آخر الأخبار
إيران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان النفط العراقي يعاود الانخفاض في ثالث أيام التداول "الانجماد" يصيب العراق من الليلة.. وسحب المطر تغطي الوسط والشمال حادثة الجسر المنهار.. محافظ ميسان يوجه باستنفار الغواصين من 4 محافظات وقف إطلاق النار في لبنان يبدأ الساعة العاشرة من صباح الأربعاء

نهب واختطاف واغتصاب.. الوجه القبيح لمعارك السودان

عربي ودولي | 19-04-2023, 20:12 |

+A -A

بغداد اليوم- متابعة

قالت منظمات صحية، وشهود عيان، إن منشآت طبية تعرضت للقصف، ووقعت اعتداءات على عمال إغاثة، بينها حادثة اغتصاب، بالتزامن مع تصاعد حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الردع السريع.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية عن مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود في السودان عبد الله حسين إن نصف المستشفيات في الخرطوم "عاطلة عن العمل" نتيجة القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

وأضاف حسين أن "المعلومات المتوفرة لدينا في الخرطوم تشير إلى أن 50 في المئة من المستشفيات توقفت عن العمل في أول 72 ساعة".

وتابع أن هذا حصل "لأن الموظفين لم يشعروا بالأمان للذهاب إلى هناك أو أن المستشفيات نفسها تعرضت للقصف".

وأكد حسين أن "معظم برامج منظمة أطباء بلا حدود في جميع أنحاء السودان قد تم تعليقها وأن المستشفيات القليلة التي تواصل العمل مملوءة بالجرحى من المدنيين"، لافتا إلى أن مستشفى الفاشر بدارفور استقبل 183 جريحا من المدنيين في أول 72 ساعة من الاضطرابات".

وتابع حسين أن "منظمة أطباء بلا حدود تكافح من أجل إيصال المزيد من الموظفين والإمدادات إلى المستشفيات، في حين أن الموظفين الذين كانوا في العمل منذ بدء القتال مرهقون وغير قادرين على العودة إلى ديارهم".

واقتحم مسلحون منازل أشخاص عاملين في الأمم المتحدة ومنظمات دولية الأخرى في وسط الخرطوم، وفقا لتقارير وردت في وثيقة داخلية للأمم المتحدة اطلعت عليها شبكة "سي إن إن".

وبحسب الوثيقة ففقد اعتدى المسلحون جنسيا على نساء، وسرقوا متعلقات منها سيارات. كما تم الإبلاغ عن حادثة اغتصاب واحدة.

وجاء في التقرير أن هؤلاء المسلحين، "يقال إنهم من قوات الدعم السريع، وكانوا يدخلون مساكن المغتربين ويفصلون الرجال عن النساء ويأخذونهن بعيدا".

وتقول "سي إن إن" إنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من الهجمات المزعومة، مشيرة إلى قوات الدعم السريع نفت هذه المزاعم، وألقت باللوم على القوات المسلحة السودانية، في ارتكاب الجرائم من خلال ارتداء زي قوات الدعم السريع. 

بالمقابل نفت القوات المسلحة السودانية ضلوعها في الانتهاكات، وجددت اتهاماتها لقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وفي حادثتين منفصلتين ورد ذكرهما في الوثيقة، تم اختطاف رجلين نيجيريان يعملان في منظمة دولية، ثم أطلق سراحهما فيما بعد.

كذلك استهدف مبنى يضم مكتبا للأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وسقطت قذيفة صاروخية على منزل أحد موظفي الأمم المتحدة المحليين في الخرطوم.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية يوم الأربعاء إن مسلحين "سرقوا كل شيء بما في ذلك المركبات والمعدات المكتبية" في مجمعها بمدينة نيالا جنوب دارفور.

وأضافت المنظمة على حسابها الرسمي في تويتر: "تم مداهمة مستودعنا - الذي يحتوي على الإمدادات الطبية الحيوية.. نطلب مرة أخرى احترام حماية المنظمات الإنسانية ومبانيها.. أولويتنا الآن هي ضمان سلامة موظفينا".

وسط القتال العنيف الدائر في بعض أنحاء السودان، تعالج فرقنا الجرحى في شمال دارفور، ولكن الإمدادات في مستشفانا بدأت بالنفاد.

وكان مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارتن غريفيث قال، الثلاثاء، إن استهداف موظفي المساعدات الإغاثية والمنشآت الخاصة بعمليات الإغاثة في السودان لا يزال مستمرا.

وأضاف في منشور على تويتر أن الأمم المتحدة تتلقى تقارير عن تعرض موظفي الإغاثة لهجمات، واعتداءات جنسية.

وشدد أن "هذا غير مقبول ويجب أن يتوقف"، مضيفا أن مكتب الأمم المتحدة للمساعدات في جنوب دارفور تعرض للنهب، الاثنين.

ومن بين الحوادث الأخرى التي وقعت في الأيام الأخيرة تعرض قافلة دبلوماسية أميركية لإطلاق نار، وتعرض سفير الاتحاد الأوروبي في السودان للاعتداء في مقر إقامته بالخرطوم، ومقتل ثلاثة عمال من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في اشتباكات.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فقد قتل ما لا يقل عن 270 شخصا وأصيب أكثر من 2600 منذ الاشتباكات التي اندلعت السبت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

والثلاثاء أكد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن أن العمليات العسكرية تعرض الشعب السوداني والدبلوماسيين، بما في ذلك الموظفين الأميركيين وعمال الإغاثة الإنسانية، للخطر على نحو متهور.

وأعرب بلينكن عن مخاوفه "بشأن البيئة الأمنية الشاملة لأنها تؤثر على المدنيين، كما تؤثر على الدبلوماسيين، وكذلك تؤثر على عمال الإغاثة".

وأشار إلى أن "برنامج الأغذية العالمي اضطر إلى تعليق عملياته، فضلا عن مقتل ثلاثة من أفراد فريقه"، مشددا أن "من المحتمل أن يكون لذلك عواقب وخيمة على الشعب السوداني، والذي هو في أمس الحاجة إلى المساعدة التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي".

وأغلقت الشركات والمدارس أبوابها في العاصمة منذ بدء القتال، ووردت أنباء على نطاق واسع عن أعمال نهب واعتداء وتكونت طوابير طويلة أمام المخابز التي لا تزال تعمل.

واندلع القتال الذي يضع قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في مواجهة مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، بعد توترات بسبب خطة لدمج قوات الدعم السريع في الجيش النظامي.

ويرأس البرهان مجلس السيادة الحاكم الذي تشكل بعد انقلاب عام 2021 والإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019. 

ويشغل دقلو، المشهور باسم حميدتي، منصب نائب رئيس المجلس.