آخر الأخبار
كشف مذهل.. مكمل غذائي يقلل العدوانية بنسبة 28% تحذير من استجواب رئيس مجلس محافظة بغداد: سيؤثر على الوضع الخدمي والسياسي ديالى.. منظمة تحذر من كارثة اجتماعية: 10 آلاف يتيم يواجهون خطر "العصابات ومستنقعات الجريمة" نائب إيراني: طهران تستعد لإجراء مفاوضات مع واشنطن حزب بارزاني يكشف آلية تسمية المناصب بكردستان ويوجه رسالة للمعارضة

سلام وديمقراطية

20 عاما بعد صدام حسين.. رئيس الجمهورية يتحدث عن حال العراق "الآن"

سياسة | 27-02-2023, 18:32 |

+A -A

بغداد اليوم- بغداد

بعد ما يقرب من 20 عاما على إطاحة قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، بنظام صدام، يريد رئيس الجمهورية، عبد اللطيف رشيد، من العالم أن يعرف أن العراق يعيش الآن في سلام وديمقراطية، وعازم على إعادة بناء الحياة الاقتصادية، من خلال حكومة تخدم البلد والمنطقة بأكملها.

ويرى رشيد، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، أنه بعد التغلب على صعوبات العقدين الماضيين، أصبحت البلاد أكثر استعدادا على التركيز على تحسين المعيشة اليومية للشعب.

شملت تلك المصاعب سنوات من مقاومة القوات الأجنبية، والعنف الطائفي، وهجمات تنظيم داعش الذي سيطر في السابق على مناطق شاسعة في العراق، كان من بينها مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن البلاد.

وقال رشيد: "السلام والأمن منتشران في جميع أنحاء البلاد، سأكون سعيدا للغاية إذا كنت ستتحدث عن ذلك في تقريرك، بدلا من إعطاء صورة بأن العراق لا يزال منطقة حرب، كما تفعل كثير من وسائل الإعلام". 

ورغم انتهاء القتال الرئيس في العراق، فإن بعض أعمال العنف اندلعت مؤخرا، كان من بينها يوم انتخاب رشيد، الذي تولى السلطة بعد جمود استمر لعام كامل بعد انتخابات أكتوبر تشرين الاول 2021.

وقبيل التصويت لى انتخاب الرئيس، استهدفت تسعة صواريخ البرلمان داخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد.

وعقب انتخاب رشيد، رشح أن يتولى منصب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي شكل حكومة بدعم من ائتلاف إدارة الدولة الذي يمثل الاغلبية البرلمانية، ووعد بتحسين الأمن والخدمات العامة.

وعلى الرغم من ثروته النفطية، لا تزال البنية التحتية للعراق هشة للغاية. فعلى سبيل المثال، تعمل المولدات الخاصة لساعات أثناء انقطاع التيار الكهربي بشكل يومي، ولم تؤت مشروعات النقل العام التي طال انتظارها، ومن بينها مترو بغداد، ثمارها.

ويعزو رشيد ذلك إلى الضرر الناجم عن الصراعات، والإرهاب، وعدد من السنوات التي عاشها العراق في حالة حرب.

يقول منتقدو الحكومة إن انقطاع التيار الكهربائي نتيجة للفساد المستشري والمتجذر في نظام تقاسم السلطة بالبلاد، والذي يسمح للنخب السياسية باستخدام شبكات المحسوبية لتوطيد السلطة.

كما أكد رشيد، الذي تحدث من مقره الرئاسي، أن معظم العراقيين يعتقدون أن غزو الولايات المتحدة وحلفائها للعراق "كان ضروريا بسبب وحشية الديكتاتور السابق صدام حسين". 

وقال رشيد إنه يعتقد أن معظم العراقيين، بمن فيهم جميع شرائح المجتمع الأكراد والسنة والمسيحيين والشيعة، ضد صدام، ويقدرون أن الولايات المتحدة وحلفائها جاءوا "لإنقاذ" العراق.

وأضاف: "من الواضح أن بعض الأشياء لم تسر كما كنا نأمل. لم يكن أحد يتوقع داعش، ولا تفجيرات السيارات الملغومة،. كان ينبغي السيطرة على هذا الأمر منذ البداية، وكان يجب دراسته والتخطيط له. أعتقد أن الأسطورة كانت أنه بمجرد إزاحة صدام، يصبح العراق الجنة". 

وأقر بأن الواقع أثبت أنه أكثر صعوبة، لكنه لم يضعف إلتزام العراق بالديمقراطية.

وقال "حتى لو كانت لدينا صراعات، فمن الأفضل أن تتمتع بلادنا بالحرية والديمقراطية، بدلاً من الديكتاتورية". 

مع ذلك، غالبا ما قمعت الحكومة المظاهرات الجماهيرية المناهضة لها التي انطلقت أواخر عام 2019.

ولقي مئات المتظاهرين حتفهم على أيدي قوات الأمن والجماعات المسلحة.

واعترف رشيد بأنه لا تزال هناك صراعات، لكنه حث العراقيين، خاصة جيل الشباب، على التحلي بالصبر والإيمان بالمستقبل.

وقال رشيد، السياسي الكردي المخضرم ووزير الموارد المائية السابق: "لا نملك الكثير من الخيارات سوى العيش معا.. دعوا انتخاباتنا الديمقراطية تجرى لتعبر عن قيمنا". 

 وتولى رشيد الرئاسة في أكتوبر تشرين الاول الماضي، وبموجب الترتيبات غير الرسمية لتقاسم السلطة في العراق، يكون رئيس البلاد كرديا على الدوام، ورئيس الوزراء شيعي، ورئيس مجلس النواب سني.

ويتطلب منصب رشيد المساعدة في الحفاظ على توازن دقيق بين مراكز القوى السياسية المختلفة في العراق، وكذلك الحفاظ على العلاقات المتوازنة مع كل من الولايات المتحدة وإيران، الداعمين الدوليين الرئيسيين للحكومة، والمتعارضين مع بعضهما البعض في كثير من الأحيان.

وقال رشيد إن تحسين العلاقات مع الجيران إيران وسوريا والكويت والسعودية وتركيا والأردن مصدر قوة للعراق.

وظلت الدول العربية بقيادة السعودية بعيدة عن العراق لسنوات، ويرجع ذلك جزئيا إلى علاقاته بإيران.

وأشار رشيد بفخر إلى أن العراق استضاف اجتماعا شرق أوسطيا لكبار المشرعين العرب مؤخرا، وأعرب عن استعداد البلاد لمواصلة العمل كوسيط في المحادثات المتوقفة الآن بين الخصمين الإقليميين إيران والسعودية.

كما تعهد باتخاذ موقف متشدد حيال الفساد. 

في أكتوبر تشرين الأول، ظهرت تقارير تفيد قيام شبكة من الشركات والمسؤولين من مصلحة الضرائب في البلاد باختلاس أكثر من 2.5 مليار دولار من عائدات الحكومة العراقية.

وفي الأشهر الأخيرة، وسط مزاعم عن انتشار غسيل الأموال لتهريب الدولارات إلى إيران وسوريا اللتين تفرض عليهما الولايات المتحدة عقوبات، اتخذت الحكومة الأميركية إجراءات لتقييد مد العراق بالدولارات، مما زاد من الضغط على العملة.

وقال رشيد: "أعترف أننا لدينا وما زلنا نواجه بعض المشاكل مع الفساد، لكن الحكومة جادة للغاية في محاربته". 

وأضاف أن الحكومة والبنك المركزي يتخذان إجراءات لتنظيم التحويلات إلى خارج البلاد، لردع غسيل الأموال.

اقتصاديا، قال رئيس البلاد إن العراق يركز على إعادة بناء الصناعة والزراعة التي تضررت من سنوات الصراع، وتطوير احتياطياته من الغاز الطبيعي، حتى لا يعتمد على شراء الغاز من الدول المجاورة، لا سيما إيران.

 ورغم انخفاض قيمة العملة والتضخم في الأشهر الأخيرة، قال رشيد إن النظرة المستقبلية للعراق جيدة، مدعومة بإنتاج النفط القوي وارتفاع أسعاره عالميا.

وأضاف أن "العراق اقتصاديا في وضع سليم وربما يكون أحد دول العالم التي ليس لديها عجز في الموازنة".