آخر الأخبار
الإطار يقطع الطريق: لن نقبل أي محاولات لتغيير الواقع السياسي في العراق بعد معركة "العصائب الحمراء".. الغموض يحيط بمصير ماهر الأسد الكشف عن تفاصيل الساعات الأخيرة لهروب المسؤولين في النظام السوري "العراق ضمن خارطة التغيير".. مختص: قرارات دولية مرتقبة ستتخذ قبل قدوم ترامب الكونغرس الأمريكي يبلغ "أبل" و"غوغل" بإزالة "تيك توك" نهائيا الشهر المقبل

الزحف من محافظتين جنوبيتين.. كربلاء تعاني "الهجرة العشوائية": تعداد السكان زاد والأموال لا تكفي

محليات | 26-08-2023, 10:32 |

+A -A

بغداد اليوم - كربلاء

دعا نائب عن محافظة كربلاء، اليوم السبت (26 آب 2023)، إلى صرف أموالها للمشاريع الخدمية ومراعاة التسلسل الفني بتنفيذها، وفي حين إنتقد الهجرة غير المنظمة للمحافظة ووصفها بالعشوائية، طالب بإعتماد إحصاء جديد لسكانها

وقال عضو مجلس النواب عن محافظة كربلاء، جواد اليساري، لـ"بغداد اليوم"، إنه "ينبغي أن تصرف أموال الموازنات في المحافظات بحسب التوزيع السكاني ما بين مراكزها وأقضيتها ونواحيها، وأن تشمل جميع القطاعات الخدمية والصحية وغيرها"، مشيراً إلى أن "هناك مشاريع تظهر سريعاً للعيان مثل الطرق، واُخرى تتأخر في الإنجاز ليلمسها المواطن، من بينها مشاريع البنى التحية التي تتطلب أموالا كبيرة ووقت".

وشدد اليساري، إنه "يشترط في تنفيذ مشاريع الطرق أن يسبقه إنجاز البنى التحتية لتلافي تعرضها للتلف جرّاء أعمال الحفريات والإعادة من أجل مد خطوط البنى التحتية"، مردفاً، أن "في كربلاء بعض المناطق، لا سيما الأقضية والنواحي، محرومة منذ سنوات طويلة من المشاريع الخدمية، وقد بدأت تظهر فيها الخدمات مؤخراً وإن كانت ليست بالمستوى العالي"

وإنتقد عضو مجلس النواب، عدم تنظيم الهجرة إلى كربلاء ووصفها بأنها "عشوائية وغير مقبولة خلال العشرين عاما الأخيرة، وتسببت بزيادة الحاجة إلى الخدمات بمختلف القطاعات، وإن إستمرارها ـ الهجرة ـ بهذا الشكل بات يؤثر سلباً على الخدمات التي تقدم للمواطن". 

3 مليون مواطن أم مليون و300 ؟  

وإستطرد النائب، أن "تعداد السكان في كربلاء وصل إلى ما يقارب ثلاثة مليون مواطن في حين أن إحصائها وفق إعتماد الحكومة المركزية مليون و300 ألف فرد، وإن التخصيص المالي للمحافظة لا يتناسب مع عديد سكانها"، مطالبا البرلمان والحكومة المركزية بـ"إنصاف كربلاء بالتخصيصات المالية مستقبلا، وإحتساب إستحقاقها وفق إحصاء جديد وعدم الإعتماد على أرقام قديمة".

هجرة من ميسان وذي قار

وتشكو الحكومة المحلية في كربلاء بين فترة وأخرى من كثرة أعداد العوائل المهاجرة من محافظتي ميسان وذي قار، صوب كربلاء، والتي تؤكد أن تلك العوائل استوطنت في نحو 1500 فدان.

قائممقام كربلاء حسين المنكوشي، قال في تصريح صحفي لإحدى وسائل الإعلام المحلية، وتابعته "بغداد اليوم، إن "محافظة كربلاء تواجه اليوم هجرة داخلية من محافظات الجنوب، بعد شح المياه وتراجع الزراعة"، مبينا أن "محافظة كربلاء باتت تشكل ملاذا لجميع المحافظات الجنوبية".

وأوضح المنكوشي أن "هناك مناطق كبيرة على مساحة نحو 450 دونما سكنها أهالي العمارة، ومناطق أخرى في الفريحة وتوابعها تبلغ مساحتها نحو الف دونم سكنها أهالي الناصرية".

مشكلة اجتماعية قديمة

ويشكل تاريخ الهجرة من الريف إلى المدينة في العراق، خاصة الهجرة من الجنوب، مشكلة اجتماعية قديمة نشأت في بداية الأربعينيات من القرن الماضي، ولم تنته حتى الوقت الحاضر، بسبب تجاهل الحكومات المتعاقبة لها ولأسبابها وعدم إيجاد الحلول المناسبة لإيقافها أو الحد منها على الأقل.

التدهور البيئي على مدى السنوات العشر الماضية، أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بالقطاع الزراعي في العراق، وأدى تفاقم ندرة المياه ونوعيتها الى عدم قدرة القطاع على توفير سبل العيش الكافية والمستدامة، لاسيما في المناطق الريفية، إذ كان القطاع الزراعي لفترات طويلة مصدر العمل الرئيس للقوى العاملة.

ولم تسهم الإجراءات الحكومية، وفق ما يرى مراقبون، في معالجة أزمة الفقر التي تتزايد في البلاد، جراء استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية المرتبط بخفض قيمة الدينار، إضافة إلى عدم تعويض الفقراء بالمكافآت أو رواتب الرعاية الاجتماعية.

 وفي تقرير سابق لوزارة التخطيط ، ذكرت أن "تداعيات فيروس كورونا، تسببت بإضافة 1.4 مليون عراقي جديد إلى إجمالي أعداد الفقراء"، مشيرة إلى أن "عدد الفقراء بموجب هذا الارتفاع، بلغ 11 مليونا و400 ألف فرد، بعدما كان قبل الأزمة حوالي 10 ملايين فرد، كما أن نسبة الفقر ارتفعت إلى 31.7 في المائة، والتي كانت 20 في المائة في عام 2018.

وتضاعف معدل الفقر في العراق في العام 2020، حيث بات 40 في المئة من السكان البالغ عددهم أكثر من 40 مليونا، يعتبرون فقراء، وفق البنك الدولي.