بغداد اليوم-بغداد

عاد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى العاصمة بغداد محملًا بعدة نتائج مثمرة من أنقرة في زيارة دامت نحو 48 ساعة، بينها زيادة اطلاقات نهر دجلة في توقيت حرج وثمين بنفس الوقت، حيث يترقب العراق دخول فصل الصيف والحاجة لتطبيق الخطة الزراعية وتحقيق الرية الأخيرة للمحاصيل قبل موعد الحصاد ولاسيما محصول الحنطة.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتخاذ قرار بزيادة كمية المياه لنهر دجلة لمدة شهر إلى العراق، وهي مدة زمنية ستنقذ المحاصيل التي بحاجة إلى ريّة الفطام، بالاضافة إلى إمكانية تعزيز الخزانات والسدود التي وصلت لمراحل حرجة تبلغ 7 مليارات متر مكعب وهو ادنى مستوى مسجل منذ ثلاثينات القرن الماضي.

وعقب أشهر من المناوشات العسكرية في شمال العراق من قبل الجانب التركي، تضمن لقاء اردوغان والسوداني التأكيد على العلاقات الثنائية بين تركيا والعراق بكل جوانبها، والاصرار على محاربة المنظمات الإرهابية وأهمية هذا الأمر بالنسبة للعراق.

ووصف السوداني المحادثات بأنها مثمرة وجادة وواسعة ومعمقة"، مؤكدا التركيز على "المجال الاقتصادي ووضعنا أساسا مفاده تعزيز التعاون مع الأشقاء والجيران بالشكل الذي ينعكس على مجمل العلاقات السياسية والاجتماعية والأمنية بين البلدان".

وتحدث السوداني عن "مشروع طريق التنمية والقناة الجافة، ليس فقط للعراق وتركيا، بل هو لكل المنطقة والعالم، وهو ممر عالمي لنقل الطاقة من دول المنطقة والعراق صوب العالم".

وأردف السوداني: "سيكون هناك خط لسكة الحديد لنقل البضائع، كمرحلة أولى 3 ملايين ونصف المليون طن، ثم لمرحلة متوسطة 7 ملايين ونصف المليون طن، وسيكون هناك مجال لنقل الطاقة، هذا الأمر سيوفر فرصا هائلة لتركيا والعراق، وسيكون هذا الممر مركز استقطاب عالمي"، داعيا "دول المنطقة إلى مؤتمر في بغداد، لمناقشة مشروع نقل الطاقة عبر تركيا".

وأكمل: "وافقنا على منح الصلاحيات للسفير العراقي في أنقرة، والقنصلية في إسطنبول، لمنح التأشيرة بشكل مباشر لرجال الأعمال الأتراك".

من هنا، تمكن السوداني من الحصول على دفعات مائية طارئة من تركيا، ولمعرفة أهمية هذه الدفعة، فأن الاطلاقات المائية في دجلة تبلغ حاليا 200 متر مكعب بالثانية، ومن المؤمل ان يتم رفعها الى 400 متر مكعب بالثانية لمدة شهر، فهذا يعني ان الزيادة ستشكل نحو 520 مليون متر مكعب، اي قرابة نصف مليار متر مكعب، وهو ما سيؤدي إلى رفع الخزين المائي بنحو 7% خلال شهر.

فضلا عن ذلك، تمكن السوداني من عرض "المغريات الاستثمارية" إلى رجال الاعمال الاتراك ليؤسسوا اعمالا ضخمة في البلاد وهو اذا ما تحقق، سيجعل تركيا من اكثر البلدان حرصا على استقرار العراق لضمان ديمومة اعمال شركاتها في العراق، بالاضافة الى حصول العراق على ضوء احضر لتمرير البضائع وكذلك صادراته النفطية او الغازية عبر تركيا الى اوروبا في الوقت الذي يحاول العراق لدخول سوق الطاقة العالمي وحجز مكانه في اوروبا بعد مزاحمة روسيا في اسيا.