آخر الأخبار
هل ستُشمل "مادة إيقاف التعيينات" بتعديل الموازنة؟.. نائب يوضح - عاجل المشهداني: اسعدتنا الانباء من لبنان بوقف اطلاق النار بغداد وجهة إسرائيل الجديدة.. مخاوف عراقية "شعبية وسياسية" من وقف النار في لبنان شارك بعمليات إرهابية ضد القوات الأمنية.. السجن المؤبد بحق "داعشي" في صلاح الدين "بغداد اليوم" تواكب عودة اللبنانيين من العراق الى ديارهم - عاجل

الأزهر يجدد رفضه القاطع لدعوات تكوين كيان عقدي يجمع الديانات السماوية الثلاث في دينٍ واحد

عربي ودولي | 19-03-2023, 20:05 |

+A -A

بغداد اليوم -  متابعات

أعلن الأزهر، السبت 18 مارس/آذار 2023، رفضه القاطع لدعوات تكوين كيان عقدي يجمع الديانات السماوية الثلاث في دينٍ واحد، تحت مسمى الديانة الإبراهيمية، وذلك بعدما أثير جدل واسع في الفترة الماضية حول مشروع بيت العائلة الإبراهيمية في الإمارات، الذي يقوم على بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد.

وأصدر مجمع البحوث الإسلامية، التابع للأزهر، بياناً قال فيه إنه على الداعين لهذا التوجه أن "يبحثوا عن طريق آخر يحققون به مصالحهم، وينفذون به أجنداتهم".

البيان أضاف أن رفض الأزهر القاطع لتلك الدعوات لا يتعارض مع التعاون في المشتركات بين الأديان، موضحاً أن الأزهر يرى أن اختلاف الناس في معتقداتهم وتوجهاتهم سُنة كونية، وفطرة طبيعية، وأن الخالق لو شاء أن يخلقهم على شاكلة واحدة، أو لسان واحد، أو عقيدة واحدة، لخلقهم على هذا النحو.

حرية اختيار المعتقد

وحول حرية المعتقد، أشار البيان إلى أن حرية اختيار المعتقد لا تمنع التواصل الإنساني مع أتباع الديانات الأخرى، والتعاون معهم على البر والتقوى، وليس على الإثم والعدوان، لأنهم أهل كتب سماوية، والتعامل معهم على أساس العدل والاحترام المتبادل، وهو ما يدعو إليه الإسلام.

ويرى الأزهر أنه لا يجوز الخلط بين احترام عقائد الآخرين والإيمان بها، لأن ذلك الخلط سيؤدي إلى إفساد الأديان، والتعدي على أثمن قيمة كفلها الله للإنسان، وهي حرية المعتقد.

كما نوَّه البيان بأن الدعوة لما يُسمى بالدين الإبراهيمي قد سبق أن أثيرت من قبل، وحسم الأزهر أمرها، وبيَّن خطورتها، وأنها لا تتفق مع أصول أي دين من الأديان السماوية ولا مع فروعه، مطالباً هؤلاء الداعين لمثل هذا التوجه بأن يبحثوا عن طريق آخر يحققون به مصالحهم، وينفّذون به أجنداتهم، بعيداً عن قدسية أديان السماء وحرية الاختيار المرتبطة بها.

الأزهر شدد أيضاً على أنه منفتح على المؤسسات الدينية داخل مصر وخارجها، لكنه انفتاح غايته البحث عن المشتركات الإنسانية بين الأديان السماوية، والتعلق بها لانتشال الإنسانية من أزماتها المعاصرة.

المجمع يخفف اللهجة 

وبعدما أثار هذا البيان تفاعلاً واسعاً، أصدر المجمع التابع للأزهر الشريف بياناً آخر قال فيه: "يؤكد مجمع البحوث الإسلامية أن مبادرات الأخوة الإنسانية، وبناء دُور عبادة مستقلة لغير المسلمين لأداء شعائرهم، مع الحفاظ على هُوية كل دين وخصوصيته واستقلاليته؛ لا يعد دمجاً للأديان، ولا هو من قبيل تلك الدعوات الباطلة المشبوهة، التي استهدفت انصهار الأديان ومزجها في دين واحد، بل هو جائز شرعاً؛ نظراً لما يترتب عليه من مقاصد إنسانية يدعو إليها الدين الإسلامي، بل وتدعو إليها كافة الشرائع السماوية".

 

أضاف البيان: "مشروع بيت العائلة الذي يمثل إحدى مبادرات الأخوة الإنسانية، وهو عبارة عن مسجد مجاور لكنيسة وكنيس، يفصل بين دور العبادة لكل دين على حدة في المبنى والمعنى، كما أن تجاوُر دُور العبادة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية قديم، وموجود في كبرى المدن والعواصم الإسلامية، وليس أمراً مبتدعاً".

ووفق البيان الثاني، أنشأ الأزهر مع الكنائس المصرية من قبل ما يُسمى بـ"بيت العائلة المصرية"، بلجانه المشتركة بكل محافظات مصر، والذي يرأسه شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الأرثوذكسية معاً، وله فروع في كل محافظات مصر، وممثلون، نصفهم من القساوسة ونصفهم من الشيوخ".

البيت الإبراهيمي

مؤخراً، افتتحت دولة الإمارات بيت العائلة الإبراهيمية، وهو مشروع يضم مسجداً وكنيسة وكنيساً، كما يتضمن مركزاً تعليمياً، ويقع في جزيرة السعديات في العاصمة أبوظبي.

ويعود قرار إنشاء المكان إلى عام 2019، بعد قرار رئيس الدولة محمد زايد، تخليداً لذكرى زيارة شيخ الأزهر أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان فرانسيس الثاني إلى أبوظبي.

ورغم موجة حادة من الانتقادات، قال حمد بن خليفة المبارك، رئيس بيت العائلة الإبراهيمية، إن تأسيس البيت الإبراهيمي يأتي ليشكل امتداداً لرؤية السلام والاحترام المتبادل في الإمارات، التي يعيش بها أكثر من جنسية من حول العالم.

وفي الأيام الماضية أعاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فتوى صادرة عن الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية، تتحدث عن مشروع البيت الإبراهيمي.

وفي تلك الفتوى، قالت الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء إنّ من أصول الاعتقاد في الإسلام، المعلومة من الدين بالضرورة، والتي أجمع عليها المسلمون، أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام، وأنه خاتم الأديان، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع، فلم يبقَ على وجه الأرض دين يُتعبّد الله به سوى الإسلام.