آخر الأخبار
القبض على متهم قتل شقيقه في بغداد امريكا "منزعجة" من مقابر غزة الجماعية ومستوطنات الضفة محافظ وعضو مجلس في وقت واحد.. الطعن بعودة التميمي محافظًا لديالى لتصريف الاعمال تشافي يعدل عن قرار الرحيل ويقرر البقاء مع برشلونة البرلمان يستجيب لدعوة الصدر بتشريع قانون "عطلة عيد الغدير"

اتفاق ايران والسعودية.. بغداد تتنفس الصعداء وبوابة لدور عراقي أوسع بالمنطقة

سياسة | 10-03-2023, 22:14 |

+A -A

بغداد اليوم- بغداد

الإعلان المفاجئ عن اتفاق ايران والسعودية على استئناف العلاقات بين البلدين وتبادل السفراء والبعثات الدبلوماسية في غضون شهرين، لاشك أنه "سينعكس إيجاباً على أمن استقرار المنطقة".

وبحسب بيان ثلاثي صادر عن كل من إيران والسعودية والصين التي رعت المحادثات طيلة أربعة أيام ماضية فان البلدين سيعملان على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني وإجراء محادثات بشأن تعزيز العلاقات الثنائية.

وجاء في البيان: "تتضمن الاتفاقية تأكيد الطرفين المعنيين على سيادة كل منهما وعدم التدخل في شؤونه الداخلية" كما أشار البيان الى دور العراق وسلطنة عُمان والامتنان منهما على استضافة جولات الحوار السابقة بين وفدي ايران والسعودية.

واستضافت بغداد خلال العامين الماضيين خمسة جولات من الحوارات المباشرة بين جاريه.

ومع الترحيب الدولي للاتفاق، ذكّر العراق بدوره في "توفير أرضية صلبة" لتحقيق هذا الاتفاق.

وقالت وزارة الخارجية، إن :"المساعي التي بذلتها الحكومةُ العراقيَّة في هذا الإطار عبر إستضافة بغداد لجولات الحوار بين الجانبين وما رسَّخَتهُ من قاعدة رصينة للحوارات ستنعكس على تكامل العلاقات بين الجانبين وتعطي دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة بهدف إطار يحقق تطلُّعات جميع الأطراف وتؤذِن بتدشين مرحلة جديدة".

وتعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الاقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتهمها بـ"التدخل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية، بينما طهران تتهم الرياض بمعاداتها.

وفي أكثر من مناسبة أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن "استقرار العراق مفتاح لأمن المنطقة واستقرارها ودور العراق في تقريب وجهات النظر وخفض التوترات بالمنطقة".

وهنأ السوداني شمخاني في اتصال هاتفي بينهما "بمناسبة التوصل إلى الاتفاق" مؤكداً أن "هذا الاتفاق سيُسهم في زيادة الوئام بين البلدان الإسلامية، بما ينعكس إيجاباً على أمن المنطقة واستقرارها، ويوفر المزيد من فرص التنمية والازدهار".

وعد مراقبون الاتفاق بانه سينعكس إيجاباً على وضع العراق وأنه يعبر عن "مصداق تمتعه بمقومات عديدة تؤهله ليكون جسراً لربط المصالح بما ينعكس إيجاباً على مصالحه".

وأشادوا بحيادية العراق في أزمات المنطقة سابقاً وحالياً وضرورة بقائه على ذلك مستقبلاً بعدم الانضمام إلى سياسة المحاور فيها ومحاولة أداء دور التهدئة والتخفيف من حدة التوتر بالمنطقة.

ويقول عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية، مثنى أمين، أن "الهدوء في المنطقة ينعكس إيجاباً على العراق" مشيرا الى ان "السوداني يُدرك خطورة وقوف بغداد مع محور إقليمي أو دولي ضد أي محور آخر، ولهذا يعمل على جعل العراق متوازنا في علاقاته الإقليمية والدولية".

وأوضح أن "توتر العلاقات بين أي أطراف دولية وإقليمية في المنطقة بالتأكيد ستكون له نتائج سلبية على الوضع العراقي الداخلي، ولهذا فإن من الضروري تهدئة الأوضاع من أجل ضمان عدم تأثر بغداد بتلك الأزمات والخلافات الإقليمية".

ولا يقف طموح العراق عند هذا السقف بل يحاول ان يندفع بقوة في لعب دور مهم وحيوي بالمنطقة وجمع الفرقاء وتوسيع دائرة الاتفاق والتوافق من خلال وساطته ليجمع ايران من جهة والأردن ومصر من جهة أخرى، حيث استضافت بغداد "محادثات ثنائية منفصلة" بين إيران ومصر، وكذلك بين إيران والأردن، وفق تصريحات لوزير الخارجة فؤاد حسين في 30 حزيران الماضي.

ولم ينفِ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وجود مفاوضات مع مصر ترعاها بغداد، لكنه وصفها بـ "مفاوضات غير مباشرة" لاستئناف العلاقات بين طهران والقاهرة في إطار "التعاون بين البلدين وتطوير علاقاتهما بما يخدم مصلحة شعبيهما ودول المنطقة".

وأكد مستشار لرئيس الوزراء السوداني ان الحكومة العراقية "تعمل بجد واصرار وعزيمة على تصفير الأزمات في المنطقة وارساء دعائم الاستقرار المستمر وبناء أعمدة الاقتصاد الحر وفق سياسة معتدلة وعلاقات متزنة لتتحول هذه النقطة من العالم مركز اشعاع ونور بعدما كانت منطلق للحروب والنزاعات ولايكون ذلك بربط مصالحنا الاستراتيجية بعضنا ببعض".

ويرى محللون ان العراق "نجح هذه المرة وقبل إعلان اتفاق اليوم بان يكون وسيطاً بدلاً من نقل الرسائل بين البلدين كما كان ساريا إبان عهد الحكومات السابقة".