آخر الأخبار
استذكارا لشهداء الزيتون.. ذي قار تعطل الدوام الرسمي غدا الخميس ضوء أخضر من بغداد للتحرك.. 7 ملفات "تحت المجهر" تحمل شبهات فساد مالي واداري بديالى - عاجل المشهداني والنجيفي يبحثان قانون العفو العام وتفعيل مجلس الاتحاد وقف إطلاق النار.. موقف عراقي وترحيب إيراني والجيش اللبناني يدعو المواطنين للتريث إيران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

تركيا تكشف التفاصيل المتعلقة بمقتل زعيم تنظيم داعش أبو الحسين القرشي

عربي ودولي | 2-05-2023, 19:17 |

+A -A

بغداد اليوم -  متابعة

كشفت تركيا، اليوم الثلاثاء، التفاصيل المتعلقة بمقتل زعيم تنظيم داعش، أبو الحسين القرشي، التي استمرت 6 أشهر، لافتة إلى أنه فجّر سترة انتحارية بعدما رفض الاستسلام، خلال مداهمة للقوات الخاصة التركية شمال غربي سوريا، السبت.

 

وأبو الحسين القرشي ثالث زعيم لتنظيم داعش يُقتل بتفجير سترة ناسفة خلال مداهمة منذ عام 2019. وأصبح التنظيم، الذي كان ذات يوم يحكم ملايين الأشخاص خلال سيطرته على ثلث أراضي العراق وسوريا، يعمل في الخفاء.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد قال الأحد إنه "تم تحييد" القرشي في إطار عملية للمخابرات، فيما رفضت الأخيرة التعليق على هذا التقرير.

مسؤول أمني تركي كبير كشف تفاصيل المداهمة، والظروف التي أحاطت بمقتل القرشي، قائلا إن "المداهمة استمرت 4 ساعات، وقادتها المخابرات الوطنية التركية".

"القوات الخاصة اقتحمت سياجا خارجيا وبابا خلفيا وجدران مخبأه في مبنى من طابقين، بالقرب من بلدة جنديرس"، وفق المصدر.

مصدران أمنيان سوريان قالا إن "فصائل مسلحة سورية مدعومة من تركيا، طوقت المنطقة خلال مداهمة المبنى من جانب القوات الخاصة التركية، التي قال مصدر في وقت سابق إنها دخلت سوريا بسيارات مدرعة"، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.

أظهرت صور للموقع قدمها المسؤول الأمني، مبنى له سقف أحمر تهدمت معظم جدران طابقه الأرضي.

تناثرت قطع حطام من المعدن وقوالب البناء في فناء يضم نافورة صغيرة، وفي حقل مجاور مزروع بأشجار الزيتون.

المسؤول أوضح أن المخابرات التي كانت "تراقب القرشي منذ فترة طويلة، نفذت العملية السرية بعد التأكد من أنه سيترك الموقع قريبا".

القرشي فجر سترته الانتحارية عندما أدرك أنه سيتم القبض عليه، خاصة بعد أن طلبت منه القوات الخاصة الاستسلام، حسب المصدر.

ومثل سلفه في زعامة التنظيم، لم يوجه القرشي أي كلمة علنية، مما يشير إلى مدى تراجع نفوذ التنظيم مقارنة بوضعه عندما صعد الزعيم الأسبق له، أبو بكر البغدادي، على المنبر في مسجد مكتظ في العراق عام 2014، لإعلان نفسه "خليفة". 

القرشي هو أحدث قيادات داعش الذين ألقي القبض عليهم أو قتلوا شمال غربي سوريا، وهي منطقة صغيرة تسيطر عليها قوات متصارعة، من بينها جماعات مسلحة متشددة وفصائل مدعومة من تركيا.

هذه المنطقة أصبحت أهم ملاذ آمن لداعش في الشرق الأوسط، بعد هزيمته في العراق عام 2017 وفي سوريا عام 2019، ويتسلل عناصره عبر الحدود العراقية السورية التي يبلغ طولها 600 كيلومتر.

الباحث نوار شعبان من مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، قال: "هناك الكثير من الخلايا النائمة في هذه المناطق التي يمكن أن تسهل دخول المزيد من زعماء داعش إليها، إلى جانب الكثير من نقاط التفتيش التي يمكن اجتيازها بسهولة مقابل المال".

من جانبه، قال مسؤول مخابرات عراقي: "الملاذ الآمن الوحيد لقادة داعش البارزين هو سوريا، وبالتحديد المناطق المحاذية لتركيا".

 

لعب التعاون الاستخباراتي العراقي مع تركيا دورا كبيرا في العمليات الأخيرة التي استهدفت كبار قيادات التنظيم، وفقا للمسؤول ولمسؤول مخابرات عراقي آخر يتابع أنشطة كبار زعماء داعش في العراق وسوريا وتركيا.

ساعد التعاون تركيا في تحديد مكان القرشي في سوريا بشكل تقريبي.

مسؤولان عراقيان قالا إن تركيا "سهلت دخول عناصر أمنية عراقية إلى شمال غربي سوريا، واستدرجت القيادي السابق في داعش خالد الجبوري من تركيا إلى سوريا، حيث قُتل في غارة أميركية بطائرة مسيرة الشهر الماضي.

المصادر أوضحت أن مجموعات مسلحة مدعومة من تركيا ألقت القبض، أثناء عملية الشهر الماضي، على عنصرين من التنظيم كانا متمركزين في عفرين وفي قرية بالقرب من جنديرس، ويحاولان توصيل رسالة من القرشي إلى الجبوري.

أحد المصادر قال: "لقد كان ذلك علامة تحذير بأن القرشي على الأغلب كان يختبئ في تلك المنطقة".

ذكر المصدر أن "الولايات المتحدة ساعدت أيضا عبر توفير معلومات استخباراتية حصلت عليها باستخدام أنظمة متقدمة، تمكنت من اعتراض اتصالات لداعش في سوريا".

ما بعد "القرشي"

بعد رحيل القرشي، يتوقع محللون أن يعلن داعش في نهاية المطاف عن زعيم جديد.

سيصبح هذا هو الزعيم الرابع خلال 4 سنوات للتنظيم، الذي تراجعت عملياته بشكل كبير في المناطق التي يوجد بها، وعلى رأسها منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

رجح المسؤولان في المخابرات العراقية أن يكون الزعيم الجديد عراقيا مثل من سبقوه، لكن لم يتبق سوى عدد قليل من "القادة" المؤهلين لتولي الزعامة، 3 منهم معروفون للمخابرات العراقية.

لم يؤكد داعش مقتل زعيمه، أو يصدر تعليقا بهذا الشأن.

يواصل مسلحو التنظيم شن هجمات، وقال تقرير للأمم المتحدة نُشر في فبراير، إن عدد أعضاء وأنصار التنظيم يقدر بما بين 5 آلاف و7 آلاف منتشرين في سوريا والعراق، نصفهم تقريبا مسلحون.