بغداد اليوم -  متابعات

قالت منظمة “بيتا” الأمريكية لحقوق الحيوانات، اليوم الخميس، إنها رصدت تعاملًا عنيفًا وغير محتمل مع حيوانات الجمال في سوق “برقاش للإبل” بمحافظة الجيزة المصرية، واصفة ما يجري فيه بـ”الفوضوية المسعورة والمخيفة”.

و”بيتا” منظمة غير ربحية تهدف إلى حماية الحيوانات، ولديها 389 موظف وتزعم أن لديها أكثر من 5 ملايين من المؤيدين والأعضاء، وهي أكبر مجموعة لحماية حقوق الحيوانات في العالم.

ونشرت المنظمة مشاهد تعذيب واعتداءات شنيعة تتعرض لها جمال بسوق برقاش بمحافظة الجيزة في مصر، وتابعتها (بغداد اليوم).

ووثقت المشاهد التي نشرتها المنظمة غير الربحية تعريض الجمال لأشكال مختلفة من العنف والإيذاء باستخدام عصي وسياط، بالإضافة إلى انتهاكات واعتداءات أخرى خلال نقلها من وإلى السوق.

وقالت المنظمة في تقرير لها إن التجار في السوق يحملون العصي ويضربون الحيوانات بشكل روتيني أثناء شرائها وبيعها أو المقايضة عليها وسط ازدحام الشاحنات حتى تُصاب بجروح دموية. 

فيما تكون أرجلها مقيدة ولا يمكنها التحرك بحرية. وأضافت أن أحد الجمال تم تقييده في مؤخرة شاحنة وجره في الشارع، ولم يتدخل أحد.

وينتهي المطاف بالعديد من الجمال التي تم شراؤها في أهم المواقع التاريخية في مصر، مثل الهرم الأكبر بالجيزة وموقع الدفن القديم في سقارة، حيث يتم استخدامها ليركب عليها السياح.

وأشارت المنظمة إلى أنه حتى بعد نهاية “سنوات العبودية” لا تنتهي معاناة هذه الحيوانات، حيث يتم إعادتها إلى نفس السوق وإرسالها لمجازر لذبحها وبيع لحمها.

ووصف التقرير مشهداً لأحد الجمال الذي كان مقيداً فيما بدا بعض الرجال والأولاد ويهم يجلسون بشكل عرضي على ظهره، وهم يحتسون الشاي الحلو كما لو كانوا يتكئون على سيارة.

شاحنة تسحب جملا من ساقه

ونظرًا للتقارير المتعلقة بسوء معاملة الحيوانات، قال مستشار السفر “لونلي بلانيت” للموقع، إنه لا ينصح بزيارة سوق برقاش للإبل.

وأظهرت لقطات قيام التجار بربط أقدام الجمال لإعاقة حركتها حتى لا تتمكن من الهرب أو حتى التنقل بحرية، كما ظهر في فيديو بثته المنظمة، لقطات لشاحنة تسحب جملا من ساقه.

ولفت التقرير أن اللقطات التي حصلت عليها “بيتا ” وتم نشرها أدت إلى ضبط ثلاثة تجار إبل.

وقام محافظ الجيزة أحمد راشد، بعدها بتركيب كاميرات مراقبة داخل السوق، ووعد بإبلاغ التجار برعاية الحيوانات بشكل صحيح، وتعهد بضمان وجود وحدة بيطرية مجهزة بالكامل في السوق لرعاية الحيوانات المريضة.

ومع ذلك بالنظر إلى أن “بيتا” لا تزال تتلقى لقطات مماثلة من سوء المعاملة في سوق برقاش للإبل ، فمن الواضح أن السلطات تفشل في منع هذه المظاهر.

وأشارت “بيتا” إلى أن سوء معاملة الجمال “ليست جديدة في مصر”، موضحة أنه في عام 2019، أظهرت لقطات فيديو حصلت عليها أيضا، عمالا في نفس السوق يقومون بنفس السلوكات العنيفة تجاه الجمال.

ووفق المصدر فإن السياح الذين لديهم أموال لإنفاقها هم الذين يشجعون هذه المعاملة القاسية. ويدفعون مقابل ركوب الحيوانات بشكل مباشر ونصحت السياح بأن لا تكون هذه الحيوانات جزءًا من نزهتهم الخاصة.

وألقت أجهزة الأمن المصرية، في العام 2019 القبض على 3 تجار في سوق برقاش المخصص لبيع الجمال، وذلك على خلفية تعذيب الجمال في أثناء تحميلها بالأسواق، حيث بدأت الواقعة بالتقاط صور عدّة لجمال تتعرض للتعذيب والضرب بوحشية لدرجة نزف الدماء منها بغزارة، حيث تم تداول تلك الصور على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يتدخل مجلس النواب بطلبات إحاطة للحكومة وبيانات من بعض الجمعيات التي تنادي بحقوق الحيوان، لتضطر الحكومة المصرية للتدخل.

فيما قرّرت النيابة إخلاء سبيل التجار المتهمين بتعذيب الجمال بسوق برقاش، على ذمة القضية.

وناقش مجلس النواب المصري، حينها، طلب إحاطة إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الزراعة ووزير التنمية المحلية، بسبب تكرار حالات العنف وضرب الجمال في سوق برقاش، بصفة يومية، مطالبين بمتابعة تلك الأسواق ومعاقبة المخطئين.

بينما بدأت وزارة الزراعة تنظيم دورات توعية للعاملين بالسوق من أجل حضهم على معاملة الحيوان برفق، كما تم عمل لوحات إرشادية.

ويعد سوق برقاش مزاراً سياحياً يذهب إليه البعض لالتقاط صور للمشاركة بها في المسابقات المختلفة، إلا أن الجمال فور وصولها يبدأ أصحابها في ضربها بشدة لتوجيهها للمكان الذي سيتم وضعها فيه.