الأمم المتحدة: نصف سكان السودان بحاجة للمساعدات والحماية
عربي ودولي | 17-05-2023, 17:32 |
بغداد اليوم - متابعة
قالت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إن أكثر من نصف سكان السودان بحاجة الآن للمساعدات والحماية في وقت يبحث فيه المدنيون عن ملجأ لهم من الضربات الجوية والاشتباكات المتفرقة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في منطقة الخرطوم.
وقال سكان إن الكهرباء انقطعت، وثمة نقص شديد في إمدادات الغذاء ومياه الشرب شحيحة بسبب صراع الطرفين على السلطة والذي دخل شهره الثاني رغم جهود الوساطة الدولية.
وفي جنيف، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لـ"رويترز"، تابعتها (بغداد اليوم)، أن "25 مليون شخص بحاجة للمساعدة وهو أعلى عدد تسجله المنظمة الدولية في السودان. وقبل الصراع، كان الرقم نحو 15 مليونا. وناشدت المنظمة تقديم مساعدات بقيمة 2.6 مليار دولار".
وقال سكان إنهم سمعوا دوي مدافع مضادة للطائرات وأزيز طائرات مسيرة يوم الأربعاء في العاصمة، في إشارة إلى أن الصراع مستمر بلا هوادة بين الطرفين.
وقال عباس السيد (27 عاما) متحدثا لرويترز عبر الهاتف من مدينة بحري المتاخمة للعاصمة إنهم تنقلوا من مكان إلى آخر في الأيام الماضية.
وأضاف أنهم يعانون من انقطاع الكهرباء والمياه بشكل كامل. وقال إنه لم يعد بوسعهم الحصول على الخبز الذي اعتادوا الحصول عليه في الأيام الأولى من الحرب.
ويعتمد الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان على الضربات الجوية والقصف لطرد مقاتلي الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، الشهير أيضا باسم حميدتي، من المناطق السكنية التي يتمركزون بها في الخرطوم.
وأدى القتال الدائر في أنحاء السودان إلى نزوح نحو مليون شخص من بينهم 220 ألفا فروا إلى دول مجاورة.
ولم تثمر المحادثات التي تجري بوساطة الولايات المتحدة والسعودية في جدة حتى الآن عن إعلان وقف لإطلاق النار.
واتفق الجانبان الأسبوع الماضي على إعلان مبادئ ينص على توفير الحماية للمدنيين وتسهيل وصول المساعدات، لكن آليات إقامة ممرات إنسانية والاتفاق على هدنة ما زالا قيد المناقشة. ولم تنجح العديد من إعلانات وقف إطلاق النار التي وافق عليها الطرفان في وضع حد للقتال.
ومن المرجح أن يتطرق جدول أعمال القمة العربية التي تستضيفها السعودية يوم الجمعة إلى الصراع. ومن المتوقع أن يمثل السودان في القمة دفع الله الحاج المبعوث الخاص للبرهان الذي سيبقى في السودان. ويشغل البرهان رئيس مجلس السيادة الحاكم.
وقال سعد الدين يوسف (45 عاما) من أم درمان "نعيش في ظروف صعبة، اشتباكات وقصف طيران بصورة يومية مع انقطاع الكهرباء. لا نشعر بالأمان ونحن في حالة خوف وقوات الدعم السريع تنتشر علي الأرض من حولنا والطيران يقوم بقصفهم باستمرار داخل المنطقة".
"كل شيء ينفد"
استمرت الضربات الجوية في الخرطوم حتى مساء يوم الثلاثاء. وقال شهود إن الوضع كان هادئا نسبيا صباح يوم الأربعاء مع وقوع اشتباكات متفرقة في بعض الأحياء.
وقال راميش راجا سنجام رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف إن المناشدة التي أطلقتها المنظمة الدولية لجمع ما يقرب من 2.6 مليار دولار لتمويل العمليات في الفترة من مايو أيار حتى أكتوبر تشرين الأول هي الأكبر على الإطلاق لصالح السودان.
كما قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها تسعى للحصول على 472 مليون دولار لمساعدة أكثر من مليون شخص على مدى الأشهر الستة المقبلة.
ومع عدم قدرة وكالات الإغاثة على الوصول إلى العاصمة، فإن توزيع المساعدات الطبية والغذاء والوقود في منطقة الخرطوم أصبح على كاهل لجان المقاومة التي قادت الاحتجاجات على الجيش على مدى السنوات الماضية.
وفي بيان مسجل عُرض خلال النداء الذي وجهته الأمم المتحدة، قال محمد العبيد أحد المنظمين في أم درمان "لم نتلق أي مساعدات إنسانية من المنظمات غير الحكومية محليا أو دوليا. ما يمكننا رؤيته هنا هو أن الوضع سيزداد سوءا بسبب نفاد الإمدادات الطبية والغذائية، كل شيء ينفد".
وتولى البرهان وحميدتي أعلى منصبين في مجلس السيادة الحاكم بعد الإطاحة بعمر البشير عام 2019 في انتفاضة شعبية. ثم نفذا انقلابا بعد ذلك بعامين مع اقتراب موعد نهائي لتسليم رئاسة مجلس السيادة لشخصية مدنية، وشرع كل منهما في تعبئة قواته بعد ذلك.
واندلع الصراع بعد خلافات حول خطط لدمج قوات الدعم السريع في الجيش والتسلسل القيادي في المستقبل في إطار اتفاق مدعوم دوليا للانتقال السياسي نحو الحكم المدني وإجراء انتخابات.