جنوب إفريقيا تدير ظهرها لأمريكا وتتفق مع روسيا
عربي ودولي | 12-05-2023, 20:55 |
بغداد اليوم- متابعة
بعد اتهام الولايات المتحدة جنوب إفريقيا بشحن أسلحة سرا إلى روسيا، أعلن الكرملين أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، اتفقا، الجمعة، على "توطيد العلاقات بين بلديهما".
وجاء في بيان للكرملين عقب محادثة هاتفية بين الرئيسين، أن بوتين ورامافوزا "أعربا عن نيتيهما توطيد العلاقات، لما فيه المصلحة المشتركة في عدة مجالات".
وبحسب موسكو، تمت المحادثة الهاتفية "بمبادرة من الجانب الجنوب إفريقي".
اتهام أميركي ورد جنوب إفريقي حازم
يأتي هذا اللقاء في خضم التوتر الذي تشهده العلاقة بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا، حيث استدعت الأخيرة السفير الأميركي إلى اجتماع في وزارة الخارجية، الجمعة، بسبب الاتهامات التي وجهها قبل يوم، بأن البلاد "قدمت أسلحة وذخيرة لروسيا خلال حربها في أوكرانيا".
وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا (وزارة الخارجية)، قالت إنه "وسط التداعيات الدبلوماسية بشأن مزاعم الولايات المتحدة، ستتحدث وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور أيضا إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن".
السفير الأميركي لدى جنوب إفريقيا روبن بريغيتي، كان قد قال الخميس إن "جنوب إفريقيا حملت أسلحة وذخيرة على متن سفينة روسية خاضعة للعقوبات في قاعدة سيمون تاون البحرية بالقرب من مدينة كيب تاون، في ديسمبر من العام الماضي".
بريغيتي أضاف أن الأسلحة "تم نقلها بعد ذلك إلى روسيا"، مستطردا: "نحن (الولايات المتحدة) واثقون من أنه تم تحميل أسلحة في تلك السفينة، وسأراهن بحياتي على دقة هذا التأكيد".
كما وصف "تسليح" جنوب إفريقيا لروسيا بأنه "غير مقبول بديهيا"، وفق ما ذكرت "أسوشييتد برس".
المتحدث باسم وزارة الخارجية كلايسون مونييلا، قال إن جنوب افريقيا ستتخذ "إجراء" ضد بريجيتي بسبب مزاعمه، وهو مصطلح دبلوماسي يشير إلى شكوى رسمية.
كما قال مونييلا في تغريدة له على "تويتر" إن جنوب إفريقيا "تقدر العلاقات التي تربطنا بالولايات المتحدة. إنها ودية وقوية ومفيدة للطرفين".
تحقيق جنوب إفريقي
وبعد تصريحات بريغيتي، أكد رامافوزا أن "التحقيق جار في زيارة سفينة الشحن الروسية (ليدي آر) في ديسمبر"، مشيرا إلى أن "التحقيق بدأ قبل إعلان بريغيتي عن اتهامه"، وأنه "سيستخدم أي دليل بحوزة مسؤولي المخابرات الأميركية بشأن الأسلحة المزعومة".
لكن مكتبه قال في بيان إنه "لا يوجد دليل" حاليا على تحميل أسلحة على متن السفينة في جنوب إفريقيا.
وأوضحت وزارة الخارجية في بيان، الجمعة، أنه "لا يوجد سجل لبيع أسلحة تمت الموافقة عليها من قبل الدولة لروسيا، فيما يتعلق بالفترة أو الحادث المعني".
وكالة "أسوشيتد برس" قالت بدورها إنها تحققت بشكل مستقل من أن "ليدي آر" زارت القاعدة البحرية لجنوب إفريقيا، في الفترة من 6 إلى 8 ديسمبر، كما زعم بريغيتي.
وأظهرت مراجعة للسجلات من قبل الوكالة أيضا، أن "ليدي آر" مرتبطة بشركة تم فرض عقوبات عليها من قبل الولايات المتحدة، لنقل أسلحة للحكومة الروسية ومساعدتها في مجهودها الحربي.
أثار موقف جنوب إفريقيا من الحرب على أوكرانيا، قلق الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى، منذ امتناع أكثر الدول الإفريقية تقدما عن التصويت العام الماضي في تصويت للأمم المتحدة يدين الهجوم الروسي.
جنوب إفريقيا صرحت أنها "ستتخذ موقفا محايدا بشأن الحرب، وبدلا من ذلك تدعو إلى حل دبلوماسي وإنهاء القتال".
مراقبون اعتبروا أن جنوب إفريقيا "انحازت بشكل فعال إلى روسيا، بعد أن استضافت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لإجراء محادثات في يناير، وسمحت للسفن الحربية الروسية والصينية باستخدام مياهها في مناورات بحرية مشتركة قبالة ساحلها الشرقي في فبراير".
تزامنت تلك التدريبات مع الذكرى السنوية الأولى للحملة العسكرية الروسية على أوكرانيا.