بغداد اليوم-بغداد

يتظاهر أهالي قضاء القرنة منذ اكثر من عام على تلكؤ مشاريع البنى التحتية في مدينتهم، دون ان يجدوا اذانًا صاغية، خصوصا وان مشاريع البنى التحتية في القضاء ولاسيما مشروع مجاري القرنة الكبير، تحيطها شبهات فساد وارتفاع بكلف العمل مقابل تلكؤ الاعمال وبجودة متدنية لاتطابق المواصفات المذكورة في تفاصيل العقود بعد مرور ثلاث سنوات على البدء بالمشروع.

ورغم التظاهرات والوقفات الاحتجاجية، التي جاءت متزامنة مع فتح وكالة "بغداد اليوم" لملف التلكؤ والفساد في مشاريع البنى التحتية بقضاء القرنة، إلا ان الجهات المسؤولة والحكومة المحلية في محافظة البصرة لم تتفاعل مع صرخات المواطنين.

ولكن، اجرى محافظ البصرة اسعد العيداني اليوم السبت زيارة الى النائب ضرغام المالكي، فيما جاء في البيان الذي اصدره المالكي ان الزيارة تمت بحضور عدد من مواطني قضاء القرنة لـ"بحث مستجدات البنى التحتية والواقع الخدمي والاستماع الى مشاكل تنفيذ المشروع"، الا ان مقطع الفيديو يظهر جلوس مواطنين اثنين فقط.

ويأتي هذا الحراك بعد يوم واحد فقط من انضمام المالكي إلى الاصوات الرافضة لفساد مشروع البنى التحتية في القرنة، القضاء الذي يقطنه النائب المالكي، حيث لم يشهد اهالي القضاء أي تحرك سابق جدي من النائب المالكي تجاه فساد مشروع البنى التحتية في القضاء.

ومع اصرار وكالة "بغداد اليوم" على الاستمرار بفضح هذا المشروع، قام النائب المالكي بالاتصال ببغداد اليوم، ليتحدث عن المشروع ويؤكد فساده، بالرغم من كون المالكي سبق ان رفض الاجابة على اسئلة "بغداد اليوم" بهذا الشأن، فيما برر المالكي صمته بـ"محاولة اعطاء فرصة لدائرة مراقبة المشاريع في المحافظة"، مشيرا الى انه "عندما لم يجد جدية بالتعامل مع هذا الفساد قرر فضحهم في الاعلام".

وتطرح تساؤلات عما اذا كان النائب المالكي قد "ركب موجة التظاهرات" والاعتراضات الشعبية في قضاء القرنة ضد فساد مشروع البنى التحتية، وكذلك الحملة التي تقودها "بغداد اليوم" ضد فساد المشروع، حيث يثير توجه المحافظ العيداني الى النائب المالكي للتباحث بشأن مشاكل المشروع بدلا من مواجهة اهالي القضاء بشكل مباشر واستقبالهم رغم تظاهراتهم واحتجاجاتهم المستمرة على فساد المشروع دون اصغاء لهم، تثار المخاوف والتساؤلات عما اذا كان النائب المالكي وبالتعاون مع المحافظ، سيقودان "اسكات" المواطنين في القضاء واقناعهم ببعض التفاصيل التي تخص المشروع دون اجراء مراجعة حقيقية لحجم الفساد في المشروع.