50% من القاعات مقابر للاحياء
وقوف "النفوذ السياسي" وراء حوادث العراق "ليس خيالًا".. اعتراف سياسي يكشف المستور
أمن | 27-09-2023, 19:12 |
بغداد اليوم- بغداد
مع كل حوادث وكوارث تشهدها محافظات العراق المختلفة، والتي تؤدي الى سقوط عشرات او مئات الضحايا والمصابين، يجري في الاوساط الشعبية حالة من اللوم ضد القوى السياسية وتحميلها مسؤولية مايجري، وبينما تصبح هذه الظاهرة غالبا عرضة للسخرية والتندر واعتبار الاوساط الشعبية "تبالغ" في ردة فعلها وتحميل الجهات السياسية المسؤولية، الا ان اراء سياسية تؤكد ان الربط بين هذه الحوادث والقوى السياسية امر حقيقي وله مبرر.
امين عام بيارق الخير محمد الخالدي، قال اليوم الاربعاء (27 ايلول 2023)، إن النفوذ السياسي وراء اعنف حوادث الحرائق في العراق، وذلك من خلال المشاريع التجارية المختلفة التي لايقوى احد على اقامتها دون شروط سلامة الا النفوذ السياسي.
وقال الخالدي في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "سطوة ونفوذ قوى سياسية متعددة ومن يجري في فلكها وثراءهم الغير طبيعي دفعتهم الى انشاء مولات ومجمعات تجارية وحتى قاعات ومعامل وورش لكنها بدون اي معايير للسلامة العامة رغم ان من اولويات اعطاء الاذن بممارسة العمل في اي مجمع هي تطبيقه لتلك المعايير".
واضاف، ان "حريق قاعة الاعراس في الحمدانية وعبارة الموصل وغيرها تفتح الابواب امام من اعطى الاذن لتلك الانشطة ولماذا تمارس العمل رغم فقدانها ابسط شروط الامان والسلامة"، لافتا الى ان "النفوذ السياسي هو المتهم الاول وراء اعنف حرائق العراق ومآسيه منذ سنوات".
مقابر للاحياء
اما المختص في ملف شروط السلامة محمد الشمري فقد شدد في حديث لـ"بغداد اليوم"، على ان "اي مكان يشهد تجمهرا للأهالي سواء مول او قاعة لا بد ان تكون مستوى اجراءات السلامة في اعلى المستويات لتفادي اي مخاطر تؤدي الى كوارث".
واضاف، انه ومن خلال تجربته فإن "50% من القاعات تنعدم بها اسطوانات الاطفاء او على الاقل سلاسل الطوارئ او ممرات اخرى لخروج المدنيين، كأنها مقابر للاحياء في حالة حدوث اي طارئ ومنها الحرائق"، مؤكدا بأن "الدفاع المدني يعمل بنشاط لكن يجب تطبيق القوانين التي تصل الى الاغلاق الفوري في حال عدم تطبيق اي معايير للسلامة".
واشار الى ان "قاعة الاعراس في الحمدانية هي رسالة للدولة بان هناك فوضى تحصل يدفع ثمنها الابرياء"، مشدداً على "ضرورة اعادة النظر في ملف القاعات والمولات والمجمعات التجارية وحتى العمارات التي تنجز من قبل القطاع الخاص".
وفي وقت سابق، ذكر مدير اعلام الدفاع المدني العميد جودت عبد الرحمن في بيان ان “حادث حريق الحمدانية حصل قبل منتصف ليلة امس في قاعة الاعراس التي تتكون غالبيتها من السندويچ بنل والكوبون و نتيجة سرعة الحرائق في هذه المواد فان الحريق قد نشب بشكل سريع”.
واضاف “وبسبب ضعف اجراءات السلامة المتخذة من قبل صاحب القاعة ومخالفتهم لقانون الدفاع المدني رقم ٤٤ لسنة ٢٠١٣ وسرعة اشتعال المواد الموجودة داخل القاعة والتزاحم الذي حصل فقد ادى الى اصابة عدد كبير وسقوط عدد كبير من الضحايا”.
واشار الى ان “البناية مخالفة لقانون الدفاع المدني ولم تكون قادرة على استيعاب هذا الحجم من الاعداد فضلا عن الخطأ الذي حصل من الضيوف او السؤال هو كيف سمح لهم صاحب القاعة باستخدام الشعالات النارية في الداخل التي هي كانت السبب الاول لحادث الحريق والتي سيتم اثبات هذا السبب من قبل خبراء الادلة الجنائية”.
المصدر: بغداد اليوم