف :”المسألة لا تتعلق بتأميين التكييف والطعام الجيد والنظافة فقط، وهذه اساسيات .. تصور أن موقعاً كهذا يفتقد الى سيارة اسعاف مزودة بالأجهزة والمعدات الطبية الضرورية. السيارة الوحيدة في المستشفى ليست سوى مركبة للنقل وليس فيها أية معدات”.


المصدر: نيريج